بين أبو تريكة وشياطين الإنس !

هل تذكرون قرائي الكرام أبو تريكة لاعب مصر الأسطوري الذي أحبه شعب مصر بل أحبته شعوب الدنيا خاصة أهل الإسلام الذين حفر اسمه في قلوبهم جراء سلوكه الفريد ومواقفه البطولية المدهشة التي تفرد بها دون خلق الله أجمعين والتي سطرت في سجل الخلود وفي صفحات التاريخ بمداد من نور ؟

أبو تريكة هذا يحارب من قبل النظام الانقلابي الدموي الجاثم على صدر مصر والذي هوى بها وأوردها موارد الذل والصغار وانحط بها إلى درك ربما لم تبلغ قاعه السحيق منذ عهد الفراعنة.

عجيب أن أبو تريكة الذي يتهم الآن من قبل نظام السيسي بالإرهاب وتصادر أمواله ويضيق الخناق عليه كان محترماً ومبجلاً حتى في أيام الرئيس مبارك ولكنه يطارد الآن ويشهر به بأحاديث الإفك والبهتان الأمر الذي يعكس مدى الانحطاط الذي بلغه النظام الحالي الذي هوى بمصر إلى درك أدنى بكثير من الحالة البائسة التي فجرت الثورة وأطاحت نظام الرئيس مبارك.

مصر التي انهارت اقتصادياً ، ولا أدل على ذلك من حالة الجنيه المصري ، كما انهارت سياسياً بعد أن أصبحت تابعاً ذليلاً لإسرائيل وعدواً لدوداً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنكرت لكل تاريخها المشرق وحضارتها الباذخة ..مصر الملطخة أيدي عسكرها بدماء الآلاف من الأطهار الذين يقبع آلاف آخرون منهم في سجون السيسي ..مصر ذات الوجه الكالح اليوم لن ترضى عن أبو تريكة لأنها لا تشبهه وأمثاله ولذلك لا غرو أن تضيق بأبو تريكة الذي ظل مستمسكاً بالمبادئ والقيم التي نشأ عليها منذ الصغر وشب عليها وظل يمارسها حتى داخل الملعب الأخضر .

حيثيات تفرده التي تحكي عن أنه نسيج وحده لا حصر لها ولا عد .. كمثال صارخ أذكر بما فعله أيام الحصار الصهيوني الظالم على غزة حين رفع أبو تريكة قميصه لتظهر (مأساة غزة) في الفنلة الداخلية التي أعدها مسبقاً لتلك اللحظة التاريخية في إحدى البطولات الأفريقية وذلك عقب إحرازه هدفاً حاسماً في وقت كانت كاميرات العالم مركزة عليه ليسلط أعين الدنيا بأجمعها على تلك المأساة ويفضح الظلم والظالمين.

ابتدر أبو تريكة سنة حسنة له أجرها إلى يوم الدين حين سجد لله شاكراً بعد إحرازه هدفاً وظل يكرر ذلك الصنيع ليحيله إلى سنة يمارسها اللاعبون المسلمون في شتى أنحاء العالم وهكذا صنع الرجل لنفسه مكانة ولبلاده مجداً وللإسلام صيتاً ولقضاياه وجوداً في أرجاء الدنيا فهل مثله ترضى عنه مصر في عهد تقزمها وانحدارها إلى القاع؟

اترككم مع هذه الأسطر التي كتبها احد المنفعلين بقضية أبو تريكة وبالظلم الذي يتعرض له.

أبو تريكة .. بماذا أرهبتهم؟!

ما إن ظهر الخبر حتى انتشر بسرعة هائلة في أوساط المصريين والعرب والأفارقة وكل من أحب النجم وتعلق به.. أبو تريكة إرهابي؟! كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟… الأسئلة تلهث وراء علامات الاستفهام.. فالناس تستنكر وتستفهم دون أن يرتبوا منطقهم أو يبحثوا عن الصيغ المناسبة.

“أبو تريكة” الذي رفع اسم بلده في أقطار الدنيا بما امتلكه من موهبة فذة كللها بخلق رفيع نادر وتسامح لا حدود له وبشاشة وجه لا تنقطع وابتسامة خجلى تتسلل إلى القلوب لتحفر له مكانة أبدية فيها.. أبو تريكة الذي احتفت به الدنيا وأنزلته منزلة لم يبلغها سابقوه من المصريين في كل محفل كروي عالمي وآخرها مع نجوم الفيفا التاريخيين.. أبو تريكة الذي كرمه منافسوه قبل مشجعيه وحيته جماهير خصومه كما تحيي نجومها وأكثر.. أبو تريكة الذي صار مضرب المثل من المحيط إلى الخليج وتزاحم الأفارقة على التقاط الصور معه.. أبو تريكة الذي تعشقه جماهير غزة وهي تنوء تحت حصارها.. أبو تريكة الذي نُحت لأجله لقب لم تعرفه ملاعب الكرة في أوطاننا من قبل.. لقب “أمير القلوب”!

أبو تريكة ليس موجوداً ببلاده، وسبق له أن طاف الدنيا كلها تحوطه في أي بلدٍ يزوره الجماهير بعفويتها على اختلاف ألسنتها وتنوع ثقافاتها.. ورغم عشرات الفرص التي أتيحت له ليستغل المكان المرموق الذي وصل إليه في إظهار مجرد الامتعاض من هذه المعاملة التي يلقاها في بلده لكنه لم يفعل..ولا أظنه يفعل أبداً مهما ازداد عليه الكرب.. أبو تريكة لم يعلق ولا لمرة واحدة على حكم صدر بشأنه أو رأيٍ ظالم قيل فيه رغم أن كل المنابر العالمية مفتوحة أمامه.

الإرهابي هو من كاد أن يشعل بين الشقيقتين مصر والجزائر حرباً برعونته وكذبه وتحريضه.. لا من كرمته الجزائر نفسها على أرضها وتغنت جماهيرها باسمه.. الإرهابي هو من يروج للأكاذيب وينشر الوهم بين الناس.. لا من يرسم البسمة على شفاههم ويزور مريضهم ويقتدي به أبناؤهم..

الإرهابي هو من يخوض في أعراض الناس ويلوث سمع وبصر الملايين ويؤذي مشاعرهم ويشيع بينهم الأراجيف.. لا من لم يشتكِ منه لاعب أو إداري أو جمهور طوال سنين بذله وتألقه.. الإرهابي هو من يحصد الملايين من إيرادات برامج ترهيب المواطنين اليومية وأفلام الرقص والدعارة والمخدرات والبلطجة والشذوذ.. لا الذي يتعفف عن شيك بآلاف الدولارت في عز أزمة مصر الاقتصادية ليكرمه أمير دولة الكويت نفسه في واقعة غير مسبوقة.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة

Exit mobile version