لست أدرى لم كان الزواج هو الدافع الذى حملنى للكتابة عن مجدى العاقب !!!!

منذ لقائى الأول به مطلع هذا القرن توفر ألف دافع للكتابة عن مجدى العاقب ولكن ثراء مجدى فى حياة العامة وفى حياتى بصورة خاصة بات حجابا حال بينى وبين كلمات لو بدأت روايتها عنه لن أتوقف.
مجدى شقيق وصديق وفنان فذ وفوق ذلك نقاء صور فى هيئة إنسان ثم سهل متى أتيته تسهل الحياة وهكذا ظل مجدى منذ أن عرفته ملاذا نلجأ إليه عندما نحاول أحيانا رفض كل أشكال اللامعقول فى حياة مضطربة فى أحايين كثيرة.
زارنى هذه المرة فى هيئة تختلف عن مئات المرات التى إعتاد زيارتى مع بقية الأحباب ميرغنى الزين وماهر تاج السر وفايز مليجى وعاطف أنيس فقد إعتاد زيارتى يحمل آلتى ” كمان ” واحدة له والأخرى لتوأمه فى الموسيقى ميرغنى الزين فهما لا يجلسلان إلا متجاورين ثم يتحول عزفهما إلى حوار بين عازفين يستنطقا من آلة الكمان أفضل ما تكمن من أنغام ليجسدا سويا أفضل إحساس يسكبه عازف على آلة وياله من جرس آخاذ.
جاء مجدى يرتدى جلبابا أبيض ومعه إخواته سميرة وبثينة وعالية وأمانى وآمال ” وقالن يحننن مجدى ” وضج المنزل بالضحك ففايز مليجى لا يتوقف عن تصوير المشهد فى دعابة تبعث بالضحك وماهر تاج السر يرسل إشارة هنا وهناك فرحا بإنضمام صديقه مجدى إلى دنيا يقول إنه يفتقده فيها وطالب عاطف أنيس ” بإحضار آلة الكمان عشان يحننوها مع مجدى ” وآخرون ملأوا الليلة ألوانا بهية من أشكال الدعابة أما أنا فقد إنعقد لسانى ووجدت نفسى أطوف بين الناس لا أدرى شيئا سوى إستغراقى فى تأمل ناطق أتسائل هامسا أحيانا ” أحقا مجدى عريس “؟؟؟؟
ظل مجدى يحدثنى عن نيته الزواج لأكثر من خمسة عشر عاما وكنت كلما ألتقيه أزداد يقينا أنه سيعيش ” أعزبا ” إلى الأبد، فكلما حاولت محاصرته حول خيارات معينة يطرحها لى بنفسه يتلون مجدى أكثر من ملايين التفاصيل التى يجيدها عزفا على آلة الكمان التى حسبتها ستبقى زوجة أبدية له فمنذ أن عرفت مجدى أدركت أنه ولد خائفا من شيئ إسمه زواج وحسبت كذلك أن الزواج خلق متوجسا من إنسان إسمه مجدى ثم فجأة تصالح الإثنان وإقتربا ولا أدرى ما الباعث فى ذلك بل لا أدرى كيف حدث ذلك فهكذا تحدث بعض الأشياء فى الدنيا دون أن نجد لها تفسيرا.
إتصل بى قبل حوالى ثلاثة أشهر لينقل لى مفاجئة فحسبته يرتب للقاء موسيقى كما تعودنا ولكنه باغتنى بإعلانه الزواج وطلب منى الذهاب إلى مكان عقد القران، لم أعر حديثه إنتباها وحاولت التحدث معه فى شأن آخر ولكنه زجرنى ” بطل مزاح وخليك جاد وألبس ليك جلابية ومركوب وأمشى المسجد” أى مكان عقد القران فذهبت تحاصرنى شكوكى لأجد مشهدا لم يكن بوسعى إنكاره.
ولد مجدى العاقب عازفا بارعا وولد بإحساس موسيقى فريد.
تعلم عزف آلة الإيقاع فى سن العاشرة
عزف آلة الطمبور وهو إبن الثانية عشرة
عندما بلغ أربعة عشر عاما عزف آلة العود
فى سن السادسة عشرة عزف آلة الكمان وهى الآلة التى درسها بعد ذلك فى معهد الموسيقى والمسرح وأشتهر بعزفها حتى صار من أميز أعمدة العزف المنفرد فى الفرق الموسيقية “سولو”.
نشأت مجلوبا على الإستمعاع لجيل مطربى وعازفى الحقبة التالية لما سمى “حقيبة الفن” وبقدر إستغراقى فى متابعة أداء المطربين كنت ولا زلت أكثر إسغراقا فى أداء العازفين فباتت أذنى تستبين داخل الفرقة الموسيقية أوتار عبدالله عربى ومحمدية لينضم إليهما من أبناء جيلى هذا الشاب “مجدى العاقب” فقد ظللت أقول كمستمع إن من بين عشرات المبدعين المجيدين لعزف آلة الكمان فى السودان خاصة رواد العزف المنفرد “صولو” يبقى عبدالله عربى ومحمدية ومجدى العاقب عناوين بارزة فقد تميز ثلاثتهم بدربة ممزوجة ب ” أحاسيس شجية ” تسكبها أقواسهم على أوتار الكمان الأربعة ويبدو ذلك واضحا فى حالة إشتراكهم فى العزف منفردا أو ضمن فرقة موسيقية.
مجدى هنا فى الولايات المتحدة الإميريكية يعيش سعيدا بين زملاء له يشكلون جميعا أميز عازفى آلة الكمان من الجيل المعاصر التالى لجيل محمدية فهنا ميرغنى الزين وميكائيل بخيت الضو وأحمد باص ومعهم مبدع آلة الأورغ ماهر تاج السر وعميد أسرة المليجى ملوك الإيقاع فايز مليجى والفنان الكبير عاطف أنيس وبقية الزملاء جميعهم يحتفلون بمجدى وأقول أخيرا ألف مبروك أخى مجدى فقد فرحنا بزواجك تماما كما ظللت تفرحنا بآلة الكمان.

بقلم
لقمان أحمد

Exit mobile version