أن تكون رئيساً سابقاً للولايات المتحدة لا يعني أبداً توقف راتبك الشهري، ولا يعني أبداً خروجك من نادي الأثرياء.
إذ سيحصل الرئيس السابق باراك أوباما على معاش تقاعدي بقيمة 207.8 آلاف دولار للسنة المقبلة، بما يقرب من نصف راتبه الرئاسي. إلا أن المعاش التقاعدي هو جزء من مبالغ أخرى، كبيرة فعلياً، يحصل عليها الرؤساء السابقون، قد تصل إلى أكثر من مليون دولار سنوياً، كما هو الحال مع الرئيس السابق جورج بوش الابن.
ويحصل أوباما وكلّ رئيس سابق آخر على سبعة أشهر من الخدمات “الانتقالية” للمساعدة على التكيّف مع الحياة بعد الرئاسة. كذلك يحصل على حماية جهاز الخدمة السرية مدى حياته، وعلى مبالغ تغطي السفر ونفقات المكتب والاتصالات وتغطية الرعاية الصحية.
ويقول تقرير صادر عن الكونغرس الأميركي في عام 2016، اطلع عليه “العربي الجديد”، إن موازنة عام 2017 تضمنت مبلغ ثلاثة ملايين و865 ألف دولار كمخصصات لرؤساء سابقين لا يزالون على قيد الحياة أو لأرامل الرؤساء المتوفين، بزيادة نسبتها 17.9% عن عام 2016. وسبب الزيادة في الاعتمادات المطلوبة هو إضافة مخصصات الرئيس أوباما كرئيس سابق للولايات المتحدة الأميركية.
يقول تقرير الكونغرس إن الرئيس السابق جيمي كارتر يحصل على أقل معاش تقاعدي سنوي إضافة إلى المنتفعات الأخرى بقيمة إجمالية تصل إلى 430 ألف دولار، ويحصل جورج بوش الأب على 794 ألف دولار، وبيل كلينتون على 924 ألف دولار، وجورج بوش الابن على مليون و94 ألف دولار.
ويشكّل الإنفاق على مكاتب هؤلاء المبلغ الأكبر في المخصصات، ما يفوق حجم معاش التقاعد نفسه. إذ يراوح الإنفاق على المكاتب بين 112 ألف دولار سنوياً لكارتر وصولاً إلى 434 ألف دولار لبوش الابن.
أما بالنسبة إلى معاشات التقاعد فهي توزّعت كالتالي في تقرير الكونغرس الصادر عام 2016: كارتر 205 آلاف دولار، جورج بوش الأب 205 آلاف دولار، كلينتون 218 ألف دولار، وجورج بوش الابن 214 ألف دولار. وسيضاف إليها 207 آلاف دولار لأوباما.
ويقول تقرير الكونغرس إنه جرى دفع 57 مليوناً و921 ألف دولار بين عامي 2000 و2015 للرؤساء السابقين كمعاشات تقاعد ومخصصات، وحصل كلينتون على المبلغ الأكبر خلال هذه الفترة بقيمة 17 مليوناً و132 ألف دولار، وبعده بوش الأب بـ 13 مليوناً و486 ألفاً، ثم جيمي كارتر 9 ملايين و287 ألف دولار. ومن ثم جورج بوش الابن 8 ملايين و308 آلاف دولار، وأخيراً عائلة جيرالد فورد بقيمة 5 ملايين و189 ألف دولار. أما المبلغ المتبقي فدفع لأرامل رؤساء سابقين، وهي مبالغ بسيطة مقارنة مع المخصصات الأخرى لغيرهم من الرؤساء السابقين.
وأُسست المعاشات والفوائد الأخرى للرؤساء السابقين لأول مرة في عام 1958، عندما كان الرئيس الأسبق، هاري ترومان، يعاني من متاعب مالية.
وفي العام الماضي، يقول تقرير لـ “سي أن أن” إن الكونغرس الجمهوري أصدر مشروع قانون من شأنه أن يضع سقفاً لمدفوعات المعاشات التقاعدية والمصاريف الأخرى يبلغ 200 ألف دولار سنوياً لكل رئيس. وتكون زيادة تكاليف المعيشة للمعاشات التقاعدية مرتبطة بنفس الصيغة المستخدمة لزيادة فوائد الضمان الاجتماعي.
ووفق القانون المقترح تنخفض مدفوعات المعاشات التقاعدية بدولار مقابل كل دولار يجنيه الرئيس السابق ما بعد تخطي مبلغ 400 ألف دولار. ما يعني أن دافعي الضرائب لن يُنفقوا من أموالهم الكثير.
لكن أوباما رفض التشريع، قائلاً للكونغرس إنه فعل ذلك لأن مشروع القانون يُنهي أيضاً رواتب ومزايا موظفي الرؤساء السابقين، ويُصعّب على جهاز الخدمة السرية حمايتهم.
(العربي الجديد)