٭ قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منصبه كان قد حضر حفل عشاء خيري في مدينة نيويورك .. الرجل أثار ضحكات الحاضرين، خاصة عندما أشار إلى الخطاب الذي ألقته زوجته ميلاني خلال مؤتمر لحزبه، وقال ترامب: إن ميشيل أوباما ألقت كلمة أثارت إعجاب جميع الحاضرين، واعتقدوا أنها رائعة، وزوجتي ميلاني ألقت نفس الكلمة، ولكنها تعرضت لانتقادات، وأنا لا أعرف السبب في ذلك.
٭ وربما قالت بعض الجهات والأطراف في الحكومة بالخرطوم أن ترامب رائع بموافقته لسلفه أوباما رفع الحظر عن السودان، ثم تأتي وتنتقده بقراره الذي حظر بموجبه دخول رعايا السودان إلى بلاده، وتقول إنها تجهل السبب وراء خطوته.
٭ لكن الأسباب معلومة بكل حال، فلا يزال السودان مدرج في قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم أن المخابرات الأمريكي امتدحت تعاون نظيرتها السودانية في مجال مكافحة الإرهاب منذ حقبة الفريق صلاح قوش وحتى محمد عطا المولى.
٭ ثم إن أمريكا لم تنس بعد أن السودان كان حاضنة للجماعات الاسلامية غير المتوافقة مع حكومات بلادها، والداعي بعضها للإطاحة بالنظام، فضلاً عن أن بعضها شكل صداعاً للعالم أجمع مثل الشيخ / أسامه بن لادن.
٭ ثم إن القطيعة النفسية بين الخرطوم وواشنطن سنواتها طويلة بعمر الإنقاذ، ولا يزال الهتاف (أمريكا روسيا قد دنا عذابها) راسخاً في الأذهان وكذلك (داون داون يو اس أيه).
٭ وبالتالي كان من المتوقع أن يمارس ترامب شيئاً من الخشونة مع الخرطوم، فلو نجا السودان من قراره الأخير، لخلق لنفسه مبكراً معارضة شرسة سواء في مجلسي الشيوخ أو النواب.. ومعلوم أن بالمجلسين من لايزالون يناصبون السودان العداء لتوجهاته الإسلامية.
٭ قرار منع السودانيين ورعايا أربع دول عربية بجانب إيران مدته تسعون يوماً من تاريخ توقيع ترامب عليه أمس الأول، وبالإمكان التحرك بايجابية وبشكل فاعل في غضون الثلاثة أشهر لأجل تفاديه.
٭ لو اجتهدت الحكومة وحكمت صوت العقل وأسندت الأمر للعقلاء أمثال وزير الخارجية إبراهيم غندور والفريق الحكومي المعاون له يمكن أن يحدث اختراقاً حقيقياً.
٭ غير متناسين أن قرار ترامب فرض بموجبه حظراً لأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين (عندما تري مصيبة غيرك تهون عليك مصيبتك) .. لو كانت الحكومة تتوقع غير هذه الخطوة من ترامب لاستحقت وصف (واهمة).
٭ يجب وضع سياسة علمية ذات بعد استراتيجي للتعامل مع الولايات المتحدة في الفترة المقبلة، ستصتحب العامل الاقتصادي والأمني .. لو ظلت الحكومة في موقف المدافع سينهار ماتم إلى أن وصل لمرحلة رفع الحظر.
٭ اعتقد أن قرار ترامب سيفيد الحكومة ، حتى لا تفرط في التفاؤل، وتصاب بـ (تخمة) .. سياسة النفس الطويل مهمة وترامب يحتفظ بلياقته والمباراة في دقائقها الأولى وتتطلب التأقلم مع أجوائها.
٭ إبان حملتها الانتخابية قالت هيلاري كلينتون : (في كل مرة أفكر في ترامب تصيبني الحساسية) .. لا أريد للحكومة أن تكون مثل تلك المرأة التي ألحقت بنا وزوجها الأذى.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة