تسببت مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “التمييزية” بحق المسلمين والرافضة للمهاجرين واللاجئين، بموجة غضب كبيرة في أوساط أمريكية مختلفة.
وبرز من بين الغاضبين كثير من المشاهير الأمريكيين من خارج عالم السياسة، تخطوا بعددهم، حد وصف مواقفهم بالحالات الفردية أو الاستثنائية.
وفيما يلي عرض لأبرز مواقف النخب الفنية والثقافية الأمريكية التي عبرت بشكل صريح عن وقوفها إلى جانب المسلمين والمهاجرين ضد مواقف الرئيس الأمريكي الجديد:
– ميريل ستريب
تعد الممثلة والنجمة الهوليوودية ميريل ستريب، من أوائل منتقدي سياسات ترامب، حتى قبل أن ينقلها إلى أرض الواقع، واغتنمت فرصة تسليمها جائزة “غولدن غلوبز”، في 8 يناير/كانون ثاني الماضي، لتصرح بمواقفها أمام حشد كبير من نجوم السينما الأمريكية.
وقالت ستريب، الحائزة على ثلاث جوائز أوسكار، إن “عداء ترامب للأجانب، لن يبقي أحداً في هوليوود، ولن يبقي للأمريكيين شيئا يشاهدوه سوى كرة القدم الأمريكية”.
وأثارت تصريحات النجمة الأمريكية حفيظة ترامب، فقام بالرد عليها بشكل عنيف عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث وصفها بأكثر الممثلات اللاتي حظين باهتمام مبالغ فيه.
وأضاف: “هي لا تعرفني ولكنها قامت بمهاجمتي، إنها من إمعات هيلاري”، في إشارة إلى هيلاري كلينتون، التي نافسته على كرسي الرئاسة في الانتخابات الأخيرة.
– راسِّل سمونز
لم تمنع الصداقة التي جمعت ترامب والمنتج الغنائي والمؤلف الأمريكي، راسِّل سمونز، من قيام الأخير بتوجيه انتقادات لاذعة لسياسات الرئيس الأمريكي الجديد تجاه المسلمين.
وعبر سمونز، عن رفضه لمواقف ترامب، في وقت مبكر، ونشر رسالة مفتوحة العام الماضي، إلى “صديق السنوات الثلاثين”، واصفاً مواقفه بـ”الهراء”، ودعاه للتوقف عن نشر الكراهية، مؤكداً على أن المسلمين “ليسوا كما يحاول ترامب إظهارهم”.
ولم يقف سمونز، عند ذلك الحد، واستمر في التعبير عن معارضته لمواقف ترامب، إلا أنه اضطر أخيراً للإعلان رسمياً عن إنهاء صداقتهما، وذلك في لقاء مع صحيفة “نيويورك ديلي نيوز”، نشر الثلاثاء.
– جورج كلوني
عبر الممثل الهوليوودي الشهير، جورج كلوني، عن دعمه لزميلته ميريل ستريب وللاجئين، خصوصاً السوريين منهم، في مواجهة ترامب، وقراراته.
وفي مناسبة عرض فيلم “القبعات البيض” الوثائقي، الذي يتحدث عن طواقم الإنقاذ السورية، قال كلوني إنه “يعمل على الاتفاق مع منتجي الفيلم الوثائقي لتطويره إلى آخر سينمائي”، مشيراً إلى أنه سيحرص على أن يعمل فيه أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين، تعبيراً عن دعمه لهم في مواجهة قرارات ترامب.
وأضاف كلوني في كلمة له في المناسبة، التي أقيمت في 10 يناير/كانون ثاني الماضي: “لا أدعم ترامب ولا أظن أنه خيار جيد”.
وعبر كلوني في أكثر من مناسبة عن رفضه لخطاب ترامب، ووصفه في حوار مع صحيفة “غارديان” البريطانية، العام الماضي، بـ”الفاشي الذي يعاني من رهاب الأجانب”.
– مايكل مور
تكفي نظرة سريعة على حساب صانع الأفلام الأمريكي الشهير، مايكل مور، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، للتعرف على موقفه من ترامب وقراراته تجاه المسلمين.
فمخرج ومنتج فيلم “فهرنهايت 11/9″، المنتقد لتعامل الولايات المتحدة مع أحداث 11 سبتمبر/أيلول، أظهر اهتماماً كبيراً بمعارضة توجهات ترامب، وبدعم المسلمين واللاجئين، ليتحول “مور” إلى ناشط أكثر من كونه صانع أفلام هوليوودية.
ومن أبرز التغريدات، التي يحبذ مور إعادة نشرها من وقت لآخر على حسابه الخاص، تتضمن صورة يظهر فيها مور واقفاً أمام مدخل برج “ترامب” في نيويورك، وهو يحمل لوحة كتب عليها “نحن كلنا مسلمون”.
– جينيفر لورينس
انضمت الممثلة الشابة، جينيفر لورينس، إلى ركب المتعاطفين مع اللاجئين المسلمين، وعبرت عن ذلك بوضوح في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الإثنين الماضي.
وقالت لورينس، التي تعد أشهر ممثلة صاعدة في العالم إن “قلبي محطم لحياة أولئك المهاجرين المسلمين الأبرياء، الذين يحاولون الفرار من الإرهاب والعثور على مأمن لعوائلهم”.
وتابعت: “واجب على الجميع تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم”.
وختمت تعليقها بالقول: “أصلي لكي يعود التعقل والرحمة إلى البيت الأبيض”.
– براندون سانتون
الكاتب والمؤلف الأمريكي، براندون سانتون، قال في رسالة مفتوحة للرئيس ترامب: “لقد حاولت جاهداً أن أنأى بنفسي عن السياسة، على أساس أن الوقت غير مناسب للوقوف في طرف دون الآخر، ولكنني أدركت أخيراً أنه يجب في كل وقت رفض العنف والإجحاف”، في إشارة إلى قرارات الرئيس بحق المسلمين.
وأضاف في رسالته التي نشرتها صحيفة “أمني” الأمريكية، في 20 يناير/كانون ثاني الماضي: “لقد رأيتك تدافع عن التعذيب، وعن قتل عوائل الإرهابيين، لقد رأيتك تخبر بسعادة عن قصص إعدام مسلمين برصاص ملوث بدماء خنازير، لقد رأيتك تصف اللاجئين بالأفاعي، وسمعتك تدعي أن الإسلام يكرهنا”.
ونبه سانتون، الذي تعد كتبه الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، إلى أنه عقد المئات من المقابلات مع مسلمين من إيران والعراق وباكستان في الولايات المتحدة، والمئات من اللاجئين السوريين المقيمين في سبع دول مختلفة، توصل منها جميعاً إلى أن “الحاقد الوحيد هو أنت (ترامب)”.
ووقّع ترامب، الجمعة الماضية، أمرا تنفيذياً يقضي بتعليق السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة 4 أشهر، وحظر دخول البلاد لمدة 90 يوماً على مواطني سوريا والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن.
ومنذ توقيعه القرار، يواجه ترامب انتقادات محلية وغربية وعربية كبيرة، وسط اتهامات له بتبني سياسات عنصرية، لاسيما تجاه العرب والمسلمين.
الأناضول