والي شمال دارفور زراعة التمباك يستفيد منها كثيرون بالولاية

قمنا بإزالة سوق كانت تمارس فيه تجارة الأسلحة والمخدرات علناً
هناك انتشار للأسلحة وسط المعدّنين بجبل عامر
لا مبرر لوجود قوات “يونميد” وعلاقتنا بها مميزة
الأوضاع الامنية في أحسن حالاتها ولا تفلتات بالفاشر
علاقتنا بموسى هلال ممتازة ولا وجود لصراع قبلي
قال والي شمال دارفور المهندس عبد الواحد يوسف إن استمرار قوات اليوناميد في دارفور لا مبرر له بعد انتفاء الأسباب التي جاءت بها، بيد أنه رهن مغادرتها أو بقاءها من خلال لجنة مشتركة بعد إخضاعها لعملية تقييم خلال منتصف العام الحالي، وقلل عبد الواحد في حواره مع الصيحة من المخاوف التي صدرت مؤخراً حول وجود أجانب بجبل عامر بمحلية السريف، مشيرًا إلى أنهم أفراد” لا حول لهم ولا قوة، “وأضاف: ما في وجود أجنبي كبير أو مخيف هم مجرد عمالة عادية مثلهم مثل بقية العمالة الآخرين، وأقر الوالي بانتشار السلاح وسط المعدنين التقليديين بجبل عامر، وقال المنطقة بها سلاح لجهة أنها شهدت صراعا دموياً مشهوراً بين الرزيقات والبني حسين في 2013، كاشفاً في الوقت ذاته عن وجود شركات تعدين بالمنطقة أنتجت “16” كيلوجرام لأول مرة ووصف الوالي الوضع الأمني بالولاية بالممتاز، وقال: لا نقول إننا وصلنا نسبة “100%، ولكن الوضع الأمني في أفضل حالاته، ووصف الوالي علاقة حكومته بالقيادي موسى هلال بالمميزة لجهة إسهاماته في حل كثير من المشاكل. ولم يستبعد والي شمال دارفور إيقاف زراعة التمباك بالولاية إلا أنه أكد على أنه نشاط اقتصادي يستفيد منه الكثيرون.
حاوره بالفاشر: محمد أحمد الكباشي
ـ بدءاً كيف تبدو الأوضاع الأمنية بالولاية؟
الوضع الأمني في الولاية الآن يمر في أفضل أحواله والولاية لا تعاني من أي مهددات أمنية حيث اختفت عن مشهد الولاية، وانحسرت الجريمة في أضيق نطاق، واختفت ظواهر النهب المسلح وإطلاق الرصاص داخل المدن ويعيش المواطن مطمئنًا لن نقول إن الأمن تحقق بنسبة 100% فهذه مستحيلة، ولكنها أفضل بكثير عما كانت قبل الحرب والأمن شيء نسبي ولا يوجد أمن مطلق في كل العالم، ولكن نحن في الولاية وبجهود إخوتنا في لجنة أمن الولاية استطعنا اختراق هذه المسألة
ـ وماذا عن الوضع الأمني داخل مدينة الفاشر؟
نستطيع القول إن مدينة الفاشر تعد الآن الأكثر أمناً ويمكن أن تمر 48 ساعة دون أن تسجل بلاغات اعتداءات أو جرائم قتل، ونؤكد أن الجهود التي بذلتها حكومة الولاية في إنارة الطرق بالطاقة الشمسية انعكس إيجاباً على حالة الاستقرار وأدخل الطمأنينة في نفوس المواطنين.
ـ هل لا زالت هناك مخاطر أمنية علي طريق الإنقاذ؟
لا توجد أي مهددات أمنية على طريق الإنقاذ الغربي، وهو أحد الطرق الذي كانت تحدث فيه عمليات النهب والاختطاف والسابقة الشهيرة هي اختطاف أجهزة وسيارة الفضائية في أبريل من العام 2015، ولكن الوضع اختلف تماماً ولم تسجل أي حالة اعتداء على البصات السفرية الآن بإمكان أي شخص يستقل سيارته ليسافر إلى الخرطوم دون مخاوف.
ـ لكن كثير من المحليات لا زالت تشهد بعض التفلتات؟
نؤكد أن مجمل الأوضاع بالولاية تحسنت بصورة ممتازة حتى في المحليات التي أشرت إليها، فمثلاً محلية كتم عندما جئنا لم تكن بها شرطة لأن البعض اعتبر أن الشرطة الموجودة هناك تتبع للجهة التي لا ينتمي إليها ودخلوا معها في مشاكسات أدت إلى إبعاد الشرطة وتبعًا لذلك تم سحبها والآن رجعت إلى مدينة كتم وتباشر مهامها بصورة طبيعية وبمهنية عالية جدًا وتنفذ القانون دون محاباة لأحد، وهناك غرفة مشتركة لتأمين المدينة والطرق التي تؤدي إليها وتخرج منها.
ونموذج آخر، فقد كانت محلية كبكابية تعيش الفوضى وبها سوق شهير اسمه” كولمبيا” نباع فيه المخدرات والسلاح نهاراً جهاراً، ولكن عندما جئنا أزلنا هذا السوق بموجب إجراءات معينة، والآن الوضع آمن، فالأمن في كافة المناطق المجاورة لها آمنة، ولكن القضية المهمة هي قضية السلاح وانتشاره باعتبار أنه الخطر فيما بعد الحرب لأن أي خلاف في أي قرية أو حي نتيجة لإشهار السلاح يمكن أن يتحول إلى عدد من القتلى، ومعروف أن العصبية والقبلية والدفاع عنهما لها دور كبير، ولذلك يجب أن نحسم أمر السلاح، وهناك لجنة عليا وفرعية شكلها رئيس الجمهورية، بدأت تنفذ أهدافها لجمع السلاح من المواطنين.
ـ مع تحسن الأوضاع الأمنية كيف ترى مهددات الصراعات القبلية بالولاية؟
على صعيد الصراعات القبلية، كان عندنا صراع بين الزيادية والبرتي في مليط وتم طي هذه الخلافات باتفاق وصلح بين القبيلتين، وخلاف هذا الصراع لا توجد أي صراعات بين مكونات الولاية الأخرى، فانتهجنا نهجا مغايراً غير تقليدي في عملية التصالحات، وكان عمل في القواعد لأن الصلح إن تم في هذه الحالة ساكتب له الديمومة، وكانت هناك شبه تقاطعات بين المكونات القبلية والآن هناك انفتاح بين القبائل وتزاوج وانصهار وتبادل تجاري، فالتفلتات التي كانت سابقاً الآن انتهت وتعيش الولاية في أمن وتعايش واستقرار، ولا توجد صراعات قبلية الآن. هناك فقط بعض الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين وهذه أخذت في الانسحار من موسم لآخر، وقطعاً سنجد لها حلا جذرياً، وسنبدأ مبكراً فتح المسارات.
ــ تشكل البوابات هاجساً للمواطن؟
بالنسبة لمشكلة البوابات على الطرق كان هناك عدد كبير جداً من البوابات، فالطريق الذي يحدنا بلا بوابات، وتمت إزالة 37 بوابة غير رسمية، أما البوابات على طريق الإنقاذ الغربي الآن الموجودة هي بوابات تحصيل لمؤسسات رسمية، وهناك توجيهات لمنع التحصيل غير القانوني، فكل بوابة تكون لتحصيل لمؤسسة متخصصة، وما دون ذلك يعتبر خارج نطاق القانون.
ـ ما صحة ما أثير حول وجود أجنبي كبير في جبل عامر يتطلب تدخل الجيش؟
معلوم أن جبل عامر منطقة تعدين قبلي بدأ كمنطقة جاذبة بإنتاج كبير من الذهب والآن يوجد به معدنون من كافة مناطق السودان مثله مثل منطقة العبيدية بنهر النيل أو مناطق التعدين بجنوب كردفان والشرق، وعندما حصل الخلاف بين الرزيقات وبني حسين 2013 أودى بحياة كثير من الطرفين، قبل أن ينتهي بصورة نهائية في منتصف 2014 والآن التعدين بالجبل يسير بصورة منظمة وقد استقبلنا وفدا من المعادن قبل أسبوعين، وهناك إشراف على التعدين ما بين المؤسسات والشركات، ويمكن لأول مرة يدخل إنتاج جبل عامر الدخل القومي، وحول ما أثير عن الوجود الأجنبي ليس بالحجم الذي تم تداوله وإنما هم أفراد لا حول لهم ولا قوة لكن نقول إن هناك سلاحاً موجوداً في المنطقة.
ـ مقاطعة .. لكن هناك أجانب من يمتلكون آباراً ؟
الآبار الموجودة معروفة بأسمائها ومنتجيها ولا يوجد تنظيم عملي للأجانب بل مجرد عمالة.
ـ أين يقف قطار الإصلاح بالولاية؟
لدينا جهود كبيرة مبذولة في عملية الإصلاح وهناك لجنة يرأسها الوالي وجهود الإصلاح حسب الموجهات الاتحادية.
ـ وماذا عن مشاكل كبيرة تواجه التعليم والمعلم؟
التعليم بالنسبة لنا أحد أهم الخدمات الأساسية ونعطيه أولوية كبيرة ومن خططنا أن محور العملية التعليمية هو المال لتوفير مناخ جيد للمعلم في المحليات المختلفة وتوفير المعينات الأخرى التي تعين المعلم بجانب تدريبه ونحن في حاجة ماسة فهناك الكثير من المعلمين لم يدربوا لذات الأسباب ويمكن في العام 2016 نفذنا أكبر عمل تدريبي بالتنسيق مع التربية الاتحادية، وعندما أردنا تقييم شهادة الأساس كانت المشكلة الأساسية في مادتي الغة الإنجليزية والرياضيات، ونفذنا ورشة خرجت بمخرجات ستظهر نتيجتها في هذا العام، كما أن الكتاب يمثل مشكلة كبيرة جداً والخطة هي وجود كتاب لأي تلميذ، وبموجب ذلك سيصبح لنا معلم متدرب ومؤهل، كما أن الإجلاس أحد التحديات التي تواجهنا والفصول المؤقتة للنازحين والبدو وهناك عدد كبير جداً من النازحين رجعوا إلى التعليم.
ـ لكن المياه تمثل الحلقة الأضعف في الولاية؟
لحل مشكلة المياه بالولاية تم عمل أطلس مائي تماشياً مع سياسة زيرو عطش التي دعت لها رئاسة الجمهورية، ونفذنا أكثر من13 دونكياً خصوصاً محلية المالحة فكانوا يذهبون مسافات طويلة للحصول على المياه فهذه الآبار غطت مشكلة المياه فكانت مشكلة اللاجئين الأساسية المياه والحمد لله تم إنجاز العديد من الآبار بطريقة حديثة إضافة إلى الحفائر في مشاريع حصاد المياه.
ـ السلطة الإقليمية فشلت في توصيل الشبكة؟
صحيح أن الشبكة التي عملت في فترة السلطة الانتقالية لم تكتمل إلى الآن فمشكلة السلطة أنهم لم يصلوا لتفاهم مع المقاول والمالية الاتحادية لأصل المشكلة، وسنحسم هذا الأمر مع المركز، وسيتم حل مشكلة شبكة المياه مع المالية الاتحادية، والآن تم تكوين لجنة لمواجهة مشكلة المياه في الصيف القادم وتبقى المشكلة في مصادر المياه.
ـ وماذا عن مياه الفاشر؟
الفاشر تشرب من مصدرين منطقة “شقرة” بها 38 بئراً، وأضفنا لها هذا العام 5 أحواض، وكذلك المصدر الآخر حوض “قولو” الذي أنشئ سنة 1974م بسعة 4 ملايين متر مكعب وبفعل تراكم الأطماء تراجع إلى 750 ألف متر مكعب وفي خطتنا لهذا العام أن نعيد هذا الحوض لسعته الأساسية أو أقل بكثير وتوسيع المصدر الآخر، فمشكلة المياه ستحل تماماً وهي عادة ما تحدث في شهور مايو إلى يوليو خاصة وأن أنها تحتضن مياهاً لغير الشرب وعندما تنتهي سيتحول الضغط لمياه الشرب مما يحدث الضغط على مصادر المياه فخريف العام الماضي كان ضعيفاً لذلك فاقم من المشكلة، وهذا العام سنوسع من سعات مصادر المياه وهناك خطة ولجنة برئاسة الوالي استعداداً لفصل الصيف لكافة المجالات وخصوصاً المياه.
ـ لماذا فشلت تجربة المدارس النموذجية بالولاية؟
ليس صحيحاً، فلنا تحربة كبيرة في المدارس النموذجية ونشير إلى أن ابناء الولاية ظلوا موجودين ضمن المائة الأوائل في الشهادة السودانية، ولهذا رينا لأن تعم بقية المحلية بإنشاء مدرستين بكل محلية تحت إشراف من حكومة الولاية.
ــ أين الموازنة العامة من مشاريع التنمية؟
مشروعات التنمية الأساسية بالولاية موفر لها أكثر من 30% وهي من شقين شق تموله الولاية وآخر تموله الحكومة الاتحادية خصوصاً مشروعات البنية التحتية من كهرباء ومياه وطرق ولنا مشروعات الآن أدرجت في الميزانية الجديدة، ونقول إن ميزانية هذا العام حوت جملة من المشروعات الطموحة التي نأمل أن تلبي رغبة المواطن.
ــ أين وصلت عمليات تقنين السيارات المعروفة بالبوكو حرام؟
السيارات غير المقننة “س .ح ” وكان اسمها سرقة حلال فكانت منتشرة في ولايات دارفور كلها وتحدثنا مع السيد الرئيس إلى أن أصدر قراراً بتوفيق أوضاعها ومعظمها قادمة من ليبيا عبر تشاد فتم الحصر الأولي ثم التسجيل ثم تحول هذه القوائم إلى الخرطوم للفحص، فالوضع الآن أفضل، وصحيح الآن هناك بعضها دون لوحات، ولكن هي تحت الإجراءات ومعظم العربات الموجودة الآن وآخر فرصة في أيام 17 و18 و19 القادمة وهذه السيارات لا تشكل هاجساً أمنياً الآن.
ــ معسكرات النزوح أحد أوجه المعاناة؟
الآن مرت نحو 17 عاماً على الحرب وبعدها بدأت عمليات الخطة التي وضعناها مع العلم أن المنطقة آمنة مستقرة فالناس وطنت نفسها الآن، ولكن وضعية السكن غير مريحة، وهناك استمارات موزعة داخل المعسكرات لحصرهم لاستخراج قطع سكنية لهم، بالتالي هناك دور كبير في هذا الملف أما الذين نزحوا في العام 2013 معظمهم عادوا خصوصاً هذا العام شهد نجاحًا لموسم الخريف، وهؤلاء واستقروا في مناطقهم والآن المشاكل معدومة في هذه المناطق بعد توفير الخدمات الأساسية.
ــ قوات اليوناميد كثر الحديث حولها هل حسم الأمر؟
اليوناميد هي أصلاً جاءت في ظروف معينة، لكن الآن لا أرى مبرراً لوجودها بعد انتفاء الأسباب التي جاءت بها وحركتهم عادية بالولاية، ولهم طريق ثابت بالذهاب إلى المعسكرات والرجوع منها فهم الآن يطلبون الحماية أحياناً بالرغم من أنهم جاءوا بغرض الحماية، ولكن إلى الآن نتعامل معهم بصورة ممتازة إلى أن يحسم أمرها، وهذا يتم عبر وزارة الخارجية عبر لجنة مشتركة من عدة جهات لتقييم وضعيتها ومن ثم تفصل في الأمر.
ــ المنطقة مشهورة بالتمباك وزراعته وهناك فتوى ظهرت مؤخراً بتحريمه.. كيف ترى ذلك؟
زراعة التمباك في الفاشر أمر طبيعي بالولاية، ولهم أكبر اتحاد بين الاتحادات والتمباك نشاط زراعي واقتصادي تستفيد منه العديد من الجهات وتجارة ناجحة ولا أريد أن أدخل في جدليته، ولكنه موجود ومستخدم ومستثمر فيه، ولا تؤخذ منه الزكاة، ولكن تؤخذ منه الضرائب، فهو مزروع في مساحات كبيرة جداً في مشروعات زراعية ضخمة، وما حدث في النفرة الأخيرة “يقصد تبرع بعض التجار لدعم المؤتمر الوطني” أمر عادي وطبيعي، ولكن إن أراد الناس في المستقبل إبعاده وإن رأوا أنه مضر يجب أن ندرس البدائل له.
ـ تجارة المخدرات من التجارة الرائجة في المنطقة لماذا؟
لا توجد لدينا تجارة رائجة، فمكافحة المخدرات والأجهزة الأخرى تقوم بواجبها في الحدود للحركة العابرة، ولكن لا يوجد إنتاج في المنطقة التي تهرب عبر الحدود، وفي أغلبها الحبوب المخدرة القادمة الى الولاية من دول الجوار .
ـ ما هو أثر رفع العقوبات الأمريكية على الولاية؟
أي انفراج اقتصادي قطعاً له ظلال إيجابية على حياة المواطن والمعروف أن الازمات الاقتصادية تتأثر بها الشرائح الفقيرة، فهي خطوة أعتقد أنها تصب في الاتجاه الصحيح.
ــ إلى أي مدى التزمتم بتنفيذ برنامجكم الانتخابي؟
البرنامج الانتخابي المطروح من قبل السيد الرئيس الآن ينفذ على أرض الواقع من ضمنها الطرق مثل طريق الفاشر كتم وعدد آخر من الطرق اكتملت الدراسة بها وهناك وعود قطرية لتشييد عدد من الطرق ومشروع زيرو عطش .
ــ الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة من أكثر المشاكل بالمنطقة؟
احتكاكات الرعاة والمزارعين صحيح أنها مشكلة متجددة ولكن هذا العام الوضع أفضل من السابق، فالفترة السابقة كانت المساحات بها إغلاق والآن ستفتح كل الطرق والمساحات المخصصة لذلك، فلنا لجان معنية بهذه القضايا والحل الجذري هو توفر مصادر مياه كافية بالنسبة للرعاة، لأن المياه هي السبب فسيتم حسمها بتوفير المياه.
ـ كيف تسير علاقتكم بموسى هلال؟
موسى هلال علاقتنا به في أفضل حال وهو موجود ويعمل في عمل إيجابي خصوصاً مكافحة المخدرات وفي تواصل مستمر معنا وله إسهامات كبيرة في التصالحات القبلية.

Exit mobile version