قرية سعودية تاريخها عريق وأرضها مليئة بالذهب والمياه الكبريتية، ومع ذلك فهي خاوية من السكان منذ نحو نصف قرن، بعد أن هجرها أهلها بسبب أساطير وقصص تزعم انتشار الجن بها.
تقع قرية كاف بشمال مدينة القريات في شمالي السعودية، وتعتبر إحدى القرى الأثرية القديمة بالمنطقة، وتتألف من بيوت طينية متلاصقة، تنتشر فيها مزارع النخيل، ويتوسطها مسجد قديم مبني من الحجارة.
وتضم أيضاً مدرسة مبنية من الحجارة أيضاً بالطراز المعماري الإسلامي القديم، وتوجد في القرية منطقة سبخة، إضافة إلى العديد من العيون الكبريتية الجارية، التي تستخدم في ري مزارع النخيل.
وبها قصر “كاف” التاريخي، الذي بناه الشيخ نواف بن النوري بن هزاع الشعلان شيخ قبيلة الرولة عام 1338هـ 1919، وكان يحكم المنطقة ويتخذ من هذا القصر مقراً لحكمه في ذلك الوقت.
نزوح أهالي القرية
alqryh
وفي الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري (ستينات القرن العشرين) رحل أهالي قرية كاف إلى النبك.
وقيل إن السبب هو انتشار قصص الجن في القرية، فأصبح قصر كاف مقراً لخفر الطرق في المنطقة، واستمر كذلك حتى مطلع القرن الخامس عشر الهجري عندما هُجر ذلك القصر أيضاً، وكاد أن يصبح خراباً، إلى أن قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعادة ترميمه ووضع سياج حديدي حوله، من أجل المحافظة عليه ليكون شاهداً تاريخياً ومعلماً أثرياً للمنطقة وأهلها.
سبب الهجرة الحقيقي
alqryh
إلا أن الباحث التاريخي المهتم بقرية كاف، سليم الحريص، يرى أن هجرة السكان من القرية بسبب ضيق مصادر العيش.
وأوضح الحريص في حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن الجن موجود في كل مكان في قرية كاف وغيرها، ويقول: “أما القصص والروايات التي يزعمها البعض في القرية، فهذا محض افتراء ممن أراد الإساءة للقرية وأهلها”.
مَن أطلق هذه الشائعات؟
واعتبر أن الهدف من إشاعة قصص الجن هو إلغاء مهرجان صيف القريات، الذي تحتضنه مدينة القريات التي تتبعها القرية، مطالباً من يدعي ويختلق قصص الجن أن يقدم الأدلة.
كما نفى شيخ القصر الشرقي في قرية كاف، أنور الصايل، حدوث قصص الجن في المنطقة.
ويقول في حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي”، “قصص الجن مجرد إشاعات ولا يوجد لها أي أساس من الصحة، ونقوم بزيارة كاف دائماً ليلاً ونهاراً من واقع مسؤوليتنا الاجتماعية، وكشيخ للقصر الشرقي بقرية كاف لم نلاحظ أي شيء من تلك الشائعات”.
التداوي من مياه القرية
وأوضح الصايل أنه يوجد في القرية منطقة سبخة، إضافة إلى العديد من العيون الكبريتية الجارية التي تستخدم في ري مزارع النخيل، ويرتادها الكثير من الزوار للعلاج بالمياه الكبريتية من الأمراض الجلدية، وقد تم اختيار الموقع سياحياً لأهميته التراثية والعلاجية وتكامله السياحي مع مواقع سياحية مجاورة، مثل قصر كاف وقلعة الصعيدي.
كما تحوي قرية كاف العديد من الآثار القيمة والذهب الخالص، إذ إنه في 5 أبريل/نيسان 2014 ضبط جمرك العمري الأردني كميات من الذهب والجنيهات وتماثيل من الذهب الخالص مع رجل من الجنسية التركية، قيل إنه هرَّبها من القريات في السعودية، حيث استخرج الذهب من القرية.
التأكيد على وجود الجن
وتداول نشطاء الشبكات الاجتماعية عدداً من التعليقات ومقاطع الفيديو، مؤكدين أن قرية كاف مسكونة من الجن، وَمِمَّا عزز هذا الكلام نشر الدفاع المدني في 3 سبتمبر/أيلول 2016م عبر حسابه في تويتر خبراً عن إخراجه لشخص متوفى كان محتجزاً تحت صخرة بالقرب من قرية كاف.
هافينغتون بوست