لم أحفل كثيرا بعودة الإمام الصادق المهدي للبلاد من مغترب إختياري بقاهرة المعز ، أقام فيه عامين ونحو ست أشهر ، وليس لعدم إهتمامي شبهة منقصة للرجل إذ أشهد له بعفة اللسان واليد ، وكثير مناقب ترسم (بورتريه) إنساني للرجل وهو من بعد سياسي خبرة ، له ما يعلو عن الستين عاما ، صائلا وجائلا بين الحكم والمعارضة ، ظل خلال هذه الفترة رئيسا لحزب الامة ثم أضاف في السنوات العشر الاخيرة لقب (الامام) فجمع بين المقعدين الطائفي والسياسي لجماعته تاركا للاخرين من أبناء عمومته هامش الاستياء والانشقاق عليه ،
طوال هذه السنوات من الصباح الذي افسده الرجل علي السيد محمد احمد محجوب والي لحظة شفق المغارب اليوم وهو يطأ ثري ودنوباوي نجح الرجل في شي واحد وهو جعل الحزب (نفسه) ! فان قام قام وان نام نام ! وان خرج تجمد وان عاد نفض عن نفسه التراب !
هو الذي يكتب آثار الحزب الفكرية مقالات وكتب ، واوراق وربما بيانات والاخيرة ان لم يخطها يراجعها حتي برسم علامات الترقيم ، اقام هياكل حزبية منزوعة الابر ، وحول الحزب الي حجاب (ضامن عشرة) في زراعه من تلقاء ملتقي ابطه ، وضامن عشرة وفق خرافات الاناطين تميمة من يرتديها يضمن من كانوا الي جواره عنت الكلم ومس الرصاص !
وفي حالة حزب الامة فان عشرة الامام بعض اسرته وثلة ممن يثق فيهم الامام إن اقالهم شكروا وان ابقاهم صبروا ، بهذه الوضعية صار خروج الامام /الحزب وعودته سيان ، هناك يضيف للمعارضة قليل إضافة برتكولية وهنا يضيف للنظام قليل دعم معنوي ، في الحالين لا جديد سوي مخاطبة طووويلة حين الخروج وأطول لحظات العودة ، تحدث الناس والجمهور عن الوسيطة وملتقي مدريد والاحتباس الحراري وشئ من سدر قليل خلوط بالماء علي جسد المعارضة الذي تطاول صنيع غسله وتكرر
ولان السنوات قد مضت فلم تعد مثل هذه القيادات تلهم احدا ، يشمل هذا حتي صف الحكومة وان كانت الاخيرة تملك علي الاقل ميزة أن لها مقص حلاقة لتزيين الرؤوس وحلقها ولا تتقيد في ذلك باسم وعلو عمامة او رتبة ،
عاد الامام عصرا ، اليوم الخميس ، حضر فوج من اهل المعتقد ، وللسودانيين بعض وفاء للتاريخ لكن هذه فئة قل حضورها وتزاحمت الصحافة فغدا (الجمعة) وصفحات الصحف (كاشفة) ، بقية الناس حبسهم حابس الخميس ، (كيس) افطار الجمعة وشحن هزيمة المريخ ومعنويات انتصار الهلال ، وشواغل حياتية اخري لا يفك عسرتها انتظار المهدي المنتظر او غائب يخرج من شق المدينة واقصاها ، وسيقرأ الجميع خطبة مديدة الرقبة ثم يهرعون لقصة اخري اكثر اثارة.
محمد حامد جمعة