قرار الرئيس الأمريكي ” دونالد ترمب ” بمنع دخول مواطني (7) دول من بينها ” السودان ” للولايات المتحدة الأمريكية، بمن فيهم حملة التأشيرات السارية، قرار عنصري قبيح يكشف عن حقيقة العقلية الحاكمة لدولة (الكاو بويز).. بلد (المصارعين) العجول من أمثال ” جون سينا ” وصحبه، و هاهو ” ترمب ” الأخرق يدير الدولة الأقوى في العالم على طريقة ” جون سينا ” في حلبة المصارعة!!
ولا تستحي السفارة الأمريكية بالخرطوم من أن تنصح السودانيين حملة التأشيرات السارية الذين تكرم عليهم القسم القنصلي التابع لها بوضع خاتمه البارز على جوازاتهم بعد إجراءات واستجوابات بالغة التعقيد!!.
أمريكا – الآن – بعد أن حكمها تاجر العقارات (المسيحي الأبيض) ” ترمب “، كشفت عن وجهها العنصري المقيت، بل إن فوزه بالرئاسة في حد ذاته فضيحة للسياسة والسياسيين في أمريكا، وإهانة لحلفاء الدولة العظمى في العالم وعلى رأسهم ” بريطانيا ” ودول الاتحاد الأوربي .
ومن غرائب وعجائب الديمقراطية في أمريكا أن شعبها الذي تحكمه طبقة صغيرة مسيحية بيضاء، انتخب ” جورج بوش ” رئيساً، ثم عاد بعد (8) سنوات، وانتخب (ابنه) ” جورج دبليو بوش ” رئيساً، دون بقية عباد الله الأمريكان، في سلوك يقارب الملكية، لم تقبله حتى بعض شعوب العالم الثالث، فقد اهتاج الشعب المصري وانقلب على الرئيس ” حسني مبارك ” عام 2011، في أعقاب تنامي فكرة (توريث) ابنه ” جمال “، و انتخب الشعب الأمريكي ” بيل كلينتون ” رئيساً، ثم اختارت النخبة (البيضاء) الحاكمة زوجته ” هيلاري ” وزيرة للخارجية (أيضاً بعد (8) سنوات) من مغادرتها البيت الأبيض كسيدة أولى رفقة زوجها، ثم كادت أن تعود للبيت الأبيض رئيساً للجمهورية نهاية العام المنصرم!!
وأمريكا يحكمها (حزبان) فقط، فتارة يفوز الحزب (الجمهوري) بالرئاسة وتارة ينالها الحزب (الديمقراطي)، بينما يتقاسم الحزبان مقاعد البرلمان بغرفتيه (مجلس الشيوخ) و (مجلس النواب)، بنسب مختلفة، فمرة تكون الغلبة للجمهوريين ومرة يتفوق الديمقراطيون، ولا مكان هناك لحكومة ائتلافية يشارك فيها (25) حزباً وحركة مسلحة، كما يحدث في السودان، ونفتخر بذلك!!
ومع أن الانتقال من حزب لآخر في السودان، بل من تشجيع فريق كرة قدم إلى فريق آخر، مثل أن تكون ” هلالابياً ” في الصغر فتصبح ” مريخابياً ” بعد بلوغك سن الرشد، يعتبر (جريمة) يعاقب عليها الرأي العام، وتصبح نقطة سوداء في حياتك (يا أخ .. دا ما كان شيوعي زمان قبل يجينا في الحركة الإسلامية)، فهل تعلم – عزيزي القارئ – أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي حظر المسافرين من (7) دول (إسلامية) إلى بلاده، كان عضواً بالحزب (الجمهوري) من 30 يونيو 1987 إلى 30 سبتمبر 1999م، ثم انتقل إلى الحزب (الديمقراطي) من 31 يوليو من العام 2001 إلى 31 أغسطس 2009 م )؟!.
وهل تعلم – أعزك الله ونوَّر بصيرتك – أن ” دونالد ترمب ” طلق الحزب (الديمقراطي) وعاد برغبته مرة أخرى إلى الحزب (الجمهوري) في 31 أغسطس 2009 وإلى أن فاز عبر منصته برئاسة أمريكا؟! والأغرب أنه يغادر الحزب كل عدة سنوات في نهاية الشهر (يوم 30 أو 31) ..!!
إذن هو رجل يبدل ولاءه السياسي كما يبدل (فنيلته الداخلية)، لا فكر له ولا رؤية، هو تاجر عقارات في النهاية، يستغل السياسة والأحزاب في تحقيق طموحاته الشخصية وتنفيذ أفكاره المتطرفة الغبية، وقد وجد فيه الشعب الأمريكي وسيلة تخلصه من تحكم (عائلات) ومجموعات صغيرة في القرار السياسي لدولتهم مثل (آل بوش) و (آل كلينتون) وغيرهم .. وقد كان .. ففاز هذا الرجل الكارثي بالمنصب الأرفع في العالم!!.
لقد استفزني جداً.. تعميم السفارة الأمريكية بالخرطوم الذي يحذِّر حملة التأشيرات من السفر، وحمدت الله كثيراً أنني حصلت ذات يوم من شهر أكتوبر عام 2010م على تأشيرة دخول الولايات المتحدة بدعوة من وزارة الخارجية الأمريكية، ضمن برنامج (الزائر الدولي)، وحالت ظروف خاصة بي من السفر، فاعتذرت لهم وغضبت إدارة إعلامهم، ثم استعدت جوازي (الأخضر) القديم، وطوفت به لاحقاً عدة بلدان أحبها، دون أن استشعر يوماً الندم على ضياع تلك الفرصة (الذهبية) التي ما يزال يحلم بها الملايين من مواطني تلك (الدول السبع) وغيرهم، رغم قرارات الرئيس الكارثي ” دونالد ترمب “!!.
الهندي عزالدين
المجهر