يتخذ سوق الصاغة المعروف شعبيا بـ (زقاق الذهب) موقعاً مميزاً في سوق أم درمان الكبير أحد أهم وأعرق أسواق السودان، اليوم ننقلكم إلى ذلك السوق، لا من أجل البيع أو الشراء، ولكن أجل نقل نبض هذا السوق وحرفة تلميع وتصنيع الذهب، ليختال لامعاً في أيادي وأنامل وجيد الحسان من سيدات وفتيات السودان، ونقترب أكثر من فن التسوق والأسماء التي تطلع على التشكيلات المتعددة من الحلي الذهبية المصنوعة والمنقوشة بجماليات وعقب مدينة أم درمان التاريخية.
وحرفة صياغة الذهب والفضة ظلت محصورة حتى وقت قريب على أسر محدودة عرفت بنشاطها في مجال تجهيز المجوهرات، حيث شكلوا أفخم ما شغلته أيديهم في ورشهم الموجودة بالسوق، فالذهب لا يزال يحافظ على قيمته الثمينة مهما تذبذب الأسعار أو تغيرت، فهو أحد أساليب حفظ المال وأغلى أنواع الزينة النسائية، ويقاس به مقدار الأشياء في فترة سالفة، كما أنه يعد مورداً مهماً لثروات العديد من دول العالم.
لكسب أكبر ربح وترويج تلك السعلة الثمينة كان لابد للتجار أن يبتكروا لهم أسماء لافتة، فكان هذا هو مضمون التقرير التالي:
فن وتسويق
في مدخل شارع الصاغة الذي ورثه الأبناء أباً عن جد محافظين على سر التاريخ الذي ميز هذه المدينة، تحدث لـ (اليوم التالي) فضل الله حسن تبيدي (صائغ) وطأت قدمه السوق منذ الثمانينيات، قائلًا: أسماء التشكيلات المصنعة اختلطت مع المشغولات التي ظهرت حديثاً مثل (دكتور فريد، الأساور الهبهانة، حلق وعقد دقن الخميني، كرسي جابر)، مشيراً إلى أسماء ظلت محافظة على شاكلة (الشف، النقارة، الكردان، المحمودية الزمة والسوميت)، بالإضافة إلى (الذمام القشة) الذي أصبح الأكثر طلبا في وقت كان محصورا على قبيلة معينة. وأضاف: تلك الأسماء تطلق من أجل التسويق فقط، بجانب هذا فإن البعض لو تفهم أن الذهب بمختلف أنواعه – بحريني أو تركي أو سنغافوري- فهو عيار (21) ذو سعر ثابت لا يتأثر بالأسماء التي لا تعدو عن كونها أسلوباً فنياً لتسويق هذه المشغولات. وزاد: بعض التجار يلجأون للأسف لاستغلال جهل البعض بالذهب، فيضعون أسعاراً غير معقولة، فعلى المشتري أن يكون ملما بأنواع الذهب دون تحديد جنسيته.
أسماء من ذهب
من جانبه، يقول إبراهيم الضي (صائغ) لـ (اليوم التالي): تاريخياً ضم سوق الذهب أسماء لامعة من التجار توفي أغلبهم مثل (عمر عوض الكريم رمزي) وهو من أشهر التجار، وقتها كان يوزن الذهب بالكيلو بجانب إدريس موسى وحسن إسماعيل وعلي عيسى همزة الخضر. وأشار إلى أن الدكاكين برغم قلتها في السابق إلا أنها تُفصل (بنفاجات) وتوجد بها بنابر وعناقريب لإكرام الزبائن، كما أن (السندالة) كانت توضع أمام الزبون لتشكيل الذهب يدويا، مؤكداً أن عمليات طلاء الذهب في السابق كانت كلها يدوية قبل غزو الذهب الصيني السوق.
الذهب الصيني
أما عادل المعتز (تاجر) فقال لـ (اليوم التالي): هناك أسماء جديدة أطلقت على الذهب الصيني أو ذهب (احفظ مالك) ذو الضمان. وأشار إلى أن من بين تلك الأسماء (الجوارح وندى القلعة)، مشيرا إلى وجود الأسماء التاريخية كــ (عين المها وخاتم الجنيه)، مبيناً أن هناك أسماء تتماشى مع بعض السيارات مثل الهمر.
أم درمان – درية منير
صحيفة اليوم التالي