الزواج السريع والطلاق الاسرع

إن هذا الامر يخرج عن اطار الفردية ليدخل في سياق قضية رأي عام، لان الاثار السلبية التي تحدث في بنية الاسرة تنعكس بشكل مباشر على المجتمع.

هنا يطرح سؤال مهم عن سبب ارتفاع نسبة الطلاق؟ وللاجابة عن هذه السؤال يجب زيارة مختصين في كل العلوم الانسانية، وبزيارة سريعة لعلم الاجتماع فإنه يؤكد ان الفشل الزوجي هو نتيجة لقيود مجتمعية يضعها المجتمع امام الزوجين قد يعجزان امامها عن استمرار الحياة الزوجية لان البيت الزوجي الجديد هو ساحة تنافس بين عائلة الزوج والزوجة وكل عائلة تريد الاستحواذ بآلية صنع القرار فيه، اما علم النفس فيري ان انعدام الانسجام والتوافق بين الزوجين هو اهم اسباب الانفصال، لان لكل نفس رغبات قد لا توافق رغبات الشريك خاصة في بداية الحياة الزوجية، وهنا يكون العناد لتحقيق المراد، وحين يعجز طرف عن استيعاب الاخر يبدأ التفكير بالانفصال، وقد يرى البعض ان العامل الاقتصادي هو سر الانفصال، والحقيقة هو انه لا يمكن انكار قوة ثأثير العامل الاقتصادي لكن لا يمكن اعتباره اهم العوامل، فكثير من الاسر بدأت حياتها بطريقة متواضعة من الناحية الاقتصادية لكنها استمرت نظرا لوجود توافق وانسجام وعزيمة على تخطس العوائق.

مهما كانت دقة الاجابات التي قدمتها العلوم الانسانية،،، فإن القول الفصل هو للدين الاسلامي الذي يؤكد ان ثمة علاقة بين الفشل الزوجي وبين ابتعاد اسر الزوجين عن اهمية اختيار شريك حياة ابنهم او ابنتهم، فبدل ان نزوج من جاءنا ورضينا دينه وخلقه ،، زوجنا من جاءنا ورضينا شقته ووظيفته .

أظن أن على كل الجهات المعنية بالعمل على ايجاد الحلول لهذه الظاهرة التي إن انتشرت وبلغت نصابها، فإنه يمكننا القول بأن وضعنا في المستقبل لن يبشر بخير، واننا بهذا النسب العالية نقول للعدو ان خطواتك ضدنا قد نجحت.، اقدم عدة افكار واتمنى ان تكون مفيدة ؟
1_ رفع سن الزاوج 18 للفتاة و20 للشاب كحد ادنى.
2_تخفيض المهور لان اغلب الخلافات تحدث بسبب الديون المتراكمة على الزوج، وبعض عائلات الزوجة ترفض التصرف بالذهب على اعتبار انه كنز استراتيجي وسلاح في وجه زوجها على مر الايام.
3_ تنظيم جلسات ودورات تدريبية للمقبلين على الزواج يتم فيها تدريبهم على فنون الحياة الزوجية.
4_ تخصيص حصص مدرسية وجامعية للتعريف بأهمية الحياة الزوجية وقدسيتها.
5_ ان يرفع اهل الزوجين شعار(فليقل خيرا او ليصمت).
6_ ان يتم الاتفاق على مبلغ مالي تعطيه لاهلها لو كانت الفتاة موظفة ولو رغبت بذلك ولا يحق للزوج الاعتراض.
ومن المؤكد ان كلنا نملك افكارا رائعة للتغلب على تلك المعضلة، فليساهم كل منا قدر معرفته واستطاعته.والله المستعان…

بقلم
مروان شيخ الدين

Exit mobile version