دفعتهم الظروف الاجتماعية الصعبة في بلدانهم للهجرة إلى ليبيا، من أجل العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، أملاً بحياة أفضل، لكنهم وجدوا أنفسهم يدفعون ضريبة ثمينة من حياتهم.
هذه هي قصص المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في ليبيا، والتي قدموا إليها عن طريق شبكات تهريب، وعدتهم بتأمين رحلة هجرة إلى أوروبا، لكن شاءت الظروف أن يطول بقاؤهم داخل ليبيا ليجدوا أنفسهم مجبرين عن العمل من أجل البقاء والاستمرار في الحياة، وخلال ذلك يتعرضون لسوء معاملة ويواجهون مخاطر شتى
استغلال واختطاف وعمل قسري
العنف الجنسي والعمل القسري والاختطاف من أجل الفدية والتعذيب وسوء المعاملة سواء على أيدي المتاجرين بالبشر أو أرباب أعمالهم هي أهم الانتهاكات التي يتعرضون لها، والتي رسمها تقرير منظمة العفو الدولية مؤخراً والذي أرجع ذلك إلى خطورة الحياة في ليبيا، بسبب انعدام القانون والنزاعات المسلحة.
شهادات حية عن عمليات اغتصاب
“أسماء” اسم مستعار لمهاجرة من السودان، قدمت برفقة العديد من النساء الأخريات من بلدها إلى ليبيا، هرباً من تسلط زوجها وعائلته، وأملاً في إيجاد عمل وتحصيل أموال تمكنها من تأمين نفقات رحلة غير شرعية إلى أوروبا، لكنها لم تجد ما ترغب به، حسب حديثها إلى “العربية.نت”.
مباشرة وبعد دخولها التراب الليبي وفي منطقة أوباري تعرفت على رجل ميسور الحال، تبين لاحقاً أنه يعمل في مجال التهريب، عرض عليها القيام بشؤون بيته، لكنه قام لاحقاً باغتصابها، ثم أصبح يغتصبها بصفة تكاد تكون يومية مقابل تمكينها بين الفينة والأخرى من مبلغ من المال.
ومع تقدم الأيام أصبح يعاملها بسوء، حيث باتت تتعرض للتعذيب والضرب المبرح.
ظروف دفعتها إلى الهرب في مرحلة أولى إلى الكفرة ثم أجدابيا لتنتهي بها الرحلة إلى طرابلس في أحد مراكز الاحتجاز.
أسماء ليست الوحيدة التي تعرضت إلى استغلال جنسي في ليبيا، فبحسب تقرير الأمم المتحدة الذي نشر الأربعاء، فإن النساء والفتيات وأيضا الرجال والفتيان يواجهون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك العنف الجنسي من قبل أطراف الصراع الليبي، فضلاً عن المهربين وتجار المخدرات والجماعات الإجرامية الأخرى، كما أنهم يواجهون مخاطر وحوادث العنف الجنسي خلال احتجازهم في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية للمهاجرين غير النظاميين
عبد السلام الراجحي، رئيس مركز اسطرلاب الليبي للدراسات أكد في حديث مع “العربية.نت”، أن تجارة الجنس تنتشر في جنوب ليبيا خاصة في مدينة سبها وتتم في الغالب بين المهاجرين غير الشرعيين والمهربين، وذلك لاعتبارات عديدة.
وتواجه ليبيا معضلة تدفق المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها من أجل العبور نحو أوروبا، ومع اقتراب فصل الربيع يتوقع أن يتزايد عدد القادمين إليها في وقت تعيش فيها البلاد صراع سلطة بين السلطات في الشرق والأخرى في الغرب.
ورغم أن إيطاليا والاتحاد الأوروبي تعهدا بتمويل مخيمات للاجئين في ليبيا تديرها حكومة الوفاق، فإن الظروف الحالية التي تعيشها ليبيا لا تجعلها قادرة على تأمين المهاجرين على أراضيها، وضمان عدم تعرضهم لمخاطر.
العربية.نت – منية غانمي