قال تحالف قوى “نداء السودان” المعارض إنه طلب من الإدارة الأميركية إلحاق معايير تتعلق بمصالح السودانيين غير التي طلبتها من حكومة الخرطوم لرفع العقوبات بشكل كلي، ورجح أن تكون لواشنطن أجندة تتعلق بمصالحها الخاصة.
ووقع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما قبل أسبوع أمرا تنفيذيا برفع العقوبات ضد السودان بصورة مؤقتة ما يمكن السودان من ممارسة التجارة والاستثمار عالميا.
وقللت قيادات “نداء السودان” في مؤتمر صحفي مساء الجمعة عقب اجتماع المجلس القيادي للتحالف بباريس، من قرار الولايات المتحدة برفع الحظر على السودان بشكل جزئي، واعتبرته مجرد “تراخيص عامة” تضع الخرطوم تحت الرقابة لستة أشهر لمراقبة سلوكها.
وقال زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي إن (نداء السودان) “كان يرى أن الإجراءات الأميركية كان ينبغي أن ترتبط ارتباط واضح بمعايير الديمقراطية والسلام والشأن الإنساني وحل الخلافات الداخلية لتحقق فوائد للسودانيين”.
وأكد أن التحالف المعارض اتصل بالجهات المعنية لتكون المراقبة مرتبطة بالسلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ومعالجة القضية الأنسانية.
وأشار المهدي إلى أن واشنطن ظلت تدعم السلام والتحول الديمقراطي بالسودان ومهتمة بخارطة الطريق وعلى اتصال بالمعارضة لكنها لم تنسق معهم في القرارات الأخيرة.
وتابع “لكنهم يعلمون ماذا نريد وعبروا عن أنهم يراقبون وسيدخلون في المراقبة مسائل التطور السياسي وحقوق الانسان بالسودان والخلافات الداخلية”.
لكن زعيم حزب الأمة عاد وقال إن الدول لها أولوياتها، وزاد قائلا “هم مهتمون بالاستقرار بالسودان لكن اهتمامهم الأكبر بأمن الولايات المتحدة خصوصا فيما يلي دور الخرطوم السالب في جنوب السودان وليبيا وغيرها”.
ورجح أن تكون واشنطن تلقت وعدا من السودان بالتخلي عن هذه الأعمال فضلا عن وعود كثيرة غير التي أعلنت تتعلق بمطالب ومصالح أميركية سيراعيها السودان، مشيرا إلى أن الحكومة السودانية قبلت مكافحة الإرهاب ول وفقا للتعريف الأميركي.
وقال إن “النظام السوداني تخلى عن شعار (أميركا روسيا دنا عذابها) لصالح المحبة والتفاهم مع أميركا”.
من جهته أفاد الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان أن رفع العقوبات الأميركية بدون حكم رشيد وديمقراطية ومحاسبة المسؤولين لن تجدي السودانيين نفعا، موضحا أن نظام الحكم السوداني يدير “دولة حرب” ولن يستفيد من أي مساعدات أميركية أو من دول الخليج.
وأشار عرمان إلى أن رفع الحظر الأميركي عن السودان مشروط ونظام الحكم ما زال يدعم الإرهاب ولم يصل لمستوى تأكد أميركا انه تخلى عن دعم الإرهاب وما زال تحت الفحص والمراقبة.
وذكر أن “النظام لن يتصالح مع المجتمع الدولي ما لم يتصالح مع الشعب السوداني.. الأزمة داخلية ذات أبعاد دولية وأوروبا لن تضمن مساعدة السودان مال لم ينهي أزمة النازحين واللاجئين”.
وأكد زعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم وجود مساعي واتصالات لقوى “نداء السودان” مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة لتكون معايير التطور السياسي والحريات وحقوق الإنسان ضمن شروط رفع العقوبات عن السودان بصورة كلية.
وكشف جبريل أن المبعوث الأميركي أبلغهم خلال اجتماع عقد في 20 أغسطس الماضي بأن واشنطن تفاوض الخرطوم وهي بصدد رفع العقوبات، مبينا أنهم طلبوا حينها بوضع قضايا السلام والتحول الديمقراطي ضمن المفاوضات مع الخرطوم حول العقوبات.
واعترف بأن المعارضة السودانية ليس لديها آلية لتكون جزءا من مراقبة الحكومة أو جزءا من آلية قرار رفع العقوبات، لكنها ستسعى لإدخال معاييرها لرفع الحظر، وشدد أن التغيير مرهون بالداخل وليس باصطفاف أميركا مع النظام الحاكم أو غيره.
إلى ذلك أكد الصادق المهدي أن عودته المزمعة في 26 يناير الحالي لا تخصه بشكل شخصي او تخص حزب الأمة، لأنه جزء من منظومة، موضحا اجتماع المجلس القيادي لـ “نداء السودان” قرر تأييد ومباركة عودته إلى البلاد في اطار التعبئة لصالح التحالف.
وشدد أن كل ما أثير بشأن الخلافات داخل التحالف محض “أوهام وشائعات وكلام فارغ”، مقرا بأن هناك اختلافات في وجهات النظر و”لكن أصلا الديمقراطية تعني الاعتراف بالاختلاف وتوفيق الرأي مع وجود الرأي”.
وأعلن كل من عرمان وجبريل مباركتهما لعودة المهدي وطالبا من جماهير الحركات المسلحة في الداخل المشاركة في استقبال زعيم حزب الأمة القومي بالشكل الذي يليق به.
وأدان البيان الختامي لاجتماع المجلس القيادي لـ “نداء السودان” الاعتقالات التي طالت قيادات الأحزاب والناشطين وطالب باطلاق سراحهم فورا، واكد استمرار المساعي لخلق مركز موحد للمعارضة السودانية.
سودان تربيون
*الصورة اعلاه
قيادات “نداء السودان” في مؤتمر صحفي بباريس ـ الجمعة 20 يناير 2017