الشعب السودانى أكثر الشعوب ضياعا للوقت

الوقت بإختصار هو المدة الزمنية التى تنجز فيها عملا ما . فالحياة التى نعيشها محددة بأجل مكتوب عند الله سبحانه وتعالى ومنذ ولادة الإنسان تحسب له الفترة الزمنية التى يعيشها فى الدنيا الى أن يقضى أجله ومطلوب منه العبادة والعمل بها ، لهذا يجب علينا الإستفادة من أوقاتنا وعدم تضيع الوقت وكما قيل ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) . تنظيم الوقت مهم جدا وخاصه مع زحمة وكثرة مشاغل الحياة التى نعيشها الآن . أكثر شعوب العالم إستفادوا من الوقت سوى فى العبادة ( بحلقات القرآن وتدريس كتب الأحاديث والمتون والسيرة العطرة والعلوم النافعة ) أو فى وسائل الحياة الأخرى مثل ( التعليم والأبحاث و الصناعات والزراعة ) .
الوقت عند أغلب الشعوب العربية ليس ذو قيمة وأهميه لهذا مازالوا مستوردين ومستهلكين وخاصة البعض من الشعب السودانى الذى يضيع أغلب وقته فى إنهاء معاملة حكومية أو فى إنتظار المواصلات أو فى شرب الشاى والقهوة أمام البائعات أو النقاش السياسى أو الجلوس مع ممارضي المرضى بالمستشفيات أو فى المناسبات وغيرها . لماذا لم نهتم بالوقت ونصبح شعوب منتجة ومصدرة ومتطورة علميا . إذا تم إستغلال الوقت إستغلالا صحيحا لما كسرنا حاجز عدم توفر الإمكانيات ولتعلمنا الكثير من العلوم التى تنفعنا وأستفدنا من التكنولوجيا التى بين أيدينا اليوم .
إستفاد العالم من التكنولوجيا الحديثة لتوفير الوقت والمال والجهد والإستهلاك وذلك بربط أكثر المعاملات بالحاسب الآلى وسرعة إنجازها ووفر ذلك قدرا من الوقت وقلل من الزحام و من صفوف الإنتظار ومن زيادة عدد الموظفين والتسيب الوظيفى والفساد مما إنعكس ماديا ومعنويا على المواطن والحكومة . أصبحت أكثر المعاملات تنجزها فى دقائق وأنت خلف لوحة المفاتيح لجهازك أين ما كنت . لكن الشعب السودانى إعتاد على ضياع الوقت وعدم إهتمامه بالوقت ومازال ينتظر المواصلات على الشارع صباحا ومساءا ومازال يقف فى الصفوف بالدوائر الحكومية وأحيانا الموظف لم يحضر أويتأخر بحجة المواصلات أو ينشغل فى هاتفه أو فى وجبة الفطور التى حان وقتها قبل بداية العمل أو خرج مبكرا بحجة المواصلات أو تقديم عزاء أو حضور مناسبة .
فى ظل التطور التقنى الحديث والإهتمام الذى تقوم به وزارة الإتصالات فى توفير التقنية الحديثة وربطنا بالعالم الخارج نناشد مقام وزارة الإتصالات والجوازات والمالية والعاملين بالخارج لتفعيل معاملات المغتربين عن طريق الحاسب الآلى وذلك بدأ من تسديد الرسوم حتى إنهاء المعاملة من غير الحضور والإنتظار فى صفوف وخاصة تجديد الجوازات و تأشيرة الخروج للمواطن بعد إنتهاء إجازته وأن يتم التحصيل فى البنوك سوى داخليا أم خارجيا وأن يستفاد من خبرة دول المهجر فى ذلك وخاصة دول الخليج التى قطعت شوطا كبيرا فى ذلك . حيث يتم إستخراج تأشيرة الخروج والعودة من غير أن تكلف نفسك سوى دقائق معدودة وأنت فى عملك أو بيتك وكذلك تجديد رخصة القيادة والعربة وتسديد فواتير الخدمات والرسوم وتحويل الأموال من غير أن تكلف نفسك وتراجع البنك .
لنبدأ التجربة بخدمات المغتربين ونوفر من زمنهم ومن تكدس الموظفين بتلك الإدارات الحكومية وتقليل صفوف الإنتظار والرشوة والواسطة وإنتشار مكاتب الخدمات التى إستفادت من ضياع الزمن لتكسب عبره أمولا والتقليل من الصفوف بالسفارات الخارجية التى أصبحت غير حضارية أمام السفارات الأخرى ثم تعمم التجربة فى كثير من المرافق الخدمية الحكومية .
التطور اللأكترونى اصبح اليوم مهم جدا فى توفير الوقت والسرعة والدقة حيث تنظم به حركة المطارات والطائرات وحركة المرور والتعليم وإجراء العمليات البنكية والخدمية وتوفير المعلومات بكل سهولة وتنشيط الحركة التجارية والمراسلات ومعرفة الثقافات الأخرى وتكوين العلاقات والصداقات . ونناشد وزارة التجارة والمالية والإتصالات كذلك بالتعاقد مع الصين لشراء خمسة مليون جهاز حاسب ألى هذا العام بسعر رمزى ليتم توزيعة فى الوزارات الحكومية والمدارس والمستشفايات ويباع للمواطنين بأقساط كمرحلة أولى ويتم التوسع فى الشبكة وربطها داخليا وخارجيا لنتجه للعلم والإنتاج وتوفير الوقت بدل تلك الصفوف فى إنتظار الموظف للإنهاء إجراءات معاملة بالطريقة التقليدية من تصوير و تصديق وختم وشباك تسديد والإنتظار للإستلام المعاملة ونقلل من الواسطة والرشوة وأهم من ذلك الإستفادة من الوقت وتوفير المال والجهد . لماذا لا نصبح أكثر الشعوب إستفادة من الوقت ؟

عمر الشريف

Exit mobile version