أكد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي أن التناقض في الخطاب الديني الذي تقدمه الحكومة دفع العديد من الشباب للإلحاد والالتحاق بـ”داعش” وكشف عن اتفاق وصفه بـ”الاختراق الوطني” بينه وعناصر معارضة يقضي بعدم إسقاط النظام بالقوة أو تقرير المصير لأي منطقة والعمل بلا عنف لتحقيق الأهداف السياسية، وأقر بوقوع أخطاء في التجربة المهدية في الحكم مبيناً أن كل التجارب الإنسانية بما فيها تجربة النبوة صاحبتها أخطاء في الحكم
وقال المهدي في خطبة الجمعة بمسجد “ود نوباوي” في أمدرمان أمس بعد يوم واحد من عودته للبلاد: “نحن في طريقنا لتوحيد الصف الوطني لتكون كلمة واحدة”. وزاد: “لا يمكن أن نسمي ما اتفق عليه بعض الناس حلاً للبلاد والحرب مستمرة والجسم السياسي منقسم”.
ولفت إلى أن الحل في وقف الحرب وتوحيد الكلمة بصورة قومية وعدم الهيمنة عليها، مشيراً إلى أن أي حلول في ظل استمرار الحرب وانقسام الصف الوطني والتباين السياسي لا تثمر عن نتائج مرجوة وقال: “نحن نرى أن الهدف واحد والطريق واضح بإيقاف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار وإقامة دستور دائم لا يستثني أحداً”.
وأكد المهدي أن البلاد تعاني من أزمات أبرزها المعيشة المأزومة والهجرة والحرب وتناقض الخطاب الديني، قائلاً: “هاجر من السودان حوالي ربع السكان مشردين في دول العالم المختلفة”.
وانتقد الخطاب الديني للدولة وتناقضه مع واقع البلاد، مشيراً إلى “أن الشباب دخل في تكفير وإلحاد وردة”، ودعا لتطهير الخطاب الديني “حتى تتم إزالة هذه الشبهات”، مشيراً إلى أن بعض الشباب لجأ لداعش عندما وجد من يرفعون الشعارات في السودان لا يطبقونها.
وأكد المهدي أن هدف حزبه أن يكون هناك طريق جامع يحقق السلام العادل الشامل ويوقف الحرب ويقيم الدستور والحكم على تراضٍ قومي ويعالج مشاكل البلاد إلى جانب مخاطبة كل الأسباب التي أدت إلى الانقسامات بالسودان.
وقال إن هناك ثلاثة أشياء لا بد من تحقيقها “السلام، الحكم القومي، والدستور”. وشدد على ضرورة تحقيقها وعدم الهيمنة حتى لا يتأذى أحد ويكون الناس في مركب نوح ـ بحسب قوله ـ داعياً الأنصار للوقوف مع قضية الدين والوطن وأن لا يميلوا لشخص أو عائلة.
ودافع المهدي عن المهدية مقرّاً بوقوعها في أخطاء كبيرة، مبيناً أن جميع التجارب الإنسانية وقعت في أخطاء وقال: “لا توجد تجربة إنسانية لم تصاحبها أخطاء بما فيها تجربة الأنبياء”. وزاد: “لأن التجربة الإنسانية بما فيها تجربة النبوة فيها أخطاء في الحكم لكن هذا لا ينفي أن المهدية التاريخية تختلف عن المهدية الرسالية وهي التي وحدت السودان وحررته”.
صحيفة الصيحة