أبدى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، استيائه من تمترس الحركة الشعبية ـ شمال، في مواقف “تكتيكية” باستنفاذ نحو شهرين لدراسة المقترح الأميركي حول الملف الإنساني الذي يشكل حجر عثرة أمام المفاوضات بين الطرفين.
وطلبت الحركة الشعبية التي تقود تمردا بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ يونيو 2011، خلال مفاوضات انفضت في أغسطس الماضي بعبور 20% من المساعدات الإنسانية عبر أصوصا الإثيوبية قرب حدود السودان، وهو ما ترفضه الخرطوم بشدة.
وطبقا لنائب رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم محمود فإن اجتماعا للمكتب القيادي للحزب برئاسة الرئيس عمر البشير، “عبر عن استيائه من أن يظل الطرف الآخر يرزح في مراحل تكتيكية؛ حيث لايزال بعد ما يقارب الشهرين يتحدثون عن دراسة المقترح الأميركي”.
وقال محمود للصحفيين عقب الاجتماع، ليل الخميس، إن المكتب القيادي تطرق لتمديد لوقف إطلاق النار لستة أشهر أخرى “تمهيدا للسلام”، إلى جانب القبول بالمبادرة الأميركية لإيصال المساعدات الإنسانية.
وقدمت الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي مبادرة بموجبها تنقل المعونة الأميركية المساعدات الطبية الإنسانية جوا إلى مناطق المتأثرين بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بعد أن تخضع لتفتيش السلطات السودانية.
ونفت الحركة أخيرا رفض المبادرة قائلة إنها ما تزال قيد الدراسة، وأوضحت في ورقة دفعت بها للإدارة الأميركية أن معبر أصوصا يسمح لها بنقل المرضى والجرحى للعلاج في الخارج كما أنه يسمح لقيادتها بالتنقل للمشاركة في مفاوضات السلام وغيرها من اتصالات مع المجتمع الدولي والعودة لقواعدها.
ووقف اجتماع المكتب القيادي للحزب الحاكم على سير عملية السلام بالسودان، وأكد جدية الحكومة في السعي من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم بالبلاد.
وقال إبراهيم محمود “آن الأوان أن تقف الحرب وأن ينطلق الشعب السوداني وأن ننظر لمستقبل الوطن ومستقبل الأجيال القادمة”.
وأكد أن “كل العالم الآن يريد إيقاف الحرب في السودان فورا بدون مماطلة”، مشيرا إلى الآثار المدمرة للحرب على السودانيين، “خاصة الأجيال في مناطق الاقتتال التي حرمت حتى من المساعدات الإنسانية”.
وتابع محمود قائلا: “اتضح الآن للعالم أن هذه الحركات ليس لديها اهتمام بقضايا المواطنين، إنما تسعى فقط لمطامعها الشخصية، كما قال المبعوث الأميركي”.
وثمن محمود “الحملة الكبيرة التي يقودها المواطنون لرفض الحرب عبر مختلف الوسائط ومطالبة الحركات المسلحة بالكف عن هذه التكتيكات وتقبل على السلام”.
سودان تربيون