وخلايا الحركة في العاصمة تتدفق نشاطاً.. والخرطوم ليلاً تصبح خالصة لنوع معين من العربات والناس.
> و.. و..
> كانت هذه هي أحاديث الأسبوع الماضي.
> وحديث عن الأسلوب الحديث للحركة.. أسلوب (دمامل الجدري).
> ودمامل الجدري تنبت فجأة في كل مكان بحيث يستحيل حصارها.
> والتمرد يجد أنه محاصر تماماً.. وأنه لا بد من انتصار.
> والخرطوم تحدق في أكوام الحشود هذه وتعرف أن شيئاً تقوم به الخرطوم سراً.. ومنذ شهور يعطي ثماره الآن.
> .. وإن الذعر هو ما يجعل التمرد يكذب.. ويكذب.
> و..
(3)
> وجبريل إبراهيم وعقار وقادة العدل والمساواة والثورية كلهم يطوف الآن مع مخابرات دولة ما..
> .. والخرطوم تعرف أن (بيعاً) جديداً يبدأ.
> فقوات التمرد المحاصرة تشرع منذ فترة في تحويل جنودها إلى مشروع تجاري ممتاز.
> والحركة والثورية تجد الآن أن الطريق إلى الجنوب مقطوع.
> وجنود يهربون.
> وجنود يرفضون أن يكونوا مرتزقة.. وينشقون.
> وقادة يفشلون في الحصول على جزء من الأموال الكثيفة.
> وينشقون..
> وهدم عرمان للمحادثات الأخيرة يصبح وقوداً ممتازاً لإشعال الاتهامات داخل قيادات الحركة والعدل والمساواة.
> وخلف الأبواب وأمام الأبواب تنطلق الاتهامات لعرمان بأنه:
عميل للمؤتمر الوطني.. وأن أحدهم في الخرطوم كان هو من يملي على عرمان الدخول إلى جلسة المفاوضات الأخيرة بورقة للمنطقتين. لهدم المفاوضات (قالوا.. نافع).
> ولهيب الاشتعال يمتد إلى خلايا الحركة في الخرطوم.
> .. و.. و… والخلايا تقتتل..
> .. والمقدمة هذه بين يدي حديث التمرد تنتهي إلى أن:
> جنود العدل والمساواة تمردوا.. أو أكثرهم.
> وجنود عقار الانشقاقات بينهم = منذ شهور = تصل إلى مشاهد إعدام القادة أمام الجنود..
> وأن طريق التمرد من كردفان ومن جنوب النيل ينقطع مع الجنوب.
> وأن.. وأن.
> شيء يحدث.
> وما نسرده.. ونشرع في سرده.. ليس حديثاً عن التمرد.
> ما نشرع في سرده هو تحولات ضخمة تجري الآن في السودان.
> وهو شيء يشبه المعارك البحرية تحت الليل لا ترى العين نتائجها إلا في الصباح.
إسحق أحمد فضل الله
صحيفة الإنتباهة