تحاور الحكومة الأحزاب والحركات للإتفاق على تشكيل حكومة حزبية وطنية لكى تخرج بحكومة ترضى تلك الأحزاب لتحكم الشعب الذى لا يؤمل فى الحكومة الجديدة جديدا وذلك بعد تجارب تجاوزت الثلاثون عاما حيث ظل كثيرا من الوجوة السابقة فى وظيفته أو منصبه الحكومى فقط تم تغيير المكان او المنصب أو الولاية . المواطن لا يريد حكومة جديدة ولا إضافة مخصصات ورواتب على حسابه ولا وجوه تكسب مسميات وظيفية حكومية وليس لها تاريخ فى التنمية أو الوطنية سوى أسماء لامعة إعتلت مناصب حزبية أولها مكانة أسرية أو نادت بحمل السلاح أو خانت الوطن من أجل المنصب .
الحكومة الجديدة لاتهم المواطن لانه مازال يعانى من أزمة المواصلات رغم زيادة تعرفة أستيراد بصات غير مطابقة للمواصفات ، ومازال يبحث عن الماء عند إنقطاعها الغير مبرر وتعود على الظلام عند إنقطاع الكهرباء المستمر ويتردد على أماكن الطب الشعبى لعدم دقة تشخيص الأطباء وكثرة الأخطاء الطبية وإرتفاع سعر الدواء ويعانى من تردى التعليم وفقدان هيبة المعلمين والبعض يبحث عن التعليم الخاص داخل وخارج وطنه ويتحمل ما لا طاقة له به وبعض هجر أبناءه التعليم وضاع مستقبلهم ليعملوا بالأجر اليومى أو يدفعون عربات نقل الأغراض ( الدرداقات) فى الأسواق لتوفير لقمة العيش حتى النساء اللأتى لم يسلمنا من هذا الوضع اصبحنا يبحثنا على رزقهن فى الأسواق وتحت ظلال الأشجار تركنا أمر الله بأن يقرن فى بيوتهن لكن لضرورة أحكام حتى لو كان هناك إختلاط شريف والله أعلم .
ماذا تقدم الحكومة الجديدة لنفسها ثم لحزبها ثم لوطنها وأخيرا لشعبها ؟ تقدم الحكومة لنفسها المنصب والعائد المادى وتقدم لحزبها التنافس بين أعضاءه على هذا المنصب وتقدم لوطنها مزيدا من التأخير وتعطيل التنمية وزيادة الديون الخارجية وتقدم لشعبها زيادة الضرائب وزيادة الأسعار ومزيدا من المعانا . الوطن الذى تشقه الأنهار والنيل وأرضه الخصبه وجوفه الذى يفيض بالمياة النقية والمعادن الثمينة ومناخه المتعدد وثقافاته المتنوعة وثروته الحيوانية الكبيرة وخيرات أرضه الكثيرة فقط يفقد الحكومة التى تعمل من أجل الوطن والشعب ويفقد الشعب المنتج والعالم الذى ينصح ويُعلم والمهندس الذى يخطط ويشيد و الطبيب الذى يخاف الله ويعمل بصدق لهذه الخدمة الإنسانية والمعلم الذى يربى الأجيال على مخافة الله وحب الوطن والعامل المجتهد المخلص .
الحكومة الجديدة لا تختلف كثيرا وهى نفس الوجوة المتعارف عليها لكن تختلف بتغير ملابسها وزيادة مخصصاتها ونفقاتها . ماذا تقدم لنا الحكومة الجديدة ؟ هل تحارب الفساد بكل أنواعه ؟ هل تغير من سعر الدولار ؟ هل تُشيد كبرى أو سد جديد ؟ هل تقلل من ساعات إنقطاع التيار الكهربائى؟ هل توفر لنا الدواء والغذاء ؟ هل تضيف لنا مناهج جديدة دينية ووطنية ؟ هل تزيد لنا عدد وسائل النقل وخاصه داخل العاصمة ؟ هل تنفتح على العالم الخارجى وتُعدل قوانين الإستثمار ليصبح جاذب ؟ أم تظل تفاوض الأحزاب وتحارب الحركات المسلحة ؟ وتصادر الحريات ؟ السودان لا يحتاج لحكومة جديدة وخاصة عندما تكون من أطياف أحزاب مختلفة وهى مختلفة داخل كيانها . الزراعة التى كان يشرف عليها المواطن بمهنة ( الصمد سابقا ) ثم المفتش كانت لا تعرف العطش ولا المبيدات الكيمائية ولا الجينات الوراثية وكان إنتاجها يعبر القارات وأقطانها تصدر و تنسج وتصنع محليا وخضرواتها وفواكهها كانت تفيض من حاجة الأسواق كنا مطبقين شعار ( نأكل مما نزع ونلبس مما نصنع ) قبل أن يرفع هذا الشعار.
الحكومة الجديدة هى زيادة فى العدد وكثرة فى الوزارات والإدارات وعبء على المواطن وتعطيل فى التنمية والإنتاج وكل مسئول فى منصبه يريد أن يضيف وظائف لأهله وحزبه ويكمل السنة الأولى فى تصديق نفسه بهذا المنصب والسنة الثانية بتعين من يهمه أمره والسنة الثالثة فى تكوين نفسه والرابعة فى إبعاد الشبهات عنه والخامسة فى الإستثمار خارج وطنه . لهذا نفضل إستمرار هذه الحكومة وتقوية المعارضة لنفسها وتوحيد صفها لتكون معارضة وطنية تحافظ على مكتسبات الوطن وتطالب بحق المواطن ويكون لها صوت مؤثر يغير مجريات الأحداث حتى نستغنى عن المجلس الوطنى الذى أثرت عليه برودة المكيفات وزيادة المخصصات والإنتماء الحزبى الذى أنساه الشعب والوطن وألغاء الحكومات الولائية التى أضرت أكثر مما أنتجت . حتى لا نترقب إعلان الحكومة الجديدة ونزيد من معارضة الآحزاب والحركات الغير مستفيدة من الحكومة الجديدة .
عمر الشريف