اختتمت قمة الاتحاد الأفريقي رقم ثمانية وعشرين، بأديس أبابا أمس الأول، وتم انتخاب الرئيس الغيني “الفا كوندي” رئيساً للاتحاد خلفاً للرئيس التشادي “إدريس دبي”.
الرؤساء الأفارقة في كل اللقاءات التي تجري في مثل هذه القمم لا نجد قراراتهم مطبقة على أرض الواقع، وربما التوصيات والقرارات لا تبارح منضدة آخر اجتماع عقد، ومن ثم يركب كل رئيس طيارته ويغادر عائداً إلى وطنه.
إن القارة الأفريقية غنية بمواردها، ولكن الصراعات الداخلية فيها غطت على كل الخيرات التي يمكن أن ينتفع بها أهلها ومن جاورهم، فكم من قمة عقدت وانفضت وكم من مشكلة وقعت ولم تجد الحل ومن محاولة انقلاب تمت وراح ضحيتها الأبرياء من سكان تلك المنطقة، والأمثلة في القارة السمراء كثيرة لتلك الانتهاكات التي تقع فيها، ولكن المشكلة أن الكل يحلم بالحكم، وأن لم تكن لديه مقومات القائد الذي ينتشلها من براثن الفقر والجوع والمرض، ولذلك ظلت القارة وستظل في حالها ما لم يكن هنالك توافق بين الرؤساء أولاً على عدم قيام أي محاولة انقلابية، وإذا حدثت يتولى رئيس الاتحاد محاسبة من قام بالانقلاب بدعم من رؤساء الاتحاد، وبذلك نضمن وقف المحاولات الانقلابية التي تقع ما بين الفينة والأخرى في تلك البلدان.
ثانياً: أن تكون هنالك خطة مدروسة لنهضة القارة وإخراجها من المشاكل التي تعتريها.
ثالثاً: الاستفادة من خيرات القارة بإقامة مشاريع مشتركة من معظم الدول خاصة وأن القارة تحظى بموارد مهولة في الأرض والماء، كما هو في حالة السودان أو المعادن المختلفة الحديد والمانجنيز والبترول، وحتى الفواكه نجدها بكميات كبيرة كالمانجو والأنناس والفواكه التي يمكن إقامة مصانع لتصنيعها ومن ثم تصديرها إلى الدول المختلفة.
إن قارتنا يمكن أن تكون أم العالم لما خصاها المولى من إمكانيات زاخرة، ولكن كما قلنا فإن المشكلة في القادة الذين دائماً يفكرون في حل مشاكلهم الذاتية دون النظر إلى المشاكل الأهم، لذا ظلت أفريقيا متراجعة للوراء بينما الأمم الأخرى تجاوزتها ونهضت بشعوبها وتقدمت عليها وحكامها ما يزالون في حالات احتراب واختلاف وصراع، ولم تنفع كل القمم التي تعقد ولم يأخذ بما جاء في مضابطها من أجل إنسانها البسيط الذي لا يرغب إلا في العيش الكريم والحياة الهانئة والهادئة، وتعد تطلعاته محدودة مقارنة بتطلعات شعوب العالم الأول أن جاز لنا أن نطلق عليه هذا الاسم، رغم أن أبناء القارة السمراء إذا استغلوا مواردهم استقلالاً حقيقياً يمكن أن نطلق عليهم نفس الاسم، أو إذا كان هناك اسم أرفع من ذلك لمنحناهم إياه، ولكن المشكلة أن هذه القارة مسكونة بالخلاف والصراع فيما لا يجدي، فانظروا إلى أي دولة منها، وانظروا إلى حجم الخلافات والصراعات بين أبنائها فكم من دولة كادت أن تباد بسبب الصراعات الداخلية فيها، ومشكلة الهوتو والتوتسي ليست ببعيدة عن الأذهان، وهاهو الصراع الآن دائر في دولة جنوب السودان، ومضت عدة سنوات من انفصاله، ولكن لم ينفك من الحرب القبلية التي حصدت الآلاف من المواطنين الأبرياء، فهل قمة أديس وجدت حلاً لمشكلتها؟ بالتأكيد لا ولا أظن أن مشكلة قامبيا تمت مناقشتها بصورة جادة، لذا فإن القمم الأفريقية تحصيل حاصل ولا حلول نهائية لمشاكل القارة فيها .
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي