قناة أم درمان .. (يا دمعة الشوق كبي)

* كلما تأملت في قناة أم درمان الفضائية وهي ترنو بعيون حزينة لرؤية أخواتها من القنوات وهن يحتفلن بعرس الإستقلال دون أن تجد فرصة للمشاركة ولو بكلمة عابرة، يناتبني ألم كبير وأنا أتأمل فيها وجه عروس غادرها عريسها في الليلة الأولى، لقد كنا أنا والزملاء من الشعراء مختار دفع الله، عبد الوهاب هلاوي والتيجاني حاج موسى ضيوفاً دائمين على هذه القناة لنشرب مع مشاهديها شرباتا من الفرح المصفى كل عيد، إلا أنها نسيت أن تدعونا هذه المرة لأسباب لا أعلمها، مما جعلني أسأل الله تعالى أن يعيد البسمة لعذراء السحب البيضاء، وإلى أن يكتمل للأمنية هلالها، (يا دمعة الشوق كبي).
* أكد لي الأخ سيد هارون وزير الدولة بالثقافة أثناء حوار دار بيننا حول الموت الجماعي للأغنية الجميلة والتي وجدت نفسها فجأة تبيع أجمل ما فيها من المعاني الجمالية لعدد من المشترين من سدنة الغناء الهابط، دون أن تجد هذه الجميلة من يدافع عن كرامتها وهي ترسل صوت استغاثة علها تجد من ينتشلها من الأوحال، قال لي الأخ الوزير إن على الشعراء المؤمنين بالجمال سفيراً على الأرض أن يعملوا على مقاومة الأغاني عارية المعاني بالأغنيات المؤسسة على فضيلة الجمال، وبذلك نضمن للبساتين النضيرة خلاصاً من أمطار سوداء.

* كان الشاعر حسن الزبير نحيلا كأنه آهة ، كان صوّاماً قوّاماً عليه لمحة من إشراق كأنه شمعة في معبد، ما أقيم حفل عرس إلا وكان أول المهنئين، وما أقيم سرداق عزاء إلا وكان أول المعزين، يكتب الكلمة الغنائية بطريقة فيها من الشفافية ما يجعلك تشعر كأنك أمام بستان يتكلم، في رأيي أن أغنيته التي غناها الفنان الراحل خوجلي عثمان تعد من أعظم الأغنيات التي عرفها تاريخ الأغنية السودانية، وقد قال عنه الشاعر محمد بشير عتيق إنه يكتب الشعر بالبساطة التي يتناول بها برتقالة من حدائق شمبات.

* أطلقت مؤسسة أوروبية حملة بلغت تكلفتها آلاف الدولارات بهدف نشر المحبة والسلام بين المواطنين تحت عنوان (كن مبتسماً)، يبدو أن هذه المؤسسة قد اكتشفت أن الابتسامة برغم رقتها قادرة على تحويل حدة الخنجر إلى بسمة من طفلة، ترى ماذا لو تعاملنا بهذه الابتسامة الطفلة الوسيمة، أعتقد حينها أن دخان البنادق المعبأة بالغدر لن يتردد في أن يكون لعزة عطراً تتعطر به للسودان كل مساء.
* كان للأديب الكبير توفيق الحكيم ابناً مغرماً بالعزف على الجيتار، إلا أن عزفه كان رديئاً، مما جعل الحكيم ينصحه بالبعد عن هذا الجيتار لأن في ذلك استمرار لعذابه، ويقال أن أحد اصدقاء الحكيم شاهده يتجول ليلاً فسأله عن ذلك؟ فأجابه: هل تعلم أن في بيتي جيتاراً لو استمع إليه النيل لحمل أمواجه على كتفيه مهاجراً.

هدية البستان
أجيك أنا غيمة راشة وللا أجيك فراشة
ريدتك قلبي عاشا .. آهة وإرتعاشة
تعال خلينا نفرح .. بكرة الدنيا ماشة

لو.أن – اسحاق الحلنقي
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version