زهير وشبونة ..عودة واجبة!!

دعوات المناهضة والحراك الذي بدأ في 27 نوفمبر الماضي مروراً بـ(19) ديسمبر خلف ظلال وتداعيات ألقت بظلالها على حرية الصحافة، وفيما كانت المصادرة هي العنوان الأبرز لهذه الفترة إلا أن صحيفة (الجريدة) وقعت عليها عقوبات أشد، فالسلطات لم تكتف بالمصادرات وحدها وإنما أضافت إليها منع الكاتبين (الدكتور زهير السراج ، الأستاذ عثمان شبونة)، بقرار شفاهي.

لم تقتصر الاجراءات على الصحف وحدها بل طالت قناة أمدرمان، والتي أغلقت بحجة عدم التصديق، بالرغم من أنها ظلت تعمل ولم تعترض على ذلك الجهات المعنية بالاختصاص، وهاهي فضائية أمدرمان يُطلق سراحها دون حيثيات تقدم للرأي العام.
وفي المقابل لم تصمت (الجريدة) وإنما بُح صوتها وخاطبت كل الجهات ذات الصلة مطالبة باطلاق سراح كاتبيها لا سيما وأن الأجواء الحالية إختلفت عما كانت عليه لحظات دعوات المناهضة وأيام تنفيذها على أرض الواقع.

وفي الوقفة الإحتجاجية بمجلس الصحافة والمطبوعات تقدمت (الجريدة) بخطاب الى المجلس، وشكرها رئيسه وأمينه العام على الخطوات التي إتبعتها ووعدا بالرد في أقرب فرصة ممكنة بيد أن الأمر أضحى منسياً ولم نتلق أي رد حتى الآن من المجلس في هذا الخصوص.
أما رئيس الإتحاد العام للصحفيين السودانيين الأستاذ الصادق الرزيقي فقد إتصل بنا وزارنا وإستمع إلينا، ووعدنا أيضاً بالحل مستسهلاً الأزمة وظلت الإتصال مستمراً معه حتى الأمس ولكننا لم نلتمس حتى الآن خطوة جادة من الاتحاد غير بث التطمينات دون تحديد آجال لحسم القضية التي ظلت معلقة حتى الآن.

وتبقى شبكة الصحفيين السودانيين، وصحافيون لحقوق الإنسان جهر هي الجهات الوحيدة التي آزرتنا وتضامنت معنا بقوة من أجل عودة الكاتبين الى الكتابة مجدداً بالصحيفة.
الآن وبعد التحولات التي حدثت في إطار ملف العلاقات الأمريكية السودانية وإشتراطات واشنطن بضرورة التقدم في ملف حقوق الانسان والحريات، كحوافر لرفع العقوبات الأخرى، والتي تزامنت أيضاً مع إيداع التعديلات الخاصة بالحريات للبرلمان لاجازتها، لا بد من إزالة كل العوائق والعقبات التي تحول دون حرية الصحافة مع الاحتكام إلى القانون في حال التجاوز والمخلفات.

الواقع يشير إلى أن الإستفادة من المناخ الحالي لا تحتاج لإستئذان لأن نائب رئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح أكد بأنه (لارجعة إلى الوراء) فيما يتعلق برفع العقوبات التي هللت لها الحكومة وفرح بها المواطن كخطوة من شأنها أن تقلل من حالة البؤس الملازمة للشعب السوداني وتفاقمت بعد الاجراءات الاقتصادية الأخيرة.

نأمل أن تراجع اللجنة التي يترأسها وزير الإعلام والخاصة بتقييم الصحف هذا القرار التي تتحمل مسؤوليته مادام أنه تعلم بتفاصيله وإن لم تكن ناقشت حيثياته قبل أن يصدر بهذه الصورة ، وإذا كان وزير الإعلام كما صرح من قبل (حزين) لوضع الحريات الصحفية، فقراء وزملاء زهير وشبونة قلوبهم تتقطع ألماً وهم لا يطالعون ما تكتبه أقلامهم.

آن الآوان لعودة (زهير وشبونة) حتى لا تسجل بدايات الـ(180) التي حددتها واشنطن أي خروقات في مجال حرية التعبير، مع التأكيد بأن الحرية مسؤولية ولن نحيد عنها، وما شهدنا إلا بما علمنا.

الصباح الجديد – أشرف عبدالعزيز
صحيفة الجريدة

Exit mobile version