٭ لم يجد الألمان هدية يقدمونها للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أثناء زيارة قام بها لبلادهم أعظم من أسطوانة لبتهوفن، هكذا يعد الإبداع مقدراً عند دولة كادت أن تضع العالم تحت جناحها، من جانب آخر أنا على يقين تام بأن الحكومة المصرية تعلم جيداً أن الكاتب الكبير نجيب محفوط نال أكبر جائزة في تاريخ الأدب العالمي وهي جائزة نوبل، وأعلم تماماً أنها ستعمل يوماً إلى إهداء كل رئيس يأتيها زائراً وساماً يحمل اسم هذا الكاتب العظيم، ليس ذلك بغريب على مصر أم المبدعين الذين يجعلون من ترابها كحلاً لعيونهم .
٭عاتبني الشاعر الكبير مصطفى سند قائلاً لقد علمت بحضورك للسودان في أكثر من إجازة، زرت من خلالها مجموعة من الزملاء إلا أنا، وواصل: يبدو أن الإغتراب قد وصل بك إلى حد جعل من قلبك حجراً، واستطرد قائلاً: حين كنت أعمل في مدينة ملكال موظفاً تعرضت إلى هجمة سوداء من حمى الملاريا، ألزمتني السرير أياماً، ذات صباح وجدت الشاعر الحبيب محمد عثمان كجراي يقف أمامي قادماً من أقاصي الشرق ليطمئن على صحتي، فقلت له أين أنا من كجراي، هو الشمس ونحن ظلالها.
٭إتفق كثير من الكتاب أن جبران خليل جبران كان من الأسباب الأساسية التي دفعت بالكاتبة اللبنانية مي زيادة إلى إحدى المصحات العقلية في بيروت، وأشاروا إلى أن ذلك يعود لنكرانه لأيام كانت لها معه، هذا المشهد الأليم جعلني أتوقف نهائياً عن القراءة لكل ما يكتبه جبران، وذلك لإيماني العميق أن كل مبدع يتسبب في كسر كبرياء امرأة أحبته يعتبر في رأيي اسما بلا ملامح.
٭ تقدم معلم كان يعمل في إحدى المدارس الإبتدائية في ولاية الجزيرة إلى خطبة فتاة هام بها، فوافق والدها، عاد المعلم إلى منزله يصفق طرباً، بعد أسابيع تقدم لخطبتها أحد الشباب المغتربين، فوافق والدها بعد أن علم أن جيبه محشو بـ (العملة الصعبة) متناسياً وعده للمعلم المجروح، وفي ليلة العرس والمدعوون يشربون شرباتا مصحوباً بالكثير من الدعوات، دخلت مجموعة من تلاميذ المعلم المكلوم إلى ساحة الحفل وهم يضمرون شيئاً في أنفسهم، الذي حدث أن الحفل انتهى بفقد ثلاث من أسنان والد العروس.
٭ هدية البستان:
ما علي لو جات مواكب
وللا فاتتني المراكب
القمر مادام معايا
أعمل إيه أنا بالكواكب
لو.أن – اسحاق الحلنقي
صحيفة آخر لحظة