{ فور إعلان الإدارة الأمريكية رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان (الجمعة) الماضية، فاجأتنا عدد من الجهات والمؤسسات السودانية بأنها ساهمت وربما كانت وراء قرار رفع العقوبات!!
{ من ضمن تلك الجهات جامعة الزعيم الأزهري، فقد طالعت حديثاً صحفياً لمديرة الجامعة بإحدى الصحف قالت فيه إنهم استطاعوا الحصول على منح أمريكية كانت مجمدة لمدة ثلاثين عاماً، وإنهم ساهموا في كسر الحصار الأمريكي!!
{ الغريب أن جامعة الخرطوم لم تساهم في كسر هذا الحصار، لا هي ولا جامعة (المغتربين) القادمين من السعودية والإمارات.. وأمريكا ست العقوبات!!
{ عدد من رياض الأطفال التي نظمت خلال السنوات الماضية برامج ومعارض مؤثرة لتوضيح أثر العقوبات على أطفال السودان، وشهدها مندوبون من السفارة الأمريكية، أيضاً ساهمت في إصدار القرار.
{ يا جماعة.. القصة دي خلاصة تعاون أمني استخباري بين السودان والولايات المتحدة، وخلال الـ(6) أشهر الأخيرة.. فقط، يعني معلومات “بن لادن” ديك الأديناها ليهم زمان.. ما حسبوها لينا، ولا (نيفاشا) حسبوها، ولا (أبوجا)، ولا تمرير الاستفتاء المضروب على تقرير مصير الجنوب، ولا الاعتراف بالانفصال دون ترتيبات وتعويضات مالية وحسم للقضايا العالقة حتى اليوم، ولا اتفاق الدوحة، ولا تسليم المرتدة “مريم يحيى” للفاتيكان عبر صفقة بلا مقابل مع إيطاليا، ولا المشاركة في (عاصفة الحزم)، كل دا.. أمريكا قبلتو مننا (مجاناً).. عملاً بمقولة عراب سياستها الخارجية “هنري كيسنجر”: (أمريكا لا تدفع ثمن ما يهدى إليها)!!
{ طبعاً حكاية زيارات زعماء القبائل ورجال الأعمال لواشنطن دي أصلاً ما مذكورة.. ولا ممكن تكون محسوبة، بدليل المهزلة والمسخرة التي صاحبت تلك الزيارة تحت بصر وربما موافقة أجهزة المخابرات الأمريكية والمباحث الفيدرالية.
{ تعاون في ملف الإرهاب.. الكلام دا قالو الرئيس “أوباما” في مذكرته للكونغرس ما قلتو أنا، وأكد إنو حصل تعاون إيجابي مع السودان في ملف الإرهاب خلال الـ(6) أشهر الماضية، لا قال مجتمع مدني، ولا قال جامعات، ولا أشار لوساطات من دول أخرى.. ولا قال ثمرة جهود من السنين الفاتت.
{ إذن.. الجديد هو ما حدث خلال (الستة أشهر) الماضية وبس، وهذا ما يعرفه الفريق أول “محمد عطا المولى” مدير جهاز المخابرات السودانية، وبالتأكيد يعرفه الرئيس “البشير”.
{ وعليكم الله روقوا المنقة.. وأقعدوا في الواطة.. وما كلو واحد عاوز يعمل لينا (عميل أمريكي) وصاحب “أوباما” وبعرف “ترامب”!!
{ يلا اشتغلوا.. وخلونا من المزاعم الكذابة.. لأنو تاني مافي شماعة اسمها (العقوبات الأمريكية هي السبب).. يلا ورونا (سودانير) ح تشتغل كيف.. عشان تلحق “الإريترية” و”الإثيوبية” ما قلنا ليكم “الإماراتية” ولا “القطرية”.. حكاية الطيارة في “جدة” بايظة وإسبيرات مافي عشان أمريكا.. دي حكاوي خلاص انتهت.. والخطوط البحرية.. والنقل النهري النايم نوم.. والسكة الحديد الاتفككت وبقت شركات بتاعت تجار وعطاءات ملعبة.. السكة الحديد الكانت البتمشي “واو” في الخمسينيات من القرن الماضي.. وفيها (قمرات نوم) هسه ما بتمشي “كوستي”!! والسبب العقوبات!!
{ وتوربينات الكهرباء المعطوبة الجابوها من تركيا قبل شهور وما اشتغلت.. قصتها شنو وليه ما اشتغلت.. والجابها منو؟؟ وكم خسرت الدولة بسبب فتح الباب لمن لا يفهم في الكهرباء لاستجلاب مولدات ضخمة بملايين الدولارات.. والنتيجة فضيحة!!
{ هل دا برضو من أمريكا؟!
{ مافي شماعات تاني.. وقفوا الفساد.. وافتحوا الأبواب للشركات الأجنبية (الما خمج) هي التبني الطرق والكباري وتجيب محطات الكهرباء.. وخلونا من لصوصية شركات وهمية بتاعت “فلان” و”علان” عاوزة تشتغل بدون خبرة ولا معرفة ولا آليات ولا إمكانيات في الطرق.. والكهرباء.. والقمح والدقيق.. وفي صادر اللحوم.. والصمغ وتعدين الذهب.. وقفوا الفساد.. وطوروا البلد.
الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي