مرت بعض الدول العربية بما يسمى بالربيع العربى خلال السنوات السابقة بعد فترة الصيف الأمريكى الغربى الذى إجتاح الصومال وأفغانستان والعراق متداخل مع الربيع العربى فى تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن حيث أثرت تلك الأجواء فى الإستقرار السياسى والإقتصادى لتلك الدول مما أدى لتشريد بعض من شعوبها الى الدول الأخرى . هذا الصيف الساخن والربيع العربى المشحون بأهداف دينية وسياسية وإقتصادية أثر على أكثر دول المنطقة حتى الآمنة منها . شعوب تلك الدول الآمنة ينظرون لنتائج تلك الحملات الموسمية صيفا أم ربيعا كانت ويتأثرون بما أصاب إخوانهم وألسنتهم تلهج بالدعاء وقلوبهم تنادى بتوحيد الصف العربى والإسلامى وأعينهم تفيض من الدمع شفقة ورحمة بإخوانهم الذين أصابهم ما أصابهم .
السودان رغم أنه لم يتذوق طعم الربيع الفصلى لا زراعةً ولا سياحةً رغم الخضرة والطبيعة الجميلة والمياة الوفيرة إذا وجدت الإهتمام لنافست الربيع الأوربى والسوق العالمى . أما الربيع المجازى فالسودان هو من أول الدول التى عاشة تلك الفترة لكن ربيعه غير. ذلك لعدة عوامل وأسباب تحكمه منها السماحة التى يتمتع بها شعبه والطيبة والأخلاق والنظرة الثاقبة والعلاقات الإجتماعية والتعليم والموقع المميز له والثقافات المتنوعة التى يتمتع بها ، لهذا كان الربيع السودانى ربيع دافىء تجتاحه بعض الأتربة والسموم الهوائية وسرعان ما تمر بدون أضرار .
يعيش السودان هذه الأيام ربيعا مجازيا حقيقا ولكى يتمتع الشعب والحكومة بهذا الربيع لا بدأ من إستثمار هذا الربيع بنفس السماحة والكرم والأخلاق والتكاتف مع بعضهم ولكى نجنى ثمار هذا الربيع علينا أن نقضي على الأسباب التى جعلتنا لا نستفيد منه سابقا وأهم تلك الأسباب مكافحة الفساد والعدالة والتنمية والحريات فيما عدا الخطوط الحمراء التى تمس وحدة وأمن الوطن . السودان اليوم يمر بمرحلة هامة جدا رغم إختلافنا مع بعض التطورات الأخيرة لكن هى إرادة الله ثم الشعب ولا بدأ أن نستفيد منها وننتبه لسلبياتها وخاصة من الذين يبطنون داخلهم الحسد والحقد والكراهية لتلك العلاقات والإنفراج السياسى والإقتصادى . إختلافنا مع الحكومة هو الفساد والحريات والعدالة كما نراها لكننا قلبا ويدا مع الوحدة والتنمية والدفاع عن الوطن .
العلاقات السودانية الخليجية المميزة والتى شابها فى فترة ما بعض التغيرات لظروف سياسية ونظرات مختلفة وتقديرات خاطئة الحمدلله اليوم عادت كما كانت وأكثر وخاصه مع الشقيقة المملكة العربية السعودية التى وقفت ومازالت وكذلك الشقيقة دولة قطر ونعيد للأذهان مؤتمر الخرطوم ( اللاءات الثلاثة ) الذى جمع كلمة الأمة العربية عام 1967م نتمنى أن يعود هذا العام ليجمع الأمة العربية و الإسلامية التى مزقتها الحروب والطوائف والإنشقاقات وتدخل الأعداء والروافض بينهم ليصبحوا قوة لا يستهان بها . رفع الحظر الظالم يجب أن يقابله حراك إستثمارى كبير وتعاون دولى ليجبر الأعداء بعدم تطبيقه مرة أخرى ويتطلب ذلك تضافر كل الجهود الحكومية والشعبية تحت لواء الوطن فوق كل شىء . العلاقات السودانية العربية والإسلامية قوية جدا وخاصة الخليجية التى وقفت معنا حكومات وشعوب طوال فترة الحظر وخاصه فترة الكوارث التى أجتاحت السودان ولا ننسى لهم هذا الفضل الذى يدل على حبهم لهذا الشعب وأن يمنحوا أكثر الفرص للإستثمار والتعاون فى الفترة القادمة .
علينا أن ننتبه لبعض الذين يريدون أن يعكروا هذا الربيع وخاصة الدول التى ترى فى ذلك تضارب مع مصالحها ولو لم تظهر ذلك لكنها تعمل فى الخفاء وإن الله يرد كيدهم فى نحرهم إذا أخلصنا عملنا ونياتنا لله ووحدنا صفنا وعالجنا أسباب إنشقاقنا وإختلافنا والتى تتمثل أكثرها فى الفساد والمحسوبية لا يهمنا من يحكم ولكن يهمنا من يعدل ويتقى الله ويعمل للأخرة بحق وحقيقة . الحركات المسلحة التى أصبح تحركها ضيق و تبحث لها عن مخارج لتتنفس فى هذا الربيع بعد أن تكشفت لنا أهدافها وحقيقتها يجب أن نغلق عليها كل الثغرات ونحاصرها فى أضيق الممرات وإن جنحوا للسلم فأجنح لهما وتوكل على الله أنه هو السميع العليم . اللهم أجعله ربيع خيرا وبركة ورخاء ونماء وأمن وعدل وإستقرار .
عمر الشريف