الكلاب !!!

*شهيد الصحافة – محمد طه – كان قد توقف عن الكتابة..

*توقف عن نشر مقاله بالزميلة (ألوان) لأسباب خارجة عن إرادته ..

*وأول مقال ظهر له – عقب التوقف – كان على صفحات (الدار)..

*كان مقالاً ذا عنوان غريب ما زلت أذكره إلى يومنا هذا..

*ثم إن مضمون المقال نفسه كان عصياً على الفهم بعد فشلي في استنطاقه..

* فقد رفض أن يشرح لي معناه مكتفياً بابتسامة حزينة..

*وفهمت أنه كان مقالاً (مشفّراً) نصيب القراء منه فقط جمال التعبير..

*أما عنوان المقال فقد كان (كلب عبد الجليل) ..

*كان مقتبساً من إحدى كتب المطالعة في المرحلة الابتدائية..

*ولا أدري أي كلب حل محله الآن في زمان (الميوعة) هذا..

*ولعله- إن وُجد- من شاكلة ذاك الذي لفت نظر صديقنا (الحمش) في حي راقٍ..

*فقد كان يصيح فينا بصوت لم تكتمل دائرته (الكلبية) بعد..

*فزمجر في وجهه صديقنا بكلامٍ السكوت عنه أبلغ دلالة على معناه..

*والكلب يُرمز به – منذ القدم – إلى مثل الذي عناه ابن الجهم..

* فقد قال في المتوكل (أنت كالكلب في حفاظك للود)..

*وربما أراد محمد طه أن يشير إلى تراجع فضيلة الوفاء عبر مقاله المذكور..

*وإن كانت روحه تطلع على واقعنا الآن فلعلها تحمد ربها..

* تحمده على أن جعل باطن الأرض- في زماننا هذا- خيراً لها من ظاهرها..

*فالوفاء ما عاد يضاهيه ندرة إلا كمال (الذكورة)..

*الذكورة التي افتقدها صاحبنا المشار إليه حتى في كلب (الذوات)..

*فكيف إن كان شاهد كلب زميلنا سعد الدين الذي كتبت عنه قبل رحيله المر..

*فهو من فصيلة لم أرها إلا في أحضان (دلوعات) السينما..

*ثم حين صاح في وجهي- نابحاً – كدت أموت ضحكاً وأنا أتذكر ذلكم (الكُليب)..

*فهو قياساً إلى كلب سعد الدين بمثابة عنترة بن شداد ..

*وبشاعريته الفلسفية الساخرة يربط صديقنا (الوفي) بين وفاء أيامنا هذه (وكلابها) ..

*فالكلاب إن كانت ترمز للوفاء فهي تتضاءل بتضاؤله بيننا..

*فما عاد الوفاء وفاءً، ولا الحياء حياءً، ولا الصدق صدقاً، ولا (الكلاب كلابا ..(

*كل شيء – هكذا تحادثنا – تغير نحو الأسوأ في عهدنا هذا..

*واجتررنا بعضاً من قصص الغدر واللؤم والكذب والحسد التي عايشها كلانا..

*وكان صاحب (العزيزة) وفياً في زمن (عز) فيه الوفاء..

*و(تخنث) فيه من الرجال بقدر (كلابه !!! ).

صحيفة الصيحة

Exit mobile version