أعلن جهاز المغتربين عن حزمة مقترحات تدرس الآن لجذب تحويلات ومدّخرات المغتربين خاصة بعد رفع الحظر الاقتصادي عن البلاد، وقال إن المرحلة المقبلة تتطلب وضع سياسات تحفيزية واضحة وجريئة تقدم كحوافز للمغتربين لاستقطاب مدّخراتهم، بجانب وضع حزمة من الحوافز تشمل فتح التمويل للمغتربين عبر البنوك لتحقيق تطلعاتهم في المجال العقاري والتعليم والسيارات، وكشف نائب جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، د.عبدالرحمن سيد أحمد، أن تحويلات المغتربين تقدر ما بين (4- 6) مليارات دولار سنوياً، مشيراً إلى أن مدخرات وأصول المغتربين بالخارج تعادل 5 أضعاف مبلغ التحويلات.
حلول غير مجدية
الحديث عن جملة حوافز تقدم للمغتربين لم يكن جديداً، فقد شهد عام 2015 توقيع مذكرة تفاهم مشتركة حول فرص استثمارات المغتربين، بين جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج ووزارة الصناعة والاستثمار بولاية الخرطوم ومفوضية تشجيع الاستثمار بالولاية، إلا أن هذه الاتفاقيات لم تنفذ بالرغم من حديث بنك السودان المتواصل عن طرح حوافز غير السعر للمغتربين متمثلة في تقديم إعفاءات جمركية أو مزارع أو أراضي، وقد طبق بنك السودان قبل قرار رفع الحظر على البلاد، نظام الحافز في البنوك لجهة سد الفجوة الكبيرة في أسعار الصرف بين البنوك والسوق الموازي، إلا أن السياسة لم تخدم الأهداف المنشودة.
تزوير واحتيال
ويرى خبراء اقتصاديون أن انسياب تحويلات المغتربين عبر السوق الموازي محفوف بمخاطر عدة، منها تحكم تجار السوق الموازي في أسعار الصرف في حالة الاستلام بالعملة المحلية، ربما تصل إلى حد تزوير العملات في حال الاستلام بالدولار، بجانب التعرض لعمليات احتيال، وهذا بالضبط ما حذر منه الأمين العام السابق لاتحاد الصرافات عبد المنعم نور الدين في حديثه لـ(آخر لحظة) حيث قال (إن المغترب قطعاً لن يخاطر بأمواله، لأن السوق الموازي أصبح يقدم له سعراً مجزياً)، بجانب سهولة وسرعة التعامل، وشدد نور الدين على ضرورة تقديم الجهاز المصرفي خدمات متميزة تتمثل في السرعة وضمان الاستلام بالعملات الأجنبية.
استحواذ السوق الموازي
وبالعودة للأموال المتوقع تدفقها للبلاد بعد رفع الحظر، يبدو أن الأمر يحتاج إلى وضع حلول حقيقية، حيث شكك الخبير الاقتصادي كمال كرار في وصول تلك الأموال إلى (6) مليارات دولار، مستشهداً بحجم العجز الهائل في الميزانية، معتبراً الحديث عن كميات الذهب والبترول والتحويلات محض افتراء، وقال إن تطبيق ذلك يحتاج إلى معجزة من السماء، وأضاف في حديثه للصحيفة أن مثل هذه التصريحات الغرض منها تحسين صورة البلاد أمام العالم الخارجي، أما فيما يخص تدفق تحويلات عبر الجهاز المصرفي، توقع كرار أن يستحوذ السوق الموازي عليها حال لم تقدم حوافز عينية مغرية للمغتربين، ومثّل لها بأن ينال المغترب على كل (1000) دولار حافزاً معيناً، سيما أن السوق الموازي أصبح يقدم أسعاراً تتفوق على الجهاز المصرفي.
تقرير:اسماء سليمان
صحيفة آخر لحظة