بسم الله الرحمن الرحيم
زكريا بكري الرجل الذي تقدم خلال الأيام الماضية بطلب فتوى من مجمع الفقه الإسلامي تجوز له الموت الرحيم لطفله (بكري) البالغ من العمر عاماً ونصف؛ ذلك الرجل وفي حواره يوم أمس بالصحيفة رفض استلام دولار واحد من الحكومة لمُساعدة ابنه ذلك، وحسب قوله إنه ظل يتردد على كل دواوين الحكومة متوسلاً عدداً من المسؤولين بمنازلهم ولكنه لم يجد المساعدة منهم.
وأضاف زكريا أنه يشكر طبيباً سُودانياً مُقيماً بلندن تكفل بعلاج ابنه مدى الحياة، ويشكر أيضاً سفارة المملكة العربية السعودية والتي تقدمت بطلب لتبني الطفل.
كل ذلك يحدث والجهات المعنية لا تحرك ساكناً، والمتفاعلون مع القضية هم مُواطنون سُودانيون وسفارة عربية.
بصراحة لو كنت في موقع المسؤولية لتقدمت من فوري باستقالتي (سبب واحد يخليكم قاعدين مافي) فالوضع برمته يدعو للخجل.. ولكن من الواضح أن الحياء قد نُزع منكم، وأصبحتم تتفرجون على مُعاناة المواطنين وكأنكم بمعزل عن هذا المشهد.. ألا تعلمون أنكم مسؤولون أمام الله عن معاناة ذلك الطفل، وغيره عشرات من الأطفال ومئات من الحالات المشابهة والتي يعجز ذووهم عن توفير جرعة دواء لهم فيفكرون بتجربة الموت كأحد الخيارات.
ثم الرجل جاءكم وطرق أبواب وزاراتكم وأبواب دواوينكم ثم أبواب منازلكم ولم تلتفتوا إليه، بل ربما طلبتم من حُراسكم أن يبعدوهو من أمام مواكبكم وقصوركم مما دعاه ليحزم أمره صوب مجمع الفقه في انتظار فتوى لجواز موت رحيم لابنه.
فلماذا تسارعتم الآن تبحثون عن علاج للطفل، هل شعرتم بالمسؤولية، هل استيقظ ضميركم للتو، أم هل خفتم من شيل الحال حين تتبناه سفارات عربية..؟
على كل، الطفل له رب يرعاه لم يبخل عليه ولم ينساه وأرسل له من ينقذ حياته ويتكفل بعلاجه مدى الحياة، الدور والباقي عليكم أنتم، اذهبوا الى دار المايقوما واسألوا عن الأسر التي سلمت أطفالها للدار لأنها لا تستطيع إطعامهم وإيواءهم.. ابحثوا عنهم وجدوهم.. “الجفلن خلهن اقرعوا الواقفات”.
خارج السور:
هل تنتظر الحكومة (بوعزيزي) جديد ليحرق نفسه وسط السوق وهو يُطالب بحياة كريمة.. ربما..؟
سهير عبد الرحيم
صحيفة الإنتباهة