أمس وبطيبة برس ألقى القيادي الاسلامي المعروف يوسف الكودة قولاً ثقيلاً ،وبجرأة يحسد عليها أعلن الرجل تاييده التام والقاطع للتطبيع مع إسرائيل ، الكودة في وقت سابق قال الرجل عن اسرائيل وامريكا مالم يقله مالك في الخمر، تحول وبشكل مفاجيْ ومدهش ربما الى أحد أكبر الداعمين للتطبيع مع إسرائيل ويدعم موقفه بحيثيات ووقائع ومواقف يرى من خلالها أن كل الموانع التي كانت تسنتد عليها حكومات السودان السابقة قد انتفت ،ثم دافع عن موقفه خلال الندوة التي أقامها مركز طيببة برس أمس وتوقع أن يدفع ثمن حديثه غالياً
مقاطعة مضرة
وقطع الكودة بأن القرآن السنة و يأمران بالمعاملة الحسنة مع اليهود والنصارى ، واستشهد بقوله تعالى (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وان الآية محكمة غير منسوخة، وأضاف لا مشكلة في حب الأجنبي أو غير المسلم في أي مجال،وأن احتلال الارض لا يمنع من استمرار العلاقة مع إسرائيل، في إشارة الى ارض فلسطين المحتلة.وأشار الكودة الى أن مقاطعة الدول العربية والاسلامية لإسرائيل كانت موقفا وليس مبدأ، وقال: إن (المبادئ لا تتغير إنما تتغير المواقف)، وأردف (المقاطعة طولت ولم نجلس لنراجعها كأنها واجب ديني) ،وأنها لم توصل السودان لغاية ولم تضر إسرائيل إنما أضرتنا نحن، وتساءل الكودة هل المقاطعة وسيلة للضغط أو الهجر ؟ ،ولماذا لا نقترح إعادة النظر في ذلك ؟ ولماذا الاصرار على موقف واحد ؟ ، ومضى قائلا المهادنة مع إسرائيل لا تعني المنازلة عن المطالب، وضرب مثل بدول مصر والاردن وقطر وقال: إنها تقود مهادنة مع اسرائيل .
*بردا وسلاما
وقطع الكودة بعدم وجود ما يمنع شرعا إقامة علاقة مع اسرائيل، وعزا ذلك لتضرر السودان من المقاطعة التي قال :إنه خسر بسببها ماديا ومعنويا من القذف والحروب،وأضاف ( جاء الوقت المناسب لمناقشة القضية لاننا دفعنا كثير من الثمن في القضية الفلسطينية ولازالوا يطالبونا بمقاطعة شركة «الكاكولا» لأنها صناعة اسرائلية وفي ذات الوقت هي من اكبر المصانع «للكاكولا» في رام الله، وتساءل نحن ذنبنا شنو؟ واوضح ان سوء العلاقة مع امريكا واسرائيل تختلف عن سوء العلاقة مع أي دولة أخرى ،وكشف الكودة أن الحزب الحاكم ليس لديه مانع في مناقشة العلاقة مع إسرائيل وإذا طبع مع اسرئيل ستنزل عليه برداً وسلاماً .
ويواصل يوسف إن الهجمة التي قدنا مقاطعة من أجلها مع لإسرائيل ارتدت علينا ،ودعا لتوعية الشعب بأن هناك مواقف ومبادئ وان هذا الموقف يجب ألا نصر عليه ،واضاف لابد من ان نثقف الشعب تثقيف وسطي معتدل، ورأى أنه لا مانع من العلاقة مع أي جهة من الجهات طالما انها لم تتدخل في شأننا الخاص .
سياسة الشعارات
وتابع الكودة قائلا لا تعشم الدولة او المجتمع في نهضة او استقرار وهي تحارب امريكا واسرائيل دون سبب، وإن مشكلتنا معها هي القضية الفلسطينية ويمكن عدم التنازل عنها لكن ليس بالضرورة أن نذهب برأي «فلان أو علان» فيها ،كما ليس بالضرورة الاصرار علي الموقف الأول ،واضاف انا اطالب بتغيير موقف علاقتنا مع اسرائيل ،لأننا ادخلنا انفسنا في اشكال مع امريكا واسرائيل ،وليس العكس، ونحن لم نستطيع ادارة شأننا الداخلي مما جعلنا في موقع سيئ واستهداف من اسرائيل ،واكد عدم حوجتهم لشعارات مثل (امريكا روسيا قد دنا عذابها،وخيبر خيبر يا يهود، وأرض العدو) والتي قال :إن البعض تبرأ منها، في اشارة الى نكران قيادات الوطني لهذه الشعارات عقب رفع العقوبات، وأن سياسة الشعارات جعلت اسرائيل وامريكا تضر بنا وتعاقب السودان بالعقوبات التي وصفها بـ(السيئة والصعبة) .
تهديد الكودة
وكشف يوسف عن تهديدات تلقاها من جهة رفض الافصاح عنها، ووصفها بالسخيفة وأن الذين يهددونه قالوا له: (تفتح باب فتنة وشر بتصريحاتك، وان كلامك مدفوع الأجر وما مفتكرنك كدا، وانني حأدفع ثمن مواقفي) وعن طبيعة التهديدات قال ممكن يأذونني في ابني وفي أشياء كثيرة، وبين أنه لم يكن أول تهديد بل تم تهديده من قبل إبان إقامته في سويسرا، ونوه الى انه لا يعطي التهديدات اهتماما ليس لأنه ضامن بأنه لن يصيبه سوء، إنما لديه قناعه بأن التوجيه أمانة ولابد منه .
تقرير:جاد الرب عبيد
صحيفة آخر لحظة