بعد إيقاف فنان (محاسن كبي حرجل) لمدة عام.. الأغنية الهابطة.. البحث عن (معايير)!

أحدث القرار الذي اتخذه مجلس المهن الموسيقية ضد الفنان شهاب الدناقلة بإيقافه عن الغناء لمدة عام كامل بسبب ترديده لأغنية صاغ كلماتها و ألحانها بعنوان (محاسن كبي حرجل) ردود فعل عنيفة ومختلفة ما بين مؤيد و معارض للقرار بعد أن وصفها أعضاء لجنة المراقبة بأنها أغنية هابطة وكلماتها خادشة للذوق العام، (كوكتيل) حرصت على تعريف المصطلح ومعرفة وجهات النظر حول الموضوع من أهل الاختصاص، فماذا قالوا.؟

(1)
حول الموضوع تحدث الأمين العام لمجلس المهن الموسيقية المحامي و الموسيقى د.هاشم عبدالسلام قائلاً: (مصطلح أغنية هابطة هي صنعة من قبل فئة تدعي بأنها مثقفة وكلمة أغنية لا يطلق عليها سوى أنها جادة ورصينة وهادفة فيها أفكار وشعر متزن وموسيقى وإذا سقطت هذه المعايير عنها فليبحثوا عن معايير أخرى و غير ذلك تعتبر خادشة للحياء والذوق فتصبح معدومة المعايير، كما يطلق بعضهم كلمة معالجة الأغنية لتعديل عمل فني أما فأنا أعتبره نوع من (التحشر) في ثقافة و حقبة زمنية لثقافة آخرين، في الوقت ذاته أوضح بأن قرار إيقاف الفنان شهاب الدناقلة لمدة عام هو تطبيق للقانون المعني بالرقابة و ترقية الذوق العام و حفظ التراث و صونه والارتقاء بالمستمع السوداني داخل وخارج السودان للتعريف بغنائنا ،مبيناً: (الكلمات التي رددها فيها خرق واضح وتضليل لعقول الشباب وهي نبت شيطاني يعيق الفن ومن حقنا محاربة هذه الظواهر ونحن مسؤولون عن ذلك)، مضيفاً: (هناك أيضاً فنانون قمنا باستكتابهم وآخرون اعتذروا للملأ ولدينا لجنة قامت برصد ما يفوق الستين فناناً عبر الأسافير يرددون ذات الأغنيات في الأسافير و سيمثلون أمام اللجنة فيما سنصل لصيغة مع الهيئة القومية للاتصالات حتى و لو تم إغلاق حساباتهم).
(2)
من جانبه قال الموسيقي المعروف د.عبدالله شمو إن كلمة هبوط يقصد بها أقل من الجيد من حيث الأوزان و القوافي التحضيرية وبحور الشعر و الفكرة ….إلخ، لكن لا يوجد لحن هابط بمعايير العلم الموسيقي لا توجد نغمة غير مضبوطة وفق المعايير الذبذبية الفيزيائية العلمية يمكن أن تسمى بأنها لحن أو نغمة هابطة لكن يمكن أن يكون المحتوى النصي الشعري وفق المعايير الفنية والأدبية أن يتصف بما يعبر عنه طالما يفصح عن محتوى النص يمكن تصنيفه من حيث اللغة الأدبية (غث أو ثمين) وأن لا يتعدى الخطوط الحمراء مثل المساس بأمن الدولة أو رجال الدين و غيره من المحظورات، كما أن هناك فرقاً بين المؤثر الصوتي و المؤثر الموسيقي ،مضيفاً: (هناك عدد كبير من الفنانين الكبار رددوا أغنيات (فارغة) فيها وصف للشفاه والخمر والأرداف و الصدور والأفخاذ والحقيبة أغلب أغنياتها تافهة لماذا لم يتم تجريمهم ومعاقبتهم ..؟..أما هذا الفنان (شهاب الدناقلة) فهو في إعتقادي لم يأتِ بكلمات خادشة للحياء و لم يخرج عن المألوف و الجمهور هو المقياس الحقيقي و ليس من حق المجلس إيقافه عن الغناء ومن حقه أن يسترد حقوقه عبر القضاء.
(3)
من جانبه أوضح الموسيقار د.الماحي سليمان قائلا: (في رأيي أن اللجنة قست على الفنان شهاب بإيقافه فما هو المقياس اللحني أو الشعري الذي حكمت به على الأغنية.؟)، ويواصل: (نحن لا نملك مقاييس لتلك الأشياء ولا توجد أغنية اسمها هابطة، هناك غناء يسمى غناء التسلية و هو غناء معروف و موجود في كل العالم منذ القدم والسبب في ظهوره هو غناء البنات الذي يحبه الرجال وأول من روجت له الفنانة حنان بلوبلو ولا يوجد هبوط في اللحن أو اللحن في الآخر و يمكن التفرقة بينهما في الحكم، فيمكن أن يقال عليه كلمات غير دقيقة خادشة للذوق لا تمثل الرأي العام و هي موجودة منذ أن خلق الله الكون، وما يجب فعله هو أن لا ننشر مفاهيم خاطئة لأن الأغنية ثقافة وأدب.
(4)
الموسيقار د.محمد عجاج قال إن الهبوط في اللحن هو تكرار لحن موجود في الأذهان واللحن والهبوط يكون في المفردة التي تخدش الحياء ،موضحاً: (هناك فنانون رددوا أغنيات خادشة للحياء و كانت أكثر هبوطاً لكن في قعدات خاصة التسجيل فيها ممنوع)، مضيفاً: (بعض الشباب يتناولون مفردة شاذة للفت الانتباه لكي يشتهروا و هذا إسلوب مرفوض، ودائماً المشكلة في اللحن تكون في أغاني (التم تم) الراقصة أو بما تسمى بـ(الكشف) التي عمل على محاربتها الفنان عبدالقادر تلودي وعبدالرحمن المهدي للارتقاء بإيقاع التم تم لأنها ظهرت في مجتمعات غير كريمة وتم غناؤها في القعدات الخاصة وفيها كل الموبقات لذلك كانت مفرداتها شاذة).

تقرير: محاسن أحمد عبدالله
السوداني

Exit mobile version