باحثة تكشف “أسرارا جديدة” عن شيكسبير

ليس من ريب أن وليم شكسبير هو أعظم كاتب مسرحي في تاريخ اللغة الإنجليزية وهو الرجل الذي ساعد في التحول إلى اللغة الحديثة وأثره باق إلى اليوم.

ولكن بعد أربعة قرون على وفاته، لا تزال حياته مكفنة بالغموض والأسرار، فالرجل وعلى مرّ السنين كان مثار جدل من قبل الباحثين الذين وصل بعضهم إلى حد الطعن في وجوده من الأساس والتشكيك في أعماله.

رغم كل ذلك، أعلنت أكاديمية تعمل في مكتبة واشنطن العاصمة وتوصف بأنها “شيرلوك هولمز عالم المحفوظات”، أن لديها كل الأسرار والقصة الكاملة عن وليم شكسبير.
من هي وولف؟

تعتبر هيثر وولف واحدة من أبرز الخبراء في العالم في مجال المخطوطات الإنجليزية الحديثة، وهي أمينة المخطوطات والمحفوظات في مكتبة فولجر شكسبير في واشنطن. وتقول إنها أماطت اللثام عن السر الخفي وراء ذلك الشاعر والكاتب الملحمي، مشيرة بحسب “ديليل ميل” أنها في بحثها من خلال منحة دراسية بنت الحجج القوية التي استندت على أدلة وثائقية في المقام الأول”.

وتشير إلى أنها من خلال العمل على موقع وثائقي ضخم لشكسبير على الإنترنت، كانت محظوظة بالاطلاع والدراسة والفرز لمئات من المخطوطات والأعمال المطبوعة المتعلقة بشكسبير وأسرته وأعماله.

عن شكسبير

من المعروف أن وليام شكسبير ولد في 26 أبريل 1564، وأنه توفي في تاريخ عيد ميلاده بعد أن عاش 52 عاما. وهو قد ولد في ستراتفورد أبون آفون، من والدين من الطبقة المتوسطة، وهو الطفل الثالث بين ثمانية من الأبناء، وأبواه هما جون وماري شكسبير.

وعلى مدى 30 سنة فقد أنتج 37 عملا مسرحيا وما لا يحصى من القصائد وغيرها من الأعمال، التي جعلته واحدا من أشهر كتاب المسرح في العالم على مدى خمسة قرون إلى الآن.

وتقول الدكتورة وولف إن المئات من الأدلة التي توفرت لها لا تترك أي شك على الاطلاق في نسبة هذه الأعمال في تأليفها إلى شكسبير نفسه، الرجل الذي ارتبط اسمه بستراتفورد وليس شخص آخر.
الرجل العسكري.. النبيل

وفي بحثها بالأرشيف البريطاني، كشفت وولف عن أدلة جديدة غير مكتشفة من قبل مثل السجل العسكري لشكسبير الذي يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، ويلقي الضوء على مساحة جديدة من حياته ككاتب ونبيل لم تكن معروفة من قبل.

وتقول وولف: “هذه الأدلة الحديثة تجعلنا نقترب أكثر من صورة الرجل الحقيقية”. وتوضح: “كما أنها تظهر أن شكسبير كان يقوم على بناء نفسه وسمعته بطريقة قصدية للغاية وكان يعي خطواته”.

وفي حديثه عن أهمية هذه الاكتشافات لصحيفة نيويورك تايمز، قال الباحث والأستاذ في جامعة كولومبيا جيمس شابيرو: “لقد كان جليا دائما أن شكسبير ابن ستراتفورد وشكسبير المسرحي، كانا شخصا واحدا”.
لكنه عقب: “لكن بالإمساك بهذه الوثائق الجديدة التي اكتشفتها الدكتورة هيثر وولف، فإن هذا هي الرصاصة القاتلة – الدليل الدامغ”.
معرض لوثائق شكسبير على الإنترنت

تعمل الدكتورة وولف على إنشاء معرض على الانترنت لشكسبير يقوم على عرض الحقائق موثقة، من خلال مستودع ضخم من الصور والتوصيفات والتدوينات والنصوص المطبوعة، وغيرها من الأمور التي تشير أو تلمح إلى شكسبير وأعماله وعائلته وحياته عامة.

وفي يناير من عام 2015، عندما كانت وولف تستعد لتنظيم معرض وثائقي عن شكسبير في مكتبة فولجر شكسبير في واشنطن بعنوان “الحياة الأيقونة”، عثرت على رسومات لميداليات وشعارات عسكرية ترتبط بشكسبير، وهو الجانب الذي أغفل عن سيرته من قبل.

وكانت هذه الرسومات المعاد اكتشاف بعضها جزءا من المخطوط الأصلي الذي يعود إلى عام 1599 ويتضمن العديد من الميداليات والوشاحات العسكرية، ولكن الرسم أزيل من النسخة الأصلية سنة 1933 في وحدة التخزين.
أدلة أخرى

وتأكد الأمر بشكل أوضح بعد أن زارت وولف كلية الأسلحة ومكتبة بودلي في أكسفورد والمكتبة البريطانية في أبريل / نيسان عام 2016، حيث اكتشفت المزيد من الأدلة على التميز في حياة شكسبير، حيث وجدت 12 شعارا إضافيا غير معروفة سابقا لسجل الرجل الاجتماعي والعسكري.

وقالت: “هذه الاكتشافات خلال العام الماضي من خلال سلسلة من المخطوطات العائدة للقرن الـ 17 تشير إلى ارتباط هذه الآثار ذات الصفة العسكرية، بشكسبير الكاتب وليس أي فرد آخر من عائلته بالتحديد والده، حيث كان البعض قد نسبها له.. وهي تدل على شخصيته كرجل عاش حياة نبيل مرفّه”.

ومعروف أن الأوسمة العسكرية في ذلك الوقت تدل على الرفعة في الطبقة والوسط الاجتماعي.

العربية نت

Exit mobile version