* لو تتبعنا ما لفظه لسانه كثيراً؛ انتهينا إلى أنه كالبقية؛ يخفق (من حيث يدري أو لا يدري)! حضوره غير المفيد عبر أجهزة الإعلام يبدو وكأنه ظاهرة صوتية يطمح صاحبها في القول (أنا شغال!) أو موجود (لا فرق)..! حاله كمعظم البرلمانيين الذين يتكلمون لجهات؛ ليس من بينها الشعب..!
* ما تقدّم نعني به رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان السوداني.. أما الأخير وإن تسمَّى بـ(مجلس الشعب) إلاّ أنه يغرد مع سرب الطغاة (كما تحدث أخباره) وما ذلك بخافٍ عن العالمين.. وحين يخاطب الحكومة فهو كالذي يخاطب (اعضائه).. وهؤلاء لا يتكرمون بأفعال لمنفعة الوطن تغطي ما تيسير من تكاليف يدفعها الشعب (لعناية النواب!!).. ورغم علم البرلمانيين بالمشاكل اليومية إلاّ أن حدود مقدرتهم لخدمة المواطنين لا تتعدى (ثرثرة) هابطة؛ ينتهى بها الدوام محمولة إلى صحيفة.. وبينما تطوي الأيام صحائفها ينخر السوس أركان البلاد وتتفاقم المحن دون أن يجد الناس برلماناً يمثلهم (بالجد).. أو يكون لهم درعاً من سنان السلطة التنفيذية الفاشلة (كل ساعة)..!
* حين نهدر حبراً تجاه مفرد في البرلمان؛ فذلك يعني أننا نرصد الكُل مختزلاً في (واحد) إذ هُم جميعاً ــ حدث ولا حرج ــ وهن على وهن.. ونموذج رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان الفريق شرطة أحمد إمام التهامي؛ يصلح للتدبر والتندُّر؛ فهو من قبل لم (تزعجه) مواقفه البائسة حين رأس لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر 2013م؛ وظل يردد ما تقوله الحكومة حول العربات التي قتلت المتظاهرين (وكانت بلا لوحات!!).. كأن هذه العربات جاءت من (فوق!!).. أما في خبر الأمس بصحيفة الجريدة؛ فقد وصف المذكور ظاهرة السطو في بعض شوارع الخرطوم (بالمزعجة)..! كما قال ــ التهامي ــ إن ظاهرة العربات (بدون لوحات) التي تنتشر في الأحياء الطرفية ــ منعدمة الإضاءة ــ تقلقه..! كأنه يذكرنا بأن تلك العربات التي قتلت متظاهري سبتمبر ما تزال (حايمة)، متحاشياً تحميل التصريح بنبرة صريحة تطعن (فيل) السلطان القاتل المخرِّب..! التهامي أشار إلى “أن السودان مازال معبراً لتجارة البشر والمخدرات وتهريب السلاح إلى دول مجاورة”.
ــ لا ندري أيّة دول؟! كما لم يخبرنا: أهنالك سلاح يدخل إلى (دويلة غزة) عن طريق (الدول المجهولة المجاورة) أم لا؟! وهل تجارة البشر والمخدرات (تحديداً) بتسهيل من نافذين أم يمارسها أجانب (لن يُسَمِّهم!!)؟!
* بالعودة إلى العربات التي لا تحمل لوحات، فغير صحيح إطلاقاً حصرها في أطراف المدينة (كما أراد التهامي!!) إنها في أي مكان بالعاصمة.. والبرلمان الذي يؤذي الكراسي بجلوس (موتاه) يمارس الجبن لا أكثر حين لا يسمي الأشياء بأسمائها.. أو كما يفعل التهامي المنزعج بظواهر السطو و(خطف الشنط!!) وغير مبالٍ ــ مع برلمانه ــ بنهب الوطن (الملياري)..! هل التهامي بكلامه المرسل يمارس (التعويم) للظواهر الأخطر المتمثلة في إجرام السلطة (كما توضحه تقارير المراجع العام)؟! السؤال لغرض آخر: هل هذا الهراء الذي يطلقه التهامي محاولة طمس للأفعال السلطوية التي تمر ــ مباركة ــ تحت سقف برلمان الصفقة؟! أقصد بالأفعال السلطوية (تفصيل القوانين الخطرة) على سبيل المثال..!
ــ سؤال جانبي: هل شاهدتم لصاً صغيراً ــ من لصوص الشوارع ــ في يده مسبحة أو في جبهته (سواد)؟؟!!
* تصريح التهامي فيه تلميح عابث وماكر بإعادة سيرة (العربات الغامضة).. فهو كمن يرسل للكافة ما يفيد (بإنفلات الأمن!) وبالتالي إذا ظهرت دواب (مجهولة كالعادة!) وقتلت ــ مليشياتها ــ المواطنين؛ تكون الحجة الحقيرة الجاهزة (إنها بدون لوحات)!! أو كما قالت لجنة التهامي في سبتمبر 2013م.
* رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان ــ في خبر الجريدة ــ لم يقل جملة مفيدة (كدأبه).. لكنه (يلِف.. يدور.. يجبن).. هل يستطيع (الشفافية) في التوصيف مع هذه المقدرة لافتعال (التجويف)؟!
* السلطة التشريعية ــ بلا فرز ــ لا ثقة فيها لمواجهة جرائم السلطة التنفيذية وفسادها دون ارتجاف و(ارتخاء) وصمت..! الباطل سند الباطل في دولته الراهنة..! والحق يغضِب القصر..!
أعوذ بالله
أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة