أعلن زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان الدكتور رياك مشار إقالة عدد من كبار جنرالاته بعد تورطهم في الانخراط في مفاوضات مع حكومة جوبا تمهيداً للانضمام إلى مجموعة نائبه السابق تعبان دينق غاي.
وأصدر مشار قراراً من مكتب المعارضة الجنوبية في منطقة “فقاك” حمل توقيعه، بوضع عدداً من الجنرالات التابعين له قيد الإقامة الجبرية اعتباراً من صدور القرار بتاريخ أمس الأول (الأثنين) وشملت الأسماء كلاً من الجنرال موال بيلو ريس مكتب الاستخبارات العسكرية، والجنرال وايسلى وليبي قايد كتيبة نارجو بغرب الاستوائية والجنرال الفريد فينارو قائد منطقة طمبرة بيامبيو والجنرال وانق ياني رئيس الاستخبارات العسكرية في الكنغو.
وفي السياق رأى تقرير أميركي أمس أن اقتراحاً بوضع دولة جنوب السودان تحت الوصاية الدولية إلى أن تستتب الأوضاع فيها، يكتسب زخماً مع مرور الأيام، وصار الخيار الأفضل، بعد أن بات العالم يضيق ذرعاً بما يجري في تلك الدولة الوليدة.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير مطول لمراسلها في العاصمة الكينية نيروبي، إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين لقوا حتفهم، وباتت أعداد لا تحصى من الأطفال على شفا الموت جوعاً، واختلس المسؤولون ملايين الدولارات من خزائن بلدهم، ونُسِفت آبار النفط، وسطا الناس على مواد الإغاثة، وتعرضت 70% من النسوة داخل معسكرات النزوح إلى الاغتصاب.
وفي سياق آخر أفادت تقارير بأن مشار اشترط لعودته الى جوبا ،نشر قوة دولية أو إقليمية بجوبا وكشفت عن أنه قدم رؤية جديدة تتضمن مطلوبات لاستئناف عملية السلام واستدامته للوسطاء الدوليين.ووصف عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، أكوك ماكور دعوة رئيس سلفاكير ميارديت للحوار الوطني بأنها لا تعدو كونها محاولة لكسب الوقت، وقال إن الذين لبوا دعوته للمحادثات لا وزن لهم في الصراع.
وحذَّر الحكومة من التمادي في انتهاك الدستور بإنشاء ولايات جديدة، ورأى أن زيادة عدد ولايات البلاد من 28 إلى 32 ولاية يتقاطع مع الاتفاق الأخير، الذي أبرمته الحكومة مع حركته، والذي نص على أن يتم تقسيم البلاد إدارياً إلى 10 ولايات فقط.
وأيّد نخبة من الأكاديميين والشخصيات البارزة في المعارضة، استطلعتهم صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير مطول لمراسلها في العاصمة الكينية نيروبي ، الوصاية الدولية مستدلين على ذلك بتيمور الشرقية وكوسوفو والبوسنة التي نجحت فيها الفكرة على الرغم من وجود بعض التحفظات عليها، إذ أخفق التدخل الخارجي في دول أخرى مثل الصومال والعراق.
وطرح الباحث الأوغندي محمود ممداني مؤخراً خطة تقضي بأن يأخذ الاتحاد الإفريقي زمام المبادرة في تنصيب حكومة انتقالية بجنوب السودان، على ألا يشارك فيها أيٌّ من السياسيين الذي جروا البلاد إلى أتون الحرب الأهلية، واقترح أن تستمر الوصاية الدولية زهاء ستة أعوام شريطة أن تدعمها الأمم المتحدة.
غير أن للمحاضر بجامعة جوبا جيمس سولومون بادييت رأياً آخر، حيث يقول إن معظم أفراد قبيلة الدينكا يقفون بصلابة ضد أي تدخل دولي، لأنهم يرون فيه إهانة لسيادتهم، ورأى
بادييت أن جنوب السودان على مفترق طرق تؤدي إما إلى تفكك البلاد أو زوالها تماماً.
بدورها، وصفت برونواين بروتون نائبة مدير المركز الإفريقي بالمجلس الأطلنطي، قادة جنوب السودان بالكارثة، وقالت إن سلفاكير وزعيم المتمردين رياك مشار “فاسدان” و”أنانيان” وعلى استعداد لإذكاء جذوة الصراع العرقي وارتكاب أعمال عنف شنيعة في سعيهما لاعتلاء سدة الحكم.
الخرطوم: إنصاف العوض
صحيفة الصيحة