ودّع المنتخب الجزائري أهم حدث كروي إفريقي مبكرا وفشله في اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور القادم بعد خروجه من دورها الأول بعد هزيمة وتعادلين، وخلفت النكسة سخطا واسعا وسط الجمهور الجزائري، الذي علق آمالا كبيرة على منتخبه في التتويج باللقب القاري، إذ كان من بين الفرق المرشحة بالتتويج بكأس إفريقيا.
وظهر المنتخب الجزائري، الذي كان مرشحا بقوة لبلوغ المرحلة النهائية من كأس إفريقيا، بوجه شاحب ولم يرق أداؤه إلى مستوى تطلعات جماهيره، التي كانت تطمح أن ينشط فريقها، على الأقل، النهائي الإفريقي في الغابون، كون المنتخب يضم عناصر تلعب في أندية أوربية كبيرة.
ولم يتمكن الخضر، خلال المباريات الثلاث للمجموعة الثانية، من تحقيق أي فوز، إذ فرض المنتخب الزيمبابوي على محاربي الصحراء التعادل، ثم مني الفريق بهزيمة أمام تونس بهدفين لهدف وتسجيل تعادل آخر ضد المنتخب السينغالي، مما كلفهم الإقصاء باحتلالهم المرتبة الثالثة في المجموعة برصيد نقطتين.
وعقب الخروج المبكر من البطولة الإفريقية، رمى مدرب الفريق الجزائري، البلجيكي جورج ليكنس، المنشفة وقدم استقالته من العارضة الفنية للفريق، وفقا لبيان الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ولم يتمكن ليكنس في تحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة في “الكان” الإفريقي، بعد الأداء الهزيل للمنتخب.
ولم تعرف العارضة الفنية للمنتخب الجزائري استقرارا منذ انتهاء عقد المدرب البوسني وحيد حليلوزتش، إذ تداول على تدريب الخضر ثلاث مدربين، بدءا بالفرنسي كريستيان غوركيف مرورا بالصربي ميلوفان راييفيتس وصولا إلى البلجيكي جورج ليكنس، في ظرف سنتين.
وجاءت مواقف المتابعين، حول الأسباب التي عجلت بخروج المنتخب الجزائري من السباق التتويج بكأس إفريقيا وعدم تمكن الخضر من تخطي الدور الأول، متباينة، بين من يحمل المسؤولية لرئيس اتحاد كرة القدم وبين من يراها في المدرب والبعض الآخر يعتقد بوجود خلل داخل عناصر المنتخب.
ويرى نجم المنتخب الجزائري في الثمانينات، اللاعب لخضر بلومي، أنها ليست هذه المرة التي يخرج فيها المنتخب الوطني من مسابقة كأس افريقية مبكرا فالأمر، حسبه، تكرر مرات عديدة وفي مناسبات افريقية عدة، متحدثا عن وجود أسباب عميقة لا يمكن تحميلها للمدرب جورج ليكنس، ذلك أن المنتخب استهلك بعد حليلوزيتش ثلاث مدربين.
ويتصور بلومي، في حديثه لـ CNN بالعربية، أن الأسباب الحقيقية تكمن في خلل داخل مجموعة اللاعبين، بمعنى أنه “مشكل داخلي بالتحديد”، غير أنه لا يمكن تحديده في الوقت الحالي وبشكل اعتباطي، ممّا يستدعي الكثير من النقاش والبحث عن الخلل واستئصاله.
أما عن تقييمه لأداء الخضر، يقول بلومي، إن عناصر الفريق الجزائري بذلت مجهودا للعبور إلى الدور القادم، بيد أنهم لم يتمكنوا من بلوغ ذلك لنقص الفاعلية في الهجوم ووجود ثغرات في الدفاع لغياب التنسيق، داعيا إلي نسيان هذه الدورة والتفكير في استقدام مدرب صارم لفرض الانضباط داخل المجموعة.
كما رفض النجم الدولي، تحميل المسؤولية لرئيس الاتحادي الجزائري لكرة القدم محمد راوراوة، متحدثا عن أنه قدم ما عليه كمسؤول واستطاع طيلة توليه الاتحاد استعادة هيبة الفريق الوطني، مستشهدا باستفادته من قانون الفيفا الذي سمح للمنتخب الجزائري بتدعيم صفوفه ببعض الأسماء من مزدوجي الجنسية.
غير أنه بعد فشل المنتخب الجزائري في التأهل إلى الدور الثاني من كأس أمم إفريقيا، أقلعت الآلة الإعلامية في الجزائر، صابة جام غضبها على رئيس الاتحاد الجزائري محملة إياه مسؤولية الفشل وارتفعت أصوات من داخل بلاطوهات التحليل الرياضي في أغلب القنوات تطالب برحيله، في حملة إعلامية تبدو كما لو أنها منظمة.
بدوره ، يعزو الصحفي في جريدة الهداف، نجم الدين سيدي عثمان، أسباب الفشل إلى المدرب ليكنس واصفا إياه بـ “الفاشل”، لأنه لم يقدم أي شيء للمنتخب الوطني منذ تنصيبه “الخاطئ”، وهو “قرار لعبت فيه الصداقة دورها على حساب الكفاءة، والنتيجة خيارات عشوائية وقرارات غريبة لمدرب كان عبئا على المنتخب الوطني”، على حد قوله.
وفي نظر نجم الدين، أن المنتخب الجزائري لن يفوز بكأس إفريقيا في غياب الاستقرار وبمدرب جاء منذ شهرين ونصف، ويحتاج الفريق، بحسب المتحدث، إلى “مشروع، إلى شخصية، إلى منظومة دفاعية وهجومية، وكذا إلى عمل طويل”، متوقعا عدم تتويجه بالكأس حتى ولو تأهلنا في دورة الكاميرون 2019 .
ولفت نجم الدين في حديثه لـ CNN بالعربية، أن المنتخب الجزائري، الذي لم يفرض نفسه في إفريقيا، لا يملك سوى أربع لاعبين جيدين، البقية متوسطين، وبالتالي فإن مطالبتهم بالتتويج بالكأس “أمر غير منطقي”، داعيا إلى ترك العاطفة جانبا ومعالجة الأمور من زاوية موضوعية والحذر من الغرور الذي أصاب الفريق بسبب ترتيب الفيفا.
CNN