صدق أو لا تصدق أن حالة الغضب المصحوب بالتشاؤم والمشاعر السلبية، ترتبط بالتركيز والنجاح والدقة، على الرغم من أن الغضب عبارة عن رد فعل لإحباطنا وشعورنا بالخذلان بعد أن كنا متفائلين بأمر ما. وعلى الرغم من أن الدلائل تشير إلى أن السعادة، فى كثير من الأحيان، تجعلنا أكثر نجاحا من خلال تعزيز الطاقة والإبداع، يمكن أن تأتى بنتائج عكسية، لكن حين تم إجراء تجارب علمية على البعض وهم يعملون باسترخاء ويسمعون موسيقى، تم التوصل إلى أن دقة المتشائمين فى العمل بلغت نحو 30% أكثر من المتفائلين، بسبب ما يسمى «الأسلوب الدفاعى للمتشائمين».
فنحن غالبا ما نشعر بالغضب لأننا كنا نضع آمال كبيرة حول موضوع ما، لكن الأمور تنحرف عن هذا الطريق المتفائل، ومن ذلك على سبيل المثال، أن تأمل بعلاقة طويلة وسليمة مع الشخص الذى ترتبط به، فتشعر بالإحباط والغضب حينما يقرر شريكك أن ينفصل، أو ربما كنت متفائلا بشأن قضاء بعض الوقت مع صديق، ثم تغضب حين يكون ذلك الصديق مشغولا دائما. إذا كنت ترغب فى معرفة كيفية ترك الغضب، وهذا أمر لا بد منه، فهذا ما سنخبرك به خلال السطور القليلة المقبلة.
يجب أن ترسخ فى ذهنك أن الحياة المريحة والمثيرة ليست دائمة وأنك لست ذلك الشخص غير القابل للانهزام، فالغضب نتيجة لهزيمة توقعاتنا، لذلك من أجل نضج سوى، نحن بحاجة لتقليل التفاؤل بشأن كيفية أمور الحياة، التشاؤم هو علاج للغضب.
هذا يسير جنباً إلى جنب مع القول المأثور القديم، «نتوقع الأسوأ ولكن نأمل فى الأفضل»، فقد يكون التشاؤم له سمعة سيئة، لكنه فى الواقع يخدم غرض الحياة الهادئة.
وإذا كنت ترغب فى تحقيق هدف كبير، فتقول الحكمة التقليدية «فكر بإيجابية». تخيل نفسك تقدم عرضا مثاليا، وتستقبل الآراء الإيجابية من الجمهور، أو تصور نفسك فى مقابلة عمل مثالية، على الرغم من أن هذه الاستراتيجيات التقليدية مقنعة، اتضح أنها غالبا ما تأتى بنتائج عكسية، الكثير منا أكثر نجاحا عندما نركز على الأسباب وراء الفشل.
لا تقلق.. كن «منحوس»
عندما يكون الشخص قلقا، فى الغالب ننصحه بتشتيت نفسه، مرة أخرى، فهذه استراتيجية تقليدية لا تؤتى ثمارها. وفى تجربة تم تعريض مجموعتين للاستبيان عن مهاراتهم العامة، ثم بعد ذلك خضعوا لاختبار يتضمن عمليات حسابية، كانت نتائج المتفائلين الذين توقعوا نتائج الاختبار أقل من نتائج المتشائمين الذين تم تشتيتهم بمهمة أخرى.
التشجيع يحبط
نحن نعتقد أنها فكرة جيدة أن نشجع الناس، لكن هذا أيضا معتقد خاطئ، ففى تجربة واحدة، أكمل الناس مهمة رسم تتطلب التركيز والدقة، ولكن قبل المهمة تعرض نصف المجموعة لتذكيرهم بدرجاتهم فى الكلية، وقيل لهم، إنه بالنظر لما حققوه سابقا يمكنهم أن يجتازوا اختبار الرسم ببراعة، إلا أن كلمات التشجيع عززت قليلا أداء المتفائلين إلى 14٪ أفضل، فى المقابل، عندما تم تشجيع المجموعة ذات الأسلوب الدفاعى التشاؤمى، سجلوا 29٪ وهى نسبة أعلى.
المصري اليوم