السؤال
أنا رجل غير متزوج، أبلغ من العمر 18 عاماً: قد أتيت إحدى الفتيات، ولم أعلم أنها عذراء (وهنا يوجد اختلاف هل هي عذراء أم حائض) ولكن على أغلب الظن أنها عذراء وأنا لا أدري وفعلت الفاحشة معها، ولكني علمت بأنها عذراء بعد الجماع، الآن سؤالي إليكم كيف أتوب؟ وكيف أسلك طريق الهداية؟ وهل من الممكن أن الله يغفر لي هذا الذنب؟ وهل صحيح أن كل رجل يأتي هذه المرأة ليجامعها آخذ أنا إثمه؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد أتيت إثماً عظيماً أيها السائل، ووقعت في الفاحشة التي هي أعظم الذنوب بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله قتلها؛ ولا فرق في ذلك بين أن تكون الأنثى التي زنيت بها حائضاً أو على طهر، بالغةً أو صغيرة، بكراً أو ثيباً؛ إذ الزنا حرام عليك أياً ما كانت المزني بها؛ واعلم أن باب التوبة مفتوح وأن الله تعالى يتوب على من تاب؛ قال سبحانه (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا . وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) ولا بد من استكمال شروط التوبة من الإقلاع عن المعصية والندم على ما فات والعزم على عدم العود، وإني لأنصحك ـ أخي ـ ألا تخلو بأنثى من غير محارمك قط، واجتنب مواطن الريب ومظان الشهوات، وأكثر من ذكر الله عزوجل وقراءة كتابه الكريم، واتخذ لنفسك صحبة صالحة، وسل الله أن يغنيك بحلاله عن حرامه، والله الموفق والمستعان.
الشيخ: د. عبد الحي يوسف