أعلن قبل فترة أن حكومة الوفاق الوطني سيتم تشكيلها في العاشر من يناير 2017م، وجاء العاشر ولم تعلن الحكومة، وكل مسؤول يتحدث بمفرده بزيادة أيام وربما شهور أخرى عن بداية التشكيل، وأحياناً يربط التشكيل بانتظار الحركات المسلحة التي قيل أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من ذلك، والبعض يربط أن هناك حراك كبير مع زعيم حزب الأمة والأنصار الإمام “الصادق المهدي” العائد من منفاه الاختياري من مصر قبل أسابيع، وهناك بعض الأقوال حول الشخصيات التي سوف تعتلي الوزارة القادمة، والشروط التي وضعت لمن ينالون شرف الاستوزار، وقيل أن أي شخص لم يحصل على شهادة البكالوريوس لن يجد مقعد في الوزارة القادمة، ولكن هل الشهادات أحياناً تعطيك سياسي ناجح، وحتى شهادات الدكتوراة التي تمنح على قفا من يشيل هل هؤلاء يمكن أن يديروا دفة الحكم.
في وقت مضى كان معظم الساسة من حملة الشهادات الوضيعة أو الشهادات الابتدائية، تقريباً، ولكن كانوا من الناجحين وأسهموا في ترسيخ الحكم بصورة جيدة، وحتى البرلمان أو مجلس الشعب جل الأعضاء من حملة الشهادات المتوسطة أو الابتدائية، وكانوا أمناء مع أنفسهم، ولكن الآن أصبحت الشهادة كل شيء، ولابد من الحصول على الدرجة العلمية الرفيعة الماجستير أو الدكتوراة، وبالفعل حصل عدد كبير من هؤلاء على هذه الدرجات الرفيعة، ولكن لا أظن أنهم صادقين مع أنفسهم، لأن هذه الدرجات تحتاج إلى تفرق كامل، والجامعات نفسها تطلب من يريد الحصول على الدرجة العلمية الماجستير أو الدكتوراة، عليه أن يتفرق تفرقاً كاملاً، فما بلك بتنفيذي يقضي وقته كله في المؤسسة وحتى المساء، هذا بخلاف الاجتماعيات الأخرى والسفر داخلياً أو خارجياً وبدون أي مقدمات تسمع بفلان الفلاني حصل على درجة الدكتوراة أو الماجستير، بل الأدهى والأمر أن هذا الشخص اعتبر نفسه في هيئة التدريس بالجامعة الفلانية، وأحياناً كمان يصبح مشرفاً على طلبة ماجستير أو دكتوراة بلا خجلة، وهو يعلم تماماً أن الدرجة العلمية التي حصل عليها ليست حقيقية، ولا أدري لماذا الغش والكذب والإدعاء بالحصول على الدرجة التي لم تكن أصلاً حقيقية؟ فما هي فائدة هذا الخداع؟ ولماذا لا يكون أميناً مع نفسه؟ ولو لم يحصل حتى على درجة البكالوريوس، طالما يمارس حياته بكامل عقله، وله من المنطق والحجة التي تفوق الذين حصلوا على مثل تلك الدرجات أو أن يجتهد إلى أن يحصل على مبتغاه بالطريقة الشرعية، وقيل للداعية الإسلامي “محمد متولي الشعراوي” وهو حجة في العلم والبلاغة والمنطق، لماذا لم تحصل على درجة الدكتوراة؟ فرد على هؤلاء قائلاً: من الذي سيناقشني في تلك الرسالة؟ وكذلك الأديب عباس محمود العقاد.
إن التشكيل الحكومي الجديد يجب أن يأتي بالشخصيات الأمينة والقوية، وليس بالضرورة أن تكون الشهادة واحدة من الشروط، لأن الحركات المسلحة التي سيتم الاتفاق معها لابد أن تشرك في الحكم، فهل هؤلاء نالوا شهادات علمية؟. وإذا كانت الشهادة شرطاً بالنسبة لهم، فلن يدخلوا البرلمان، ناهيك أن يتربعوا على مقاعد الوزارة، وإلا تكون الشهادات التي سيقدمونها مضروبة.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي