قال المحلل الاسارئيلي تسيفي برئيل، المختص بالشئون العربية: ان فيلم “مولانا” جاء للترويج لأهداف السيسي في حربه المقدسة ضد الإسلاميين.. هذا السبب كان وراء السماح بعرضه ، بالرغم من إساءة الفيلم لرجال الدين وهجوم مؤلف الفيلم إبراهيم عيسى على نظام السيسي .
اضاف الكاتب في مقاله بصحيفة “هاآرتس” الصهيونية: إنه بالنسبة لحاتم الشناوي فقد تحقق له كل حلم لأي واعظ ;فبعد إنهائه تعليمه في مدرسة دينية ،ذهب للدراسة في الأزهر،أهم مؤسسة تعليمية في مصر ، واستمر لكي يصبح أحد أشهر دعاة التلفزيون في البلاد ، وبالرغم من أنه رجل دين ذو مكانة كبيرة ومعروف ،لم يتخل عن ملذات هذا العالم ;فقد أغرته إمرأة ،ووجدت ملايين الجنيهات طريقها إلى حسابه البنكي ،وتعاون مع أجهزة المخابرات وتجنب مضايقة السلطات .
وتابع الكاتب : قصة “مولانا” نشرها الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى عام 2012 ،عندما حكم الإخوان المسلمون التى كانت هدفاً لوابل من السهام الحادة لقلم ولسان “عيسى ” ،وبعد أربعة أعوام ،وفي يناير عرض الفيلم المأخوذ من القصة على الشاشات ،وفي أول شهر له وصلت إيراداته إلى 11 مليون جنيه .
ويلفت الكاتب إلى الاعتراضات التي واجهها الفيلم مثلما حدث في لبنان ،عاصمة التنوع العربية ، واتهم الفيلم بعدم الحط فقط من قيمة رجال الدين ،بل اتهم أيضاً بأنه قد يشعل صراعات دينية ،وفي النهاية قرر الرقيب اللبناني عرض الفيلم بعد قص 9 دقائق من إجمالي 163 دقيقة زمن الفيلم .. في مصر ، سمح بعرض الفيلم كاملاً ،على الرغم من انتقاداته لرجال الدين المصريين وسخريته من الأزهر ،وهذا ليس مفاجأة كبيرة إذ أن مصر منشغله منذ ثلاث سنوات بمعركة ضد الإسلام المتطرف بشكل عام والإخوان المسلمين بوجه خاص ، ويخدم الفيلم أغراض عبدالفتاح السيسي على النحو الأمثل .
ويشير الكاتب إلى دعم عيسى للسيسي في البداية ،لكنه لاحقاً تحول إلى ناقد له ،وفي أوائل يناير تم إيقاف برنامجه ،وعلى الرغم من الحرب الشخصية بين السيسي وعيسى ،اختار السيسي ألا يحظر الكتاب أو الفيلم ;فهو يشن “حرب مقدسة” ويستخدم أي شيء يمكن أن يساعده ،وهذه هي الروح التي يأمل السيسي في تجسيدها .
ويختم الكاتب بالقول “السيسي ليس علمانياً ،وليبراليته لا ترتكز على التنوير ،حربه غير موجهة إلى القيم ،بل إلى السياسة ،لكن إذا كانت هذه الحرب ، ستسمح في طريقها لليبراليين المصريين بكسب المزيد من الحرية الدينية ،سيكون ذلك أمر جيد ”
رصد