أستاذ إسحاق
لو كنت من جيل (سجمي) لقلتها.. لكنني خريجة جديدة.. ومن الوطني.. والنسوان.. في العرس.. يأكلن لحمي.. فالصراخ هو
: أمريكا قد دنا عذابها..
والآن؟!
والصادق خائن.. والآن؟
وفي الجدال أصرخ في وجوه النسوان بجملة كتبتها أنت
تقول
: الإنقاذ مسجمة ومرمدة.. الا.. العندو أحسن منها.. اللي يجيبو
هروب.. لكن السؤال اعلاه يبقى
(عفراء)
…….
ابنتنا عفراء
الأحداث.. وليس رأسنا الأشيب هو ما يجيبك..
و(تعريف) كل شيء.. الناس والأحداث والسودان والسوداني والعالم ضروري للفهم.
وعن السوداني.. حكاية الأخوين المختصمين.
و(حرب) بكسر الحاء والراء تعني .. في اللهجة السودانية .. الخصام.
واحد الأخوين المختصمين.. فقير.. يعلن دعوة لزواج ابنه.. ويتلفت ولا يجد المال.
والشقيق الآخر يدخل ويبذل المال ويدير الدعوة كلها.
وعند نهاية اليوم الرجل وهو يتجه الى الباب خارجاً يلتفت ليقول لشقيقه.. والد العريس
: (اسمع .. الولد مبروك عليهو.. إلا.. حربنا في محلو).
والوطني يستقبل الصادق الذي ظل يصفه بالخيانة.. لأن الوطني قوله هو
: (مرحباً .. الصادق.. إلا حربنا في محلو).
قاموس (السودان) .. بدون ياء.. هو هذا
(2)
> والمرحوم غازي سليمان.. منذ عام 89م.. وحتى عام (2000م) ظل عدواً معارضاً للإنقاذ.
> ومنتصف التسعينيات غازي يحدث قناة (الجزيرة) ولا يدع للانقاذ صفحة ترقد عليها ويعلن الانقاذ دولة اضطهاد مجنون.
> و المذيع يسأله
: أستاذ غازي.. من أين تتحدث الآن؟
قال: من الخرطوم.
قال: بعد حديثك هذا هل تنام في بيتك؟
قال: نعم.
قال المذيع: يا له من اضطهاد!!
وغازي هذا.. أعظم من اطلق المعارضة.. عام 2002م يحاضر في جامعة الخرطوم ليقول للحشد الضخم
: الانقاذ دي.. اكان سقطت.. خمو وصروا.
و(خموا وصروا) تعبير سوداني يعني حصاد التراب.
(وغازي هذا الذي لا يخاف احداً.. ولا حتى نفسه حين يصاب بالمرض يقول له الاطباء
: العلاج ممكن.. لكنه يذهب بذاكرتك
قال: واعيش حيواناً؟؟
لا.. لا.
وعاش بمرضه وعقله حتى ذهب الى ربه.
السوداني: بالياء.. هو هذا
(3)
> وأمريكا قد دنا عذابها لأن الإنقاذ كانت تعرف.. حتى اليوم.. كيف تقاتل.
> الإنقاذ تعرف انها لا تستطيع بالطبع اطلاق الرصاص على امريكا.. لكنها تستطيع اطلاق شيء آخر.. وتكسب الحرب.
> الإنقاذ تجد ان امريكا تقاتل (بأصابعها).
> والجنوب وتمرد الغرب و..
وعض الأصابع يعمل.. (الإنقاذ تعض أصابعها هي.. صبراً.. وتعض أصابع التمرد والاحزاب قتالاً).
وعض الأصابع .. صبراً.. ما يصعنه معروف.
فأمريكا.. التي مازالت تجعل السودان في قائمة الإرهاب مشهدها يقع ما بين (دان فورث.. وليمان)
ودان فورث سفير أمريكا في الخرطوم عام 1992 كان يركض .. في رياضة الصباح.. في طرقات الخرطوم ليس معه الا رجل واحد.. شيء لا يستطيع ان يقوم به في اي مكان في العالم.
وفورث هذا.. في واشنطون يعلن السودان .. إرهابياً!!
وليمان الأسبوع الماضي يعلن في معهد السلام بواشنطون ان
حركات التمرد في السودان إرهابية.. وقادتها لا يهمهم إلا مصلحتهم الذاتية.
وبريطانيا والنرويج وألمانيا في باريس يشتمون عرمان ومجموعته.
حرب (المصابرة) كانت هي ما يصنع هذا.
وما يحدث لتمرد الغرب معروف.. ما بين معركة قوز دنقو.. وحتى الحوار.
وأبو القاسم إمام الذي يوقع الأسبوع الماضي هو الهيكل العظمي لحركة عبد الواحد.
ومن يتناولون الشواء الساخن الشهر السابق في معسكر ابو شوك من قادة التمرد العائدين حكايتهم نحكيها.
قبلها الدولة تلتقط (مناوي) والحركات تهدده.. ويهرب من الخرطوم.
الآن مناوي يلتهمه حفتر.
وحركات ثلاث.. كل منها مندوبة الآن في الخرطوم.
سراً.
أمريكا قد دنا عذابها أغنية يغنيها السودان لخمس وعشرين سنة دون رصاصة واحدة.
والأغنية تثمر الأسبوع الأسبق.
عقل الإسلاميين الجبار الذي يرى ما يحدث بعد عشرين سنة يقود الحرب بالرااااحة ويصل بعد ربع قرن الى ما يجري اليوم.
ثقافة تعرف أوتار العالم وتعرف كيف تعزف عليها.
وعام 1997م مندوب أمريكا للسودان يحدث الكونجرس ليقول
: من يقود السودان هم مجموعة شديدة الذكاء واسعة الثقافة… وخطرون جداً.
وما يبقى من المعارضة.. حدث صغير يقع في الكونجرس الأسبوع هذا ويصبح توقيعاً رائعاً تحت صورة المعارضة.
الأسبوع الماضي مكتبة الكونجرس تقرر تكريم الطيب صالح بجعله ثالث أديب عربي في العالم تحتفل به مكتبة الكونجرس.
والمعارضة.. بأصابع مجموعات معادية للسودان في الكونجرس .. تقوم بمنع الحفل!!
ومدير الكونجرس يكتب لسفارتنا ليعرب عن (دهشته الكاملة) لسودانيين يمنعون تكريم أعظم أديب سوداني وعربي.
(5)
> العزيزة عفراء.
> ليس ذكاء الإسلاميين وحدهم هو ما ينقذ السودان.
> ذكاء السودانيين هو يفعل هذا (والاوركسترا واحدة).
> ولا نحدثك عن ذكاء السودانيين الذي.. من دون العرب.. يرفض الربيع العربي لأنه يعرف الخدعة هناك.
بل نحدثك.. لتحدثي نسوانك.. عن حادثة صغيرة وقعت عام 2002م في جامعة الخرطوم.
فالسودان هو البلد الوحيد الذي يرعى شباب التمرد في الجامعات ويقدم لهم التعليم مجاناً..
وطلاب التمرد عام 2002م يقررون الخروج في مظاهرة، وحين يدعون الطالبات للخروج معهم تسألهم طالبة
: مظاهرة.. لماذا؟
قالوا: لإسقاط البشير وإسقاط الإنقاذ.
قالت: عشان تحكومنا انتو؟
والمظاهرة طرشقت.
العقول هذه.. في السودان هذا.. تنسج الآن الحكومة القادمة..
فهمتي؟
زغردي.