المجالس السودانية عادة لا تخلوا من المناقشة السياسة والوضع الذى وصل إليه السودان إقتصاديا وتتخللها أحيانا مناقشات الفن والكورة التى يبدع فيها الكثيرون ، الشعب السودانى من أكثر الشعوب حبا للنقاش السياسى وذلك للإطلاع والمتابعة وضياع الوقت وتعاقب الحكومات المدنية والعسكرية وكثرة الأحزاب والوزارات والهروب من مشاكل الحياة ومعنى الرجولة التى يظنها البعض فى مجالسة الرجال وعدم التنازل من الوقت للزوجات أو الأسرة بملاطفتهم أو مساعدتهم إلا ما رحم ربى .
جمعتنا جلسة أخوية وكان النقاش السياسى يطغى على باقى المناقشات لكن أحدهم فتح موضوع المرأة السودانية وظلم البعض لها وقارن بين الشعوب الأخرى فى التعامل والملاطفة والكلمات الرومانسية الطيبة والمشجعة التى تشرح قلب المرأة وتشجعها لبذل المزيد من زيادة المودة والألفة والتعامل والتنازل وتنسيها تعبها فى تحمل الكثير من أعباء المنزل والأسرة . الفارق بيننا وبين كثير من الشعوب الأخرى يرجع لعدة عوامل وأسباب وهى طبيعة الحياة السودانية والإجتماعيات والترابط ونظرة الرجولة التى هى سبب الجفاف العاطفى وأهم من ذلك أن الزوجة السودانية هى ليست لزوجها فقط وإنما للأسرته وأهله ومجتمعه أى بمعنى أن أكثر الزوجات يعشنا أو يعيش معهم أهل الزوج أو الزوجة مما يقلل من الخصوصيات والكلمات الطيبة وخاصة الكلمات الرومانسية . والبعض يعيش فى منزل منفصل لكن هناك الجيران والأهل الذين يحضرون من غير أوقات معينة وكذلك المجاملات الزائدة وإجتماعياتنا الكثيرة وظروف المعيشة التى تؤثر سلبا على الرومانسية والتعامل الذى شرعه لنا ديننا ولنا فى رسولنا صل الله عليه وسلم قدوة فى التعامل والتلاطف مع زوجاته .
المرأة السودانية عفيفة وطيبة وحنونة وكريمة لا تكل ولا تمل من التفاني فى خدمة أسرتها وضيوفها وهى إجتماعية ومشاركة فى المجتمع الذى حولها . رغم ما تعانية المرأة السودانية من جفاف عاطفى وترفيه نفسى وربما عدم التعاون فى خدمة المنزل لكنها تظل هى الجوهرة التى تضىء المنزل وتشرف وتخدم الأسرة بكل حب وتقدير وتجدها متسامحة للأبعد الحدود . ليس الجمال جمال الشكل ولا الملبس ولا اللون ولا التبرج ولكن الجمال هو جمال الأخلاق والروح الطيبة والمحنة الذى يتوفر فيها . هذه دعوة لى و لكم لنستشعر تلك الجوهرة الغالية والنفيسة التى بين أيدينا ونسمعها ما يطيب من الكلام ونتصدق عليها بالإبتسامة ونشعرها بحبنا لها ولا نحرمها من كل شىء يبث فى نفسها السرور والمودة والسعادة ونساعدها فى خدمة المنزل وهى ليست مادية ولا نكدية كغيرها .
عمر الشريف