الشعبي والحكومة

٭ أكتب هذه الزاوية والساعة قاربت من العاشرة مساء أمس، ولم ينفض اجتماع الهيئة القيادية للمؤتمر الشعبي، والذي سيناقش مشاركة الحزب في الحكومة المقبلة من عدمها بجانب موضوعات أخرى.
٭ ومن المعلومات التي رشحت من داخل الاجتماع هي الاتفاق على قيام المؤتمر العام للحزب في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ويلاحظ من الموعد المضروب أنه قريب جداً مايعني أن له علاقة بتشكيل الحكومة المقبلة.
٭ أعتقد ان الشعبي سيرتكب خطأً فادحاً وسيدفع ثمنه باهظاً حال استبق الموافقة على المشاركة في الحكومة قبل عقد مؤتمرة العام، وذلك لسبب بسيط وهو أن كوادر وسيطة لا تزال حانقة وغاضبة تسيطر عليها مرارات المفاصلة وسنوات السجون والتشريد.
٭ وهذه المجموعات مؤثرة وبشكل كبير، في الحزب وقيادته، وبعضها بالخارج مثل صديق ممد عثمان المقيم بلندن وبعضها في حركة العدل والمساواة وبالتالي الأفضل إرجاء القرار سواء بالمشاركة من عدمه الى حين انعقاد المؤتمر العام.

٭ واحدة من حسنات قيام المؤتمر العام للشعبي انه فرصة كي يخرج الغاضبون بالحزب الهواء الساخن الذي يعتمل في صدورهم طيلة السنوات الماضية ، وكان لوجود الشيخ حسن الترابي دور كبير في ضبطهم وتنفيسهم.
٭ الآن فقد الترابي في حد ذاته ، واحدة من المآسي التي تجعل قلوب الشعبيين تنفطر وتقطر دماً، وبالتالي المؤتمر العام سانحة لتطييب الخواطر وتهدئة النفوس.

٭ الشعبي سيشهد مفاصلة جديدة لو قرر المشاركة قبل قيام مؤتمره العام، خاصة وأن أمينه العام الشيخ السنوسي نفسه مكلفاً ولا يتمتع بالشرعية الكاملة التي تجعله يصدر قراراً خطيراً مثل المشاركة في السلطة.
٭ قد لا يستوعب كثيرون مسألة المشاركة دون الرجوع للقواعد، ويكونوا يعتقدون أن الشعبي مثل الحزب الاتحادي يشارك في الحكومة أو ينفض يده منها بتلفون من لندن أو القاهرة – محل إقامه زعيمه الميرغني.
٭ الشعبي حزب كبي ، وكان يتزعمه رجل كبير، وبالتالي تمر القرارات خاصة المهمة والمصيرية بقبول رأي الجماعة .. موعد المؤتمر العام القريب تأكيد على أن الحكومة الجديدة ستكون منتصف فبراير.

٭ والموعد القريب يعني أن الشعبي سيشارك ولكن تريد قياداته أن ياتي القرار من القاعدة .. وبذلك يكون قدم درساً في الحوار الداخلي وأرسي أدب الاحتكام إلى القواعد، ودلل على وعيه بمجريات المشهد السياسي.
٭ الشعبي بات فاعلاً في الساحة السياسية وبشكل كبير رغم تخوفات الكثيرين جداً على مستقبله عقب رحيل زعيمه حسن الترابي .. وهاهو اليوم يقدم درساً في الشورى يكاد يكون المؤتمر الوطني نفسه يفتقدها.
٭ ولكن هذا رهين بتاجيل إعلان المشاركة إلى المؤتمر العامـ رغم أن كل الشواهد تقول أن الشعبي سيشارك من خلال التقارب الكبير الذي تم مع الوطني في الفترة الماضية على الأقل منذ رحيل الترابي.
٭ ومهما يكن من أمر فإن موعد تشكيل الحكومة قد اقترب ونأمل أن يشارك الشعبي ولكن بحصة تليق به وبتاريخه في قيام الإنقاذ.

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version