خمسة سنين معاك يا زينة الأيام
يا نوّارة الحلوين مرّت حِلوة زي أنسام
وزي أحلام صبيّة نديّة، زي ياسمين
وزي لهفة بعيد مشتاق
يلاقي أحبّته الغايبين
خمسة سنين
ودرب الريد معاك أخضر
خمسة سنين، بريدك كل يوم أكتر
أحاول مرّة بس أنساك
عشان يا غالية أتذّكر
أجي وألقاك، ديمة معاي
وألقى هواك ملك دنياي
وفي أعماقي إتحكّر
أغنية (خمسة سنين) أعلاه، للمطرب والموسيقار السوداني محمد الأمين، التي لحنها بنفسه، وألف كلماتها الشاعر الطبيب عمر محمود خالد، واحدة من أشهر أغنياته وأحبها الي السودانيين كبارا وصغارا. يدندنون بها في لحظات طربهم ويتمثلون بها في حالاتهم التي تشبهها، كما هي واحدة من أحب الاغنيات الي نفسي أيضاً إذ إنه فناني المفضل.
وهذا الاعجاب والطرب ربما لسهولة كلماتها وخفة لحنها وربما لان مشاعرها بسيطة وجياشة. وربما لسر في الرقم أو العدد خمسة (5) فهو رقم أو عدد يحبه السودانيون ويستخدمونه كثيرا. وليس معروفاً ما إذا كانت قصة حب الشاعر قد استغرقت ودامت خمس سنين، أو أنه قد اختار هذا الرقم على سبيل التقريب للعدد أو خفة الإيقاع.
فالعدد خمسة (5) وتري أي مفرد وغير زوجي، ويعتقد السودانيين انه رقم مبارك. فالكثير من العبادات والشعائر مفردة العدد. ومن السنة النبوية أن تأكل وتشرب وتراً، اي على دفعات غير مزدوجة.
وكثرة الاستخدام لهذا العدد، ربما تعود لسهولة لفظه ونطقه وخفة ايقاعه. وربما لوسطيته، فهو رقم وسط بين الأعداد ليس بالقليل وليس بالكثير. وربما هذه الوسطية هي التي تعبر عن الشخصية السودانية التي تكره التطرف سواء كان إفراطا أو تفريطاً.
ويستخدم السودانيون هذا العدد بطريقة متناقضة وعكسية في حديثهم اليومي من حيث القلة والكثرة. وكثيراً ما تسمع أُذناك احدهما وهو يقول لك في حالة الاستعجال والتقليل، كمثال: “خمس دقائق بس” وهو يقصد ان هذا الأمر لن يستغرق أكثر من خمس دقائق.
وفي حالة الكثرة يمكنك أيضا أن تسمع عبارة “خمس ساعات” أي أن هذا الأمر طال حتى بلغ خمس ساعات طوال في الانتظار أو القدوم أوإنجاز اي أمرٍ آخر.
وإذا ما أراد شخص أن يبرهن على حفظه للسر وإلتزامه بالصمت تجاه ما يسمعه يقول لك “ساضع الخمسة في الأثنين” أي اصابعه الخمسة على شفتي فمه أي أنه سيطبق فمه ولن ينبس ببنت شفة.
وفي شمال السودان هناك مثل يضرب للشخص الذي يدعا لطعام ولكنه يرفض فيقال له على سبيل اللوم والرد على فعله غير الأجتماعي، حسنا فعلت “فلاصابع إذ ما زادت عن الخمس أكلت أكثر”
ويقول الكاتب عبد الله الحاج: ربما يمكننا الزعم أن تاثير الرقم خمسة له علاقة او أرتباط بإختيار السودانيين للسلم الموسيقي الخماسي وهو أحد أقدم السلالم الموسيقية التي تحاكي الطبيعة وتستلهمها في الحانها، وهي ذات أيقاعات والحان قوية وفرحة ويتجاوب معها الجميع.
وقد ساعد هذا السلم مع آلة الطنبور في تشكيل وإثراء الوجدان السوداني ونشر قيمه إذ أنه حاضر في كل أيقاعات الصوفية ومديحهم وفي ضروب الغناء والثقافة الموسيقية الأخرى.
وكما هو معلوم، فأن أول آيات قرآنية نزلت من الله تعالى على الناس كانت الخمس ايات الأولى من سورة العلق وهي:- { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
أركان الإسلام خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا
أركان الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر
**الصلوات لله في اليوم والليلة خمس. (فجر- ظهر-عصر-مغرب – عشاء).
أعظم آية في القرآن.آية الكرسي عدد كلماتها 50 كلمة ، وعدد الأسماء الحسنى فيها 5 أسماء الله – الحي – القيوم – العلي – العظيم . وحقّ المسلم على المسلم خمس وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : ” حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس”، متفق عليه. (رياض الصالحين) .
أولو العزم من الرسل خمسة : نبي الله نوح عليه السلام – خليل الله إبراهيم عليه السلام- كليم الله موسى عليه السلام- روح الله عيسى عليه السلام- حبيب الله محمد عليه الصلاة والسلام.
وفي علم التنجيم يقول المنجون وهم قد كذبوا ولو صدقوا، إن هناك معاني روحية للأرقام عبارة عن ذبذبات تحسب بطريقة معينة للحصول على المعنى الروحي: ,يستخلص من تاريخ الميلاد.
وبحسب هذه الطريقة، ” يرمز الرقم 5 إلى السفر، والمغامرة والحركة غير أنه يحمل معه عدم الإستقرار وعدم توقع الآتي والتغيرات الجذرية. يلفت هذا الرقم إنتباهنا إلى روعة الحياة، ويدعونا إلى تقدير تصورنا للفوضى التي تحيطنا. إن ذبذابات الرقم 5 بدائية وغير منتظمة. عندما يستمر الرقم 5 في الظهور في حياتكم إستعدوا لبعض الحركة مثل القيام برحلةٍ ما. ولكن تذكروا لا تعني الرحلة بالضرورة رحلة جسدية فقد تعني أيضاً رحلة روحية.”
وعلى الصعيد الشخصي، فإن أصحاب الرقم 5″ يظهرون إهتماماً حقيقياً بالآخرين، وغالباً ما يلعبون دوراً في المجتمع. وهم مرحون أيضاً، ويحبون السفر. لا يحبون الروتين ويتأقلمون جيداً مع معظم الأوضاع. يتعاملون مع التحديات بأسلوب ذكي وغير إعتيادي. وغالباً ما يقوم أصحاب الرقم 5 بالدخول في مشاريع عدة في آنٍ واحد لذا ينقصهم الوقت دائماً وتفوتهم بعض الفرص. ولكن هذا لا يهم لأن أصحاب الرقم 5 دائماً في الطليعة في مساعيهم.”
وعلى كل يقول مفسرو الأحلام والرؤى ان روية (خمسة آلاف) أوعدها تعني النصرعلى الأعداء. وربما يتذكر كل منا معرفته وسلوكه وتجاربه مع الرقم (خمسة) وكيف يتأثر به!!!!
إشراقة عباس
الخرطوم 9-2-2017 (سونا)