معاناة “سعاد” بدأت بـ”لسعة” وتطور الإمر إلى اكتشاف “الدبوس” في يدها
الشيخ بشرى: تأثير الريح على الإنسان مرتبط بالماء والدم
كيف يؤثر الريح الأحمر في جسم الإنسان؟
الإنسان عبارة عن لغز محير في فكره وروحه وجسده وتأثير الريح الأحمر فيه لغز هو الآخر، فانقلاب الإنسان السوي ذي الفكر السليم، والنفس الهادئة المطمئنة، والجسم المتألق قوة ونشاطاً بين غمضة عين وانتباهتها إلى حالة من الأسى تذيب النفس وتروع الفؤاد وتذهل العقل البشري ينشئ في أعماق النفس تساؤلات واستفسارات غالباً ما تنتهي إلى الصمت، الذي هو مظهر من مظاهر العجز عن الإجابة، والوقوف على السبب المثير لهذه المخاوف لاسيما إذا كان الريح الأحمر مسلطاً من خلال طقوس وتعاويذ ونفث في العقد مجرداً عن الأسباب المادية المباشرة.
وفي ذلك يقول الشيخ بشرى: خلال هذه السحب الكثيفة والغبار المتصاعد حول حقيقة الريح الأحمر إن السبب في تأثير الريح على الإنسان، يعود بالدرجة الأولى إلى السائليْن الأساسيين في حياته الماء والدم فهما السبب في نشاط الإنسان وحيويته، وحركته وسكناته وتتوقف عليهما سلامة عقله وروحه وجسمه بل كل جزء من خلايا جسمه. فهذان السائلان عرضة للتغيير، والزيادة والنقصان.. وأي نقص أو عجز في تفاعلهما الكيميائي يهز كيان المرء هزاً يفقده قواه، ويعرضه لمختلف الأمراض والأسقام، وإذا اختل التوازن بينهما بسبب ضعف أو عجز أحدهما، انعكس ذلك سلباً على جسم الإنسان، حيث يتبع ذلك ارتباك في جميع حركاته وتصرفاته، أما إذا توقف أحدهما عن الحركة، ففي ذلك هلاكه من غير شك ولا ريب.. ولذلك نجد في حالات الإسهال الشديد أو التسمم الذي يفقد فيه الإنسان كمية كبيرة من ماء جسمه، ينصح الأطباء بإعطائه كميات كبيرة من الماء أو السوائل لتعويض ما فقده الجسم.. وكذلك في حالات النزيف الدموي الحاد..
والشيطان كما يقول أولو العلم على دراية أو علم بخفايا الجسم الإنساني، وما يؤثر في هذين السائلين “الماء والدم” في الحالات العادية والحالات التي يحدث فيها اختلال في التوازن بين هذين السائليْن، ويعود علم هذا اللعين إلى الهالة المغناطيسية التي تحيط بكل جسم إنساني، حيث يدرك تماماً أبعادها واختلاف الأمزجة فيها والمغناطيسية شيء مسلم به بعدما ثبت علمياً وجودها، وبأجهزة القياس الأثيري، ويستطيع الشيطان بما أوتي من دهاء ومكر، أن يدخل هذه الهالة في حالات الضعف الإنساني، وهو ما يسمى (بتقارب الأمزجة)؛ يعني أمزجة الشيطان وأمزجة الإنسان، فيحدث تجاذب بينهما، مما يسمح له بتخطي الهالة المغناطيسية، ومن ثم التأثير في أحد السائلين “الماء أو الدم” أو فيهما معاً، وكذلك في حالات عجز الشيطان عن اجتياز هذه الهالة وهو ما يسمى (بتنافر الأمزجة) بسبب القوة الروحية التي يتمتع بها الإنسان وخاصة من جراء الإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن يكتفي بالوسوسة فقط خارج هذه الدائرة محاولة منه لاقتحامها، فإذا استطاع أن يجتاز أحد حواجزها الثلاثة، حدث ما يسمى “بالمس الطائفي” وهو في الخطورة أكثر من الوسوسة، وفي حالة اقتحام جميع حواجز الهالة المغناطيسية، حدث ما يسمى “بالمس الشيطاني” وهي الحالة التي يتطلب فيها إخراج الشيطان من جسد الإنسان، حيث يكون قد استقر فيه. والريح ما هو إلا مس شيطاني وغالباً ما يكون عن طريق الشيطان، إذ يأمره الساحر بتسليط الريح على جسد الإنسان، وهو أصعب وأشق في فكه وإبطاله، من السحر الذي يكون عن طريق الأكل والشرب. إذ فكه مرهونٌ بإخراج الجنيّ الموكل به
ولذلك نجد الساحر إذا أراد أن يقوم بعمل بتسليط الريح على شخص ما، طلب أثراً من آثاره لأن هذا الأثر يحمل بعضاً من شخصيته المرسومة عليها أمزجته وأبعاد الهالة المغناطيسية التي تكتنفه مما يسهل عليه فعل التسليط المناسب لهذه الأمزجة فملابس الشخص وحوائجه الخاصة به كالاسم والصورة الفوتوغرافية وغيرها مما لها صلة مباشرة به تحمل خصائص هذه المغناطيسية، وليس في ذلك غرابة فبعض الناس زودهم الله بإحساسات خارقة وفائقة، يستطيعون أن يدركوا خفايا وأسرار هذه الأمزجة، كما حصل لسيدنا يعقوب مع ابنه يوسف عليهما السلام حيث قال يوسف ” اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ”
فما من شك أن قميص سيدنا يوسف عليه السلام يحمل عبق روحه، وآثار شخصيته المحاطة بالهالة المغناطيسية، فكان سبباً مباشراً ومؤثراً في عودة نور البصر إلى سيدنا يعقوب.
أخبار الناس وقراءة أفكارهم
فيما يؤكد الشيخ أبو المعتصم، إذا كان الدجل والشعوذة، وخفة اليد، نوعاً من العبث الذكي والمنسق بعقول ورغبات الناس، فإن تسليط الريح الأحمر فن وصناعة، يتطلب مهارة وخبرة لدى من يمارسه، وهو علم له قواعد، وتعاليم مدونة، يتناقلها السحرة جيلاً بعد جيل، وقواعده غاية في التعقيد والسرية، ولذلك فإن عدد الذين يزعمون أنهم سحرة كبير جداً، وهؤلاء هم الدجالون الذين يمارسون الخداع والابتزاز، ويبيعون الوهم للمغفلين والأذكياء على السواء مغلفًا بالسراب اللامع، الذي يحسبه الظمان ماءً ولهم مهارة فائقة في كسب ضحايا الوهم والاستيلاء على عقولهم .
قصة سعاد مع الريح الاحمر بدأت عندما بلغت سن التاسعة عشرة، حيث عرضت عليها إحدى قريباتها أن تكون زوجة لابنها ولكن الفتاة رفضت في بادئ الأمر
وبعد أيام لاحظت سعاد أن شيئاً يشبه لسعة الناموس ظهر في يدها ولم تلق له بالاً فلعل ناموسة لسعتها. وفي اليـوم التالـي فوجئت أن اللسعة تكبر وتصبح دملاً ذا رأس يشبه رأس الدبوس مليء بالصديد، فبادر أهلها بالذهاب بها إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
وفي المستشفى أجرى الطبيب المعالج فحوصاته للدمل وقرر عمل أشعة، وهنا كانت المفاجأة. فقد أظهرت الأشعة أن دبوسًا صغيراً في يد الفتاة.
وقام الطبيب بإخراجه وهو في دهشة من الأمر إذ كيف يدخل دبوس كهذا في يد دون أن تشعر ومع ذلك لم يتوقف الطبيب طويلاً عند دهشته.
وعادت الفتاة إلى البيت وفي اليوم التالـي فوجئـت الفتاة بظهور عدة دمامل في كفيها وسارعت بالعودة الى المستشفـى وعمـلت الأشعـات اللازمـة وأكتشف الطبيب وجود دبابيس أخرى فقام بإخراجها وسط ذهول الجميع.
وعادت الفتـاة إلى البيت. وفي اليوم التالي فوجئت الفتاة للمرة الثالثة بظهور الدمـامل في قدميها وكفيهـا على حـد سـواء وأسرعت إلى المستشفى.
وما تم عمله في المرتين السابقتين حدث في المرة الثالثة. ولكـن والدة الفتاة ظنت في الأمر وطوت عليه نفسها. فأخذت الفتاة إلى نفر من الدجالين ولم تجد نتيجة فاتضح بأن سعاد مصابة بالريح الأحمر الذي تم تسليطه من قبل قريبتها كرد فعل لها عندما رفضت الزواج من ابنها .
ومن خلال رحلة بحثي الاستقصائي حول هذه العوالم الخفية اتفقت مع صديقي الكاتب الدرامي الكبير عبد الناصر الطائف أن ننتج فيلماً وثائقياً يلقي الضوء على عالم الجن فرحب بالفكرة واتفقنا على أن أتكفل أنا بالمادة البحثية، ويقوم هو بكتابة السيناريو، على أن يقوم المخرج قاسم أبو زيد بإخراج الفيلم، ولكن أتت الرياح بما لا نشتهي فقد عانينا بشدة حتى يخرج هذا الفيلم إلى النور، وشاهدنا من المواقف ما يجعل الرأس يشتعل شيباً، في اليوم الأول للتصوير في حلقة الشيخ بشرى أصيب المصور بالرعب عندما استحضر أكثر من مائة شخص في الحلقة، وهناك شخص يرافقنا في هذه الحلقة، استحضر هو الأخر فقد اتضح أنه مصاب بالريح الأحمر ولم يدرِ بذلك.
بعد أن اكتملت عملية التصوير انسحبت الشركة المنتجة دون أسباب منطقية واعتذر المخرج قاسم أبو زيد عن العمل، وظل الفيلم في الأضابير قرابة العامين فاتفق عبد الناصر الطائف مع إحدى القنوات لتتبنى عملية الإنتاج وشرعنا في تكملة بقية الفيلم وكلفت أحد المخرجين بالإشراف على العملية الإخراجية، وعندما اكتمل تصوير كل المشاهد وتبقت فقط عملية المونتاج عادت الصعاب مرة أخرى، ففي كل مرة نقرر فيها تحديد يوم للمونتاج تحدث كارثة، في اليوم الأول أصيب المخرج بكسر في ساقه مما عطل العمل، وعندما تعافى شب حريق في بيته، حددنا موعداً جديداً والمخرج في طريقه للعمل تعرض لحادث سير فقررنا أن نقوم بعملية المونتاج وأحضرنا الشيخ وأجلسناه على المونتاج .
ومن المواقف الغريبة التي مرت بي في هذا الطريق الشائن أنني أعددت حلقة من برنامج “طوّلو بالكم” بقناة الخرطوم كان موضوعها عن الريح الأحمر وعالم الجن وهي مناظرة بين د. علي بلدو والشيخ بشرى والمتنبي، فقد حدثت أمور غريبة عندما احتد النقاش بين الشيخ المتنبي ود بلدو، فقد تعطلت الكاميرات وجهاز الفيديو بالاستديو وأوقفنا التسجيل أكثر من عشر مرات للأعطاب التي كانت تحدث بالإستديو وفي نهاية المطاف اكتشفنا أن كل ما قيل في البرنامج لم يسجل منه غير القليل، فاضطررنا إلى التسجيل من جديد ليحتد النقاش مرة أخرى، فقال الشيخ بشرى جملة أتذكرها إلى الآن عندما سأله د، علي بلدو أين يسكن الجن، فقال الشيخ في كل مكان وفي الاستديو معانا هنا، بعد هذه الجملة أصيبت المذيعة بحالة من الإغماء وتوقف البرنامج، فقد انتابتها حالة من الرعب وصلت إلى حد التشنج وفقدت الوعي.
حكايات يرويها معاوية السقا
صحيفة الصيحة