٭ كتبت العام الماضي انتقدت بطء تعامل محافظ المركزي وقتها عبد الرحمن حسن مع شراء الذهب، مما تسبب في توسع دائرة تهريبة، وطالبت المحافظ أن يسارع في التنسيق مع وزارة المعادن ليتم تحرير الذهب كسلعة.
٭ وفي سبتمبر من العام الماضي خرج لنا، محافظ المركزي الأسبق صابر محمد الحسن، بكلام غريب عندما أرجع تراجع الاقتصاد إلى طباعة البنك المركزي للنقود للتمكن من شراء الذهب مما أدى إلى فقدان العملة قوتها.. الرجل نصح المركزي بعدم شراء الذهب وبرر ذلك لتفادي تدهور سعر صرف النقد الأجنبي مقابل الجنيه.
٭ وكتبت في هذه الزاوية تحت عنوان (لماذا لا يرتفع الدولار؟) وقلت لماذا لايرتفع طالما أمثال صابر لا زالوا ينظرون .. الرجل دون أن يطرف له جفن قطع بوجود خلل وقصور في السياسات الاقتصادية، وهو ممن تسببوا في نكسة الاقتصاد.
٭ أمس الأول اتخذت الحكومة القرار الشجاع كما وصفه رئيس الغرف التجارية يوسف أحمد يوسف، حيث أعلنت وزارة المعادن وبنك السودان عن ضوابط جديدة خاصة بشراء وتصدير الذهب عبر شركات القطاع الخاص، بعد السماح لها مؤخراً بالعمل في هذا المجال.
٭ الضوابط الجديدة أتاحت أن يكون التصدير بكل وسائل الدفع لإغلاق أي باب أمام الإجراءات المعقدة التي تكون غير محفزة للقطاع الخاص للعمل
كما تم الاتفاق على أن يقوم المركزي بتحديد أسعار يعدها يومياً من واقع الأسعار في البورصات العالمية .. مضت الحكومة في الاتجاة الصحيح بعد أن بات الذهب من أكثر السلع التي تُهرب.
٭ كانت الحكومة وكأنما تحرث في البحر .. على أرض الواقع هناك انتاج كبير للذهب (قطاع التعدين التقليدي ينتج أكثر من 80% من إنتاج البلاد) السياسات الجديدة ستعمل على جذب كل الكميات الكبيرة المنتجة.
٭ لك أن تعلم عزيزي القارئ أن انتاج البلاد من الذهب وصل العام الماضي (93.4) طن، لكن للأسف معظمه لم يدخل عبر القنوات الحكومية، كما أقر بذلك وزير المعادن الكاروري مما أفقد البلاد مليارات من العملات الأجنبية.
٭ يستحق الوزير الشاب التحية وكذلك محافظ المركزي حازم عبد القادر لاتخاذهما أشجع قرار وهما يحرران الذهب وفق سياسة محكمة ستؤتى أكلها وستنعش الخزينة العامة.
٭ كان المركزي في العهد الغابر، يحتكر شراء الذهب، ومع ذلك لا يشتريه، مما فتح شهية المهربين .. المركزي كان يكبل الكاروري الثائر بأصفاد البيروقراطية لأسباب مجهولة (وحاجات تانية حامياني) كما يردد الأستاذ البوني.
٭ كثير من القرارات تتطلب جرأة، وقوة لأجل إنزالها لأرض الواقع .. لم يكبل الحكومة إلا المسؤولين الذين لا يقومون بواجبهم ، ولا يتحملون المسؤولية وقاعدين (وجع قلب) للمواطن.
٭ صدق الوزير أحمد صادق ، وتعامل المحافظ حازم بحزم شديد، مع الموقف وكان القرار الشجاع .. لكن أقول لهما لا تسرعا بالتلويح بعلامة النصر .. الطريق لايزال وعراً.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة