الهند: “عرائس قاصرات للبيع” في شبكة احتيال عالمية

شبكة احتيال عالمية لبيع الفتيات القاصرات من مدينة حيدر آباد، التي تحوي أكبر عدد من السكان المسلمين بالهند.

منيرة بيغم: في تلك الليلة أخذني. اغتصبني. كنتُ أبكي. لم يعجبني ذلك. قال لي “أنا اشتريتكِ، ويمكنني فعل ما أريده بك. أعطيت والديك المال، واشتريتكِ. يمكنني استخدامك بأي وقت أريده. أغلقي فمكِ.”

منيرة بيغم تقول إنها كانت تبلغ من العمر اثني عشر عاماً فقط عندما قام والداها ببيعها وتزويجها قصرياً إلى رجل من عُمان. تصف منيرة ليلة الزفاف بالعذاب.

منيرة بيغم: لم أكن متعلمة، ولم أفهم أياً مما يحدث. كنتُ أتسّم بالبراءة.

– كم كان عمر الشيخ؟

منيرة بيغم: سبعون عاماً.

– سبعون عاماً!

منيرة بيغم: نعم.

– وكنتِ تبلغين اثني عشر عاماً!

منيرة بيغم: نعم، اثني عشر عاماً.

تقول منيرة إن الرجل سجنها في غرفة مغلقة لشهرين، مستخدماً إياها للجنس فقط.

– هل استمر بفعل ذلك مراراً وتكراراً؟

منيرة بيغم: لم أتمكن حتى من رؤية أي شيء في الخارج. كان يحبسني في الداخل حتى لا أهرب. ولو أراد الذهاب لأي مكان، كان يقفل الباب، ويعود مجدداً ليبدأ بتعذيبي.

تقول الشرطة إن هناك المئات من الحالات المشابهة لحالة منيرة في المدينة القديمة بحيدر آباد. إذ تُباع الفتيات الصغيرات من قبل ذويهن دون موافقتهن. ويأتي السياح من كبار السن إلى هنا بحثاً عن فتيات لممارسة الجنس. في تحقيقنا، زرنا العديد من الملاجئ والتقينا بضحية بعد أخرى. جميعهن يملكن قصصاً مرعبة لاعتداءات جسدية وجنسية.

– كم عدد الفتيات؟

منيرة بيغم: يوجد العديد منهن، لكن لا أحد يتحدث.

وبفضل شجاعة فتيات مثل منيرة، كشف برنامج Freedom Project التابع لـCNN شبكة من تجار البشر والوكلاء والوسطاء ورجال الدين، الذين كانوا جميعاً جزءاً من المؤامرة.

هكذا يتم الأمر. يتصل وكلاء ينتشرون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوسطاء في حيدر آباد، وهي مدينة تحوي أكبر عدد من السكان المسلمين. هؤلاء الوسطاء يُقنعون العائلات المسلمة الفقيرة ببيع بناتها القاصرات لرجال كبار في السن عادة. بعدها يسافر العميل إلى حيدر آباد حيث يتواجد رجل دين فاسد، هو أيضاً جزء من الشبكة العالمية، ويُصدر شهادة زواج مزيفة وشهادة طلاق مزيفة بتاريخ مؤجل. وعندما يمل العميل من استخدام الطفلة للجنس، يرحل دون عودة.

منيرة بيغم: كنت أبكي. وبعدما رأيت الرجل الكبير في السن، صرت أبكي أكثر.

في وقت الظهيرة، دعتنا منيرة إلى منزلها. تعالوا معي في هذا الممر.. هنا تعيش منيرة، في أحد أكثر أحياء حيدر آباد فقراً. هنا فقط يمكنكم رؤية مدى فقرهم.

– كم عدد الأشخاص الذين يعيشون هنا؟

تقول والدة منيرة إن خمسة أشخاص يعيشون في هذه الغرفة الصغيرة فقط. زوجها كان سكّيراً، ولم يكن لديهم المال.

– هل اعتقدتِ أن زواج ابنتكِ سيجلب المال لمساعدة العائلة؟

والدة منيرة: اعتقدنا أن فعل ذلك قد يمكننا من امتلاك منزل صغير. وبذلك تتحسن حياتنا وحياة أطفالنا. ذلك ما فكرنا به عندما فعلنا ذلك. لكن هذا ما حدث لنا.

وأثناء خروجنا، اصطدمنا بحقيقة أخرى. هذه الحقيقة ثمينة.

– هذه ابنتكِ! تعالي…

هذه ابنة منيرة، والدها هو نفسه الرجل الذي أُجبرت منيرة على الزواج منه. فعندما حملت بعد شهرين فقط من الزواج، طلقها عبر اتصال هاتفي. تقول إنها كانت في حالة شديدة من الاضطراب إلى درجة أنها حاولت الانتحار. قدمت شكوى للشرطة، التي اعتقلت الوسيط المتورط في بيعها. استغرقت منيرة سنوات للتعافي، لكنها تتعهد الآن أن تستخدم صوتها لمنع حدوث أي شيء مشابه لشخص آخر.

منيرة بيغم: الطريقة التي تورطت فيها، لا أريد فتيات أخرى أن يواجهن الأمر ذاته. في قلبي، أشعر أن الألم الذي واجهته، يجب أن لا يشعر به أي شخص آخر.

هذه المعاناة، تقاتل منيرة لإبعادها عن ابنتها.

CNN

Exit mobile version