كيف نستفيد من رفع الحظر؟

يشهد السودان هذه الأيام تحولات سياسية كبيرة ناتجة عن الحوار الوطني مما أدى للاتجاه إلى تكوين حكومة وطنية جديدة تشارك فيها جميع التنظيمات السياسية التي اقتنعت بالجلوس والحوار الذي لا بديل له .
أخيراً اقتنعت الحكومة الأمريكية بضرورة الجلوس والتطبيع مع السودان في خطوة جاءت من خلال الرفع الجزئي للحظر بتفاصيل تعلموها.. الشيء الذي أود أن أقوله مع إعلان الحدث الأكبر رفع الحظر.. بدأت التكنهات والتحليلات المخيبة والتي فيها شيء من التشاؤم.. علينا أن نتعامل بشيء من التفاؤل والإيجابية معاً في تحليل الأحداث وأن نبعد جانب التشاؤم.. عسى ولعل نستطيع فعل شيء.. هنا لا يهمنا أن تستمر فترة الستة شهور أم لا.. بل علينا بالحال الآن وكيف نستثمر الفرص المتاحة لنا .

الرابط المشترك بين الحكومة الجديدة والحدث الآن رفع الحظر، هو كيفية الاستفادة منهما، الأول منهما أن لا يتعامل أعضاء الحكومة الجديدة من التنظيمات الأخرى على أساس الاستفادة الشخصية فقط ولا الحزبية، بل الفائدة للوطن ويظهر جلياً ذلك في ترشيد الانفاق الحكومي، يعني ليس بالضروري عربيتن للمسؤول وكمية من الحرس وتغيير الأثاث السابق وهكذا، هذا بالإضافة للمخصصات التي تعطى للدستورين، والسؤال الذي يبقى دوماً: هل يستفيد المواطن من تلك المخصصات التي تعطى للذين ينادون باسم الوطن؟.. أيضاً الانتقادات التي كانت توجه منهم لأداء الحكومة السابقة، علينا أن نراها أول ما نتقلد أي منصب، كل ذلك للالتفات إلى الوطن والمواطن .

أما بالنسبة للحدث الثاني رفع الحظر، علينا أن نستفيد منه في السياسات الاقتصادية تعديلها واستيراد ما هو مفيد في خلال الستة أشهر ووقف كل ما لا يلزم أمره من كماليات وغيرها، لانخفاض سعر الدولار مقابل الجنية السوداني، وبذل أقصى الجهد في العملية الدبلوماسية والسياسة الخارجية من قبل السودان .

السياسات والتسهيلات الاستثمارية تحتاج إلى مراجعة من قبل الدولة، لا سيما بعد رفع الحظر لتواكب المستثمر الجديد (الأمريكي)، إذن على الحكومة الجديدة أن تراجع كل السياسات السابقة، لا سيما أن البعض يشكو منها، هذا مع بداية تشكيل الحكومة الجديدة تزامناً مع الحدث الأول رفع الحظر.

الحدثان الأول والثاني ،الاثنان معاً يمكن أن يكونا بداية لتعافي اقتصادي يخرج البلاد من جميع أزماتها، معاً جميعاً للاستفادة منهما بالصورة العلمية والسياسية الملائمة للوضع الراهن في السودان، حيث يشارك كل برأيه العلمي والسياسي من أجل الوطن، لأن المرحلة تحتاج لوقفة وتكاتف الجميع.

وعلينا أن لا نضع أحلامنا فقط على قرارات أمريكية، بل أولاً وأخيراً على إيمان كامل بالله سبحانه وتعالى بأنه هو الرزاق ذو القوة المتين، ما علينا إلا أن نعبده ونمتثل لأوامره، حيث قال المولى عز وجل:
﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ البقرة الآية (3).
أخيراً أسأل الله أن يعم بلادنا الرخاء والسلام وأن نعيش في رغد ورفاهية اقتصادية.

راي:عمر حاتم
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version