لن نستكين!!

* أتمنى أن يمهلني ربي حتى أتمكن من حضور لحظة مغادرة هذا النظام المنفلت بكل ما تحمل الكلمة، والمصاب (بشيزوفرينيا) سياسية، تدعمه حكومة تطبق المطلوب منها بالنقطة والشولة حتى ولو كان التضليل والفساد والتهميش هو الشعار الذي يرفعه النظام.
* الشيزوفرينيا التي أعنيها هي التناقض بين الفعل والقول والتي هي أبرز سمات هذه الحكومة ومعظم مسؤوليها الذين يشكلون عبئاً ثقيلاً عليها وعلى المواطن الصامت غُبناً وحيرة وقلة حيلة.
* فمع كل مناسبة يتبارى المسؤولون والذين في معظمهم من أصحاب الخلفية البائسة في تقديم الخدمات والمساعدات للشرائح الفقيرة، يقدمون بيمينهم ما تعلم شمالهم، والكاميرات التي تلاحقهم كظلهم لتوثيق هذه اللحظات (القاسية) على المواطن والتي نهى عنها ديننا الحنيف، يعتبرونها أهم من هذه المساعدات نفسها.
* هؤلاء المسؤولين غير المؤهلين يعلمون تماماً (كراهة إعلان الصدقات)، ناسين أو متناسين أن هذا من صميم عملهم، والذي ينالون مقابله من المرتبات والمخصصات ما يجعلهم يتوارون خجلاً من الفتات الذي يقدمونه مقابل ذلك للمواطن، وفشلهم في كسب ثقته.
* المناطق النائية جداً وفي الهامش حيث الإنسان العفوي البسيط يجد هؤلاء ضالتهم لكسب عطف وتأييد الشعب، والمستشفيات ودور المسنين والمحتاجين، معسكرات اللاجئين والنازحين ودور القوات النظامية هي (الأهداف) الاستراتيجية للمسؤولين.
* يتحدثون عن تجاوزات فاحت رائحتها وأزكمت أنوفهم قبل الغير ورغم ذلك يؤثرون الصمت لأن في صمتهم منافع كثيرة، ولا يأتي على بالهم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
* يعملون جهدهم في تخدير الشعب بحقن التسويف والوعود الكاذبة بأخذ الثأر ممن ثبت تورطهم في قتل المواطنين العزل في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وحتى على الحدود المصرية الإسرائيلية، ولا جديد يُرى ولا قديم يُعاد.
* لا يوجد في قاموسهم (الإسلامي) كلمة قصاص لأنها متى ما وجدت فبالتأكيد تطبيق ما لا يحبون تطبيقه سيكون حاضرا: (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص).
* يستخدمون كل الأساليب التي تحميهم من غضبة الشعب ولا يخشون غضبة الإله وهو خالقهم، وفي سبيل حماية أنفسهم فلا ضير من إهدار دم جميع أبناء الشعب السوداني لأن المواطن هو أرخص سلعة في سوقهم.
* يخرجون علينا كل يوم بفن جديد وبشكل جديد من أشكال التضييق على الحريات، وعندما تأتي منظمات وجهات حقوقية (معترف بها) من جانبهم وتكشف عوارات وسوءات نظامهم وسياستهم البغيضة تجاه شعبهم تكون ردة الفعل الغاضبة والتصريحات الخنفشارية بأن سيادة الدولة خط أحمر والتدخل الأجنبي مرفوض في الشأن الداخلي، ناسين أن هذه الدولة تعاني الأمرين.
* الأجانب أصبحوا يشكلون خطراً على الوطن والمواطن، خاصة الذين يتدفقون من كافة الحدود دون أن تكون هناك أي قيود تحكم تحركاتهم وعندما تقع الفأس في الرأس يكون الرد مثله مثل (كباري وسد)، وكم من حاوية مخدرات أدخلها أجانب، وكم شركة تزييف للعملة السودانية مملوكة لأجانب، وينتهي الخبر قبل أن يجف حبره.
* الحديث طويل، والوجع كبير ولن تكفي مجلدات العالم لوصف هذا النظام وحكومته البائسة وأفعالها تجاه المواطن، ولكن لن نيأس ولن نستكين وسنظل ملاحقين لها لكشف كل أنواع الفساد، ولله كلمته مع هؤلاء.

بلاحدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة

Exit mobile version