بالنسبة للرئيس ترامب يشكل الأطفال السلالة، والنساء اللوازم الضرورية في بناء صرح العائلة. هكذا تحلل غويندا بلير، كاتبة السيرة الذاتية لترامب، نظرة الرئيس الأمريكي الجديد للعائلة وزوجاته وأطفاله في حديث لها مع DW
في خضم حديثها عن الوسط العائلي لترامب سلطت كاتبة سيرته الذاتية غويندا بلير الضوء على الأدوار المختلفة لأعضاء أسرة الرئيس الأمريكي الجديد. الأسرة تشغل في حياة الرئيس مكانة هامة، فكيف سيحصل “آل ترامب” على صفة “الاسرة الأولى” في البلاد؟
غويندا بلير: نلاحظ وجود علاقة وثيقة له مع عائلته. سيواصل سلوكه الذي اعتاده إلى حد الآن، وهذا يعني أنه سيركز على تفوقه الشخصي. كانت له دوما نظرة ثاقبة في كيفية تحويل كل موقف إلى ما هو أفضل، ويترقب في ذلك الإمكانيات المتاحة، وكيفية الاستفادة بأكبر قدر ممكن من ذلك. هذا ما فعله كرجل أعمال وهو يريد تحويل البيت الأبيض إلى شيء مربح. إنه يعتمد في ذلك على عائلته وأبنائه، وابنته وصهره القريبين منه جدا. نحن لا ندري كيف سيكون موقف صهره من داخل البيت الأبيض، لكنه لن يكون بعيدا عنه. فأسلوب ترامب هو التقدم إلى الأمام والتركيز على الإمكانيات المتاحة لجني الفوائد الآن من خلال شغل منصب الرئيس.
دونالد ترامب له خمسة أطفال وتزوج ثلاث مرات. ما هو موقفه من العائلة؟
إنه يثق في عائلته. أعتقد أنه يثق فقط فيها. وهو واثق من نفسه وتشكل العائلة امتداد لهذا الشعور. إنها عائلة متضامنة جدا. كان لديه خمسة إخوة، وكان قد صرح في وقت مبكر أنه يريد خمسة أطفال. الأطفال ينحدرون من ثلاث زوجات، لكنه حصل على أطفاله الخمسة. وبالتالي فهو يشعر بالنشوة برؤية نفسه زوجا ناجحا ووالدا في آن واحد، وهو ينظر إلى ذلك كبنيان واحد، ومن يقف خارج هذا الكيان يُعتبر معزولا.
يُتهم دونالد ترامب بنهج أسلوب الريع، لأنه جلب صهره كمستشار شخصي إلى البيت الأبيض. كما يتعرض للانتقاد بسبب نقل شركاته إلى ملكية أطفاله، لأن مصالح الأعمال قد تتضارب مع دوره كرئيس. ترامب لم يكترث لهذا الانتقاد كثيرا. لماذا؟
إنه رجل ذكي ولاشك، أحببنا ذلك أو لا. كان بارعا في إيجاد ثغرات لإبرام الصفقات. وكان أيضا بارعا في جعل إفلاس الشركة أداة تساعده في الامتناع عن دفع ضرائب الدخل على مدى 20 عاما. وسيكون أيضا من الجيد الآن البحث عن حلول داخل البيت الأبيض. وإحداها أنه لا يوجد قانون يحاسب الرئيس على تضارب المصالح. وبتحويل ممتلكاته لأطفاله فهو يؤكد أنه لا يوجد تضارب. وهو يقول إنه لن يتحدث معهم، وهذا أمر غير متوقع. إنه ينجح بشكل من الأشكال في تمويه الحدود الفاصلة حتى يقول الآخرون “آه إنهم فقط أطفاله”.
“عندما تكون هناك ثغرة، فإنه يزحف عبرها”
تعيين صهره كمستشار شخصي يُعد في هذا الصدد تمويها. ولا يوجد في الحقيقة قانون يجبره على احترام القواعد التي يجب على موظفي الحكومة الآخرين وأعضاء حكومة التمسك بها. هذا واضح جدا بالنسبة إليه. كما كان واضحا بالنسبة له أنه غير مجبر على الكشف علنا عن مستوى ضرائبه على الدخل. كل الرؤساء فعلوا ذلك، هناك تقليد قديم وتوقعات عالية. لكن ترامب ليس ملزما بإتباع ذلك ـ وهذا هو الباب الخلفي. وينطبق هذا التعامل أيضا مع أطفاله ومن خلفية انسحابه المتوقع من شركاته. فهو لا ينسحب بسبب وجود ثغرة، بل إنه يزحف ببساطة عبرها.
يبدو أن أطفال دونالد ترامب يلعبون دورا أساسيا أكبر وأهم من عقيلته. هل تشاطرون هذا الرأي ـ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا هذا الوضع؟
جميع زوجاته الثلاث لهن إلى حد ما أهمية كبيرة. الرأي العام ينظر إليهن كعارضات أزياء، والثلاث جذابات، والثلاث يكتسين صبغة ذلك الحلي الذي يمكن أن يتزين به الشخص. عارضة أزياء شقراء كزوجة في الجنب يُعد أحد اللوازم الهامة وأداة دعم قوية ـ وهن قمن بهذا الدور بنجاح. وفي نهاية الأمر فهن نساء بارعات في جذب الاهتمام إليهن. إنها مهمتهن. إذن في هذا الإطار كانت لهن أهمية.
“لا يريد أحدا بجانبه”
زوجته الأولى إيفانا كانت تصبو إلى ما هو أكثر. كانت تتطلع إلى أن تكون جزءا من الشركة ففشل زواجها. فهو لم يرد وجود شخصا بجانبه. قد يقف شخص إلى جانبه ولكن خطوة إلى الوراء، وليس في مقدمته. وكان ذلك بمثابة كارثة دعا إلى تزوج امرأة ثانية لم تكن تنوي القيام بأي دور في الشركة. المرأة رقم ثلاثة كانت لها تطلعات أقل في هذا الشأن. فلقد رأيناها في العلن بجانبه. وهي لا تتقدم أمامه، ولا تبوح بشيء إلا ناذرا، ويبدو أنه لن يكون لها معه حضور في البيت الأبيض.
هل يعني ذلك أن أطفاله أهم بالنسبة إليه من زوجاته؟
على ما يبدو. الزوجات هن اللوازم والأطفال هم المستقبل، ويشكلون السلالة المتطورة.
أجرى الحوار: ميشاييل كنيغه
* غويندا بلير هي مؤلفة كتاب “ثلاثة أجيال شيدت إمبراطورية” (2001). وهي تدرس الصحافة بجامعة كولامبيا في نيويورك.
DW