جبرت التغريدات التي يبثها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) العديد من القادة السياسيين والصناعيين على الإذعان لإرادته بعد أن كانت مصدر سخريتهم، وفق ما ذكرته صحيفة بريطانية.
ومع اقتراب حفل تنصيبه رسميا في العشرين من الشهر الجاري، تحولت تلك التغريدات إلى أداة فعالة تتيح للرئيس المنتخب تغيير السياسات وتنشيط الأسواق.
وأوضحت صحيفة صنداي تايمز أن استخدام ترمب -الذي وصفته بالغزير لحسابه على تويتر الذي يحظى بنحو 19 مليون متابع- بدأ يحدث تحولا في المشهد السياسي الأميركي؛ مما أشاع الخوف في قلوب من يستهدفهم بتغريداته.
وفي الأسبوع الماضي، قال سكرتير البيت الأبيض المقبل شين سبايسر إن ترمب سيواصل التغريد من المكتب البيضاوي بعد توليه منصبه رسميا. وإلى جانب الشفرات النووية، سيرث ترمب من سلفه حسابي تويتر الرسميين الخاصين بالرئيس والبيت الأبيض، ولكل منهما 13 مليون متابع.
وأضاف سبايسر “للعلم فإن بإمكان (ترمب) الدفع برسالة والتأثير على الناس بطريقة لم تحدث من قبل”.
ورغم التكهنات التي انتشرت إبان الحملات الانتخابية بأن بعض التغريدات يكتبها معاونوه وليس ترمب نفسه، فإن سبايسر يؤكد أنها من تأليف الرئيس المنتخب نفسه.
“وعكس أوباما الذي أرسل 340 تغريدة على موقعه الرئاسي على تويتر، تجاوز ما أرسله ترمب 34200 تغريدة عبر حسابه الشخصي. ويعترف خصوم الرجل الذي قلما يستخدم بريده الإلكتروني بأنه بات أحد الذين يجيدون التعامل مع وسائل الاتصال الجماهيري في القرن الـ21”
ولعل استخدام ترمب لتويتر متجاوزا وسائل الإعلام والتوجه مباشرة إلى أنصاره كان أحد الأسرار وراء فوزه بالانتخابات التي جرت في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وما برح منذ ذلك الحين يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كأداة ذات تأثير “مدمر” أحيانا، على حد تعبير الصحيفة البريطانية.
وهدد ترمب الخميس الماضي أكبر شركات صناعة السيارات اليابانية تويوتا موتور، التي كشفت عن خطتها لبناء مصنع في المكسيك، بأنها إن لم تقم بتشييد مصنع في الولايات المتحدة فسوف تضطر لدفع ضريبة حدود ضخمة.
وسبق للرئيس المنتخب أن هدد شركة “كاريير” لصناعة أجهزة التكييف، لأنها كشفت عن نيتها نقل إنتاجها إلى المكسيك، مما دفعها للتراجع عن خطتها مفضلة البقاء في الولايات المتحدة.
وألغت شركة فورد مشروعها لبناء مصنع سيارات في المكسيك، وأعلنت أنها ستستثمر بدلا من ذلك سبعمئة مليون دولار في ولاية ميشيغان.
وانتقد ترمب الأسبوع الماضي عملاق الصناعات الجوية “لوكهيد” لإنفاقها مبالغ طائلة على برنامج طائرات إف-35، وشركة بوينغ للنفقات التي تجاوزت الحدود لصناعة طائرة للرئيس، الأمر الذي أرغم الرئيسين التنفيذيين للشركتين على زيارة ترمب في عزبته بولاية فلوريدا وتناول الطعام معه.
ووجه ترمب نيران تغريداته نحو الأفراد أيضا، مثل تلك التي استهدف بها الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ورغم ذلك، أعلن كلينتون بعدها أنه هو وزوجته هيلاري سيسافران إلى واشنطن لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد.
وعلى العكس من أوباما الذي أرسل 340 تغريدة على موقعه الرئاسي على تويتر، تجاوز ما أرسله ترمب 34200 تغريدة عبر حسابه الشخصي.
ويعترف خصوم الرجل الذي قلما يستخدم بريده الإلكتروني بأنه بات أحد الذين يجيدون التعامل مع وسائل الاتصال الجماهيري في القرن الـ21.
الجزيرة نت