أحدث انضمام عدد من قيادات وكوادر حزب الأمة الفيدرالي، للمؤتمر الوطني، أزمة مبطنة بين الحزبين، وصفها بارزون في الحزب بأنها طعنة في الظهر. في هذه المساحة استنطقنا نائب الأمين العام للحزب د. عمر سليمان، ورئيس المجموعة الملتحقة بالوطني آدم هري بوش، لتجلية الحقائق حول دوافع الانضمام، وموقف الفيدرالي مما جرى.
نائب الأمين العام لحزب الأمة الفيدرالي عمر سليمان:
الوطني يسعى لإضعاف الأحزاب الأخرى
جماهير حزبنا في ولاية شمال دارفور أكبر من قواعد المؤتمر الوطني
ـ ما سبب إعفاء آدم هري من رئاسة الحزب بشمال دارفور؟
الاعتقاد بإقصاء هري من رئاسة الحزب اعتقاد خاطئ، فالحزب عقد مؤتمره العام بشمال دارفور في يناير مطلع 2015 وانتخب آدم هري رئيساً، وكان من المفترض أن تتم تكملة هياكل الحزب (الهيئة الفيدرالية والمكتب القيادي والأمانة العامة) لكن هذا لم يحدث، ما دفع المركز للتدخل ومطالبة رئاسة الحزب في الولاية باستكمال الهياكل، وهو ما لم يستجب له هري، بالتالي تم إعفاؤه بموجب المادة (23) من النظام الأساسي للحزب، وتكليف المهندس أنور إسحق برئاسة الحزب، ومع رفض هري للقرار، وتظلمه لمجلس الأحزاب، أقر الأخير بسلامة إعفائه، وأوصى بقيام مؤتمر عام، حدث ذلك نهاية ديسمبر الماضي، وتم انتخاب أنور رئيساً للحزب.
ـ يقول آدم بسعيكم لإقصائه وإجباره على الخروج من الحزب ورفضكم الامتثال لقرار مجلس الأحزاب بإعادته؟
قرار مجلس الأحزاب أيد قرار إعفائه، ووجه بقيام مؤتمر عام. آدم هري لم يكن مفصولاً من الحزب لتتم إعادته وإنما تم إعفاؤه من رئاسة الحزب.
ـ هو يتهمكم بتعديل النظام الأساسي للحزب لجمع السلطات في يد الرئيس؟
حين إجازة النظام الأساسي للحزب، كان آدم هري رئيسًا للحزب في الولاية، وحاضراً لمؤتمر الإجازة، الذي حضره ممثل لمجلس الأحزاب، وتم إيداع النظام الأساسي في مجلس الأحزاب، ولا يمكن لأي كائن من كان إجراء تعديلات عليه. وهو احتكم لمجلس الأحزاب بهذا النظام الأساسي الذي يقول بتزويره قبل أن يؤيد إعفاءه، وبالتالي أي حديث من هذا القبيل للاستهلاك السياسي. وآدم هري هو من ثنى ترشيح د. نهار رئيسًا للحزب في المؤتمر العام بهذا النظام الأساسي الذي يقول عنه مزوراً.
ـ برر آدم خروجه بانعدام المؤسسية وإقصاء الآخرين؟
كل مؤسسات الحزب من هيئة فدرالية ومكتب قيادي وأمانة عامة وحتى الرئيس جاءت بشرعية المؤتمر العام، وجميع هذه الهياكل تعمل بتناغم تام، ولدينا مؤتمرات تنشيطية، وهذا دليل تماسك، وهناك نظام أساسي يحكم مؤسساته وأي حديث عن عدم مؤسسية غير صحيح.
ـ ما تأثير انسلاخ هري ومجموعته الكبيرة بأحد معاقل الفيدرالي؟
لا أرى أي اثر لخروج آدم على جماهيرية الحزب بالولاية، وظهر ذلك في المؤتمر التنشيطي الأخير، أما العدد الذي تم الإعلان عنه (4 آلاف) فغير صحيح.
ـ كيف لا يؤثر انسلاخ أربعة آلاف عضو؟
الأمة الفيدرالي حزب قوي، ثم أن القاعة التي أقيم فيها الاحتفال قوة استيعابها (600) شخص فقط، بجانب أن المؤتمر الوطني كان له منشط حزبي في ذات القاعة، بالتالي هذه جماهير المؤتمر الوطني، فمن أين لآدم بهذا العدد.
ـ هل ذهاب هري يعني نهاية خلافات الحزب بالولاية؟
الحزب معافي تماماً من أي خلافات.
ـ هناك من يقول بأن الحزب سيتأثر بخروج آدم هري؟
ليقول لنا هري من هم القيادات معه، هذا خروج طبيعي لقيادي من الحزب، ومحدود في ولاية واحدة، والحزب موجود في كل السودان، ولا أظن آدم هري سيحدث تأثير وسبق أن خرج أخونا دقنة، والصادق الهادي، وساجو، وكونوا أحزاباً، بينما الأمة الفيدرالي لا يزال في قوته، ولكن لنقل خرج (4) آلاف عضو، فماذا يعني ذلك لحزب منتشر في كل السودان.
ـ واضح من حديث رئيس الحزب في سنار أنكم غير راضين عن الاحتفالية التي أقامها الوطني؟
الأمة الفدرالي أقوى وأوسع قاعدة جماهيرية من حزب المؤتمر الوطني في ولاية شمال دارفور، والدليل على ذلك اهتمام قياداته في المركز بحضور هذه الاحتفالية، ممثلة في أمين التنظيم القومي، ما يدل أننا حزب قوي، وأن المؤتمر الوطني يسعى لاستقطاب عضويتنا، ورغماً مما جرى مازلنا اقوى حزب في شمال دارفور، حتى إن ذهب منا (10) آلاف، ومن حق آدم هرى أن ينتقل لأي حزب ولا حجر عليه، فنحن انشققنا من حزب الأمة القومي.
ـ كيف تفسر غضب رئيس الحزب تجاه الخطوة؟
يمكن أن يفسر حديث رئيس الحزب في مؤتمر سنار بأننا لا نسعي لإقامة احتفالات بانضمام آخرين لحزبنا، لكن أن يحضر أمين التنظيم في المؤتمر الوطني ويصرح بأن أعدادا كبيرة جاءت إليهم، يصور بأن هناك سعي لإضعاف الحزب، وإلا لمَ كل الجلبة والفرقعة الإعلامية في شأن حزبي ولائي.
ـ ما تأثير ذلك على علاقتكم بالوطني؟
اتصلنا بشركائنا في الوطني وأكدوا لنا أن هذا التصرف غير حزبي وإنما فردي من أمين التنظيم د. فيصل حسن ووالي الولاية عبد الواحد يوسف، لذلك لا أعتقد بوجود تأثير في العلاقة بين الحزبين.
ـ وما الرسالة التي أشار إليها بابكر نهار في حديثه بسنار؟
إننا في الحزب متمسكون بالحوار الوطني ووثيقته الوطنية، ومستمرون في تنفيذها، ولن نتخلى عنها حتى إن تخلى عنها الوطني. لذلك نوجه عضويتنا بعدم التأثر بالأصوات النشاز الهادفة لشغلهم عن مراقبة وحراسة تنفيذ وثيقة الحوار.
ـ من أين جاءت الطعنات والنكوص عن العهود التي قال بها رئيس الحزب؟
مسيرة الحزب استمرت لأكثر من (14) سنة، وهذه رسالة موجهة دون تسمية أو تحديد لأي جهة تسعى لاستقطاب أعضاء الحزب، بأننا نعد ذلك غدر وخيانة، طالما جلسنا مع هذه الجهة لتنفيذ ووضع برنامج.
ـ هل نفهم من ذلك أن هناك حالة استقطاب داخل الأحزاب المشاركة في الحكومة؟
لا أقول ذلك، وحتى الاحتفال بانضمام المجموعة لولا أن حضره د. فيصل لما كنا تحدثنا عنه، فكيف والوطني يفتخر بأن عضويته تفوق الـ(10) ملايين شخص، ثم يأتي ليحتفل بانضمام أربعة الاف.. هذا أمر يحتاج لوقفة.
قائد المجموعة المنضمة إلى المؤتمر الوطني “آدم هري”
حضور أمين التنظيم بـ”الوطني” لحفل انضمامنا كان مرتباً وليس صدفة
الأيام المقبلة ستشهد هجرة لكوادر الفيدرالي نواحي الوطني
ـ متهم بأنك (غواصة) داخل حزب الأمة الفيدرالي؟
لا أحد يستطيع إثبات هذا الاتهام أو قوله صراحة، ولا أحد يصدق ذلك، فالمشهور عني أنني حزب أمة بالميلاد، وعضو لمكتبه السياسي والقيادي عام 1986م بحكم أمانتي للشباب والطلاب، كذلك من المؤسسين لحزب الأمة الفيدرالي وأطلقت عليه الاسم، وفوق هذا ساندت ترشيح أحمد بابكر نهار لرئاسة الحزب حين وقف ضده الجميع، وإن كنت غواصة كما اتهم فلماذا لم أستند على مجموعة الـ(75%) الذين عارضوا رئاسة نهار.
ثانياً ظللت أفوز برئاسة الحزب بشمال دارفور وعضوية المكتب السياسي الفيدرالي على مدى (3) دورات للمؤتمر العام فما سر الفوز المتكرر. وإن كنت غواصة كيف استطعت المكوث كل هذه المدة في قيادة الحزب دون أن يتم كشفي، وأن يخرج كل هذا العدد معي.
ـ ما سبب خروجك من الحزب؟
عدم احترام رئيس الحزب لنظامه الأساسي، حيث ظل يعدل النظام الاساسي ليكون مفصلاً عليه كرئيس للحزب، وبلغ عدد المرات التي عدل فيها أكثر من خمسة تعديلات خلال سبع سنوات. وعندما اعترضنا على ذلك قام بإعفائي من رئاسة الحزب، وفصلني مع آخرين منهم رؤساء للحزب في الولايات، واستأنفت هذا القرار بمجلس الأحزاب الذي أقر بعدم صحة الفصل وأعادني للحزب.
ـ لماذا لم تستمر في الحزب بعدما أعادك مجلس الأحزاب؟
العمل السياسي يحتاج للتراضي والتوافق، ولا يتم في الأجواء الخلافية، وطالما اختلفنا جراء عدم وجود شفافية في العمل وعدم والقبول بالرأي الآخر، بتنا عاجزين عن التعامل عبر مؤسسات الحزب لنقدم خدمة لجماهيرنا في الوطن عبر الأمة الفيدرالي.
آخر اجتماع للمكتب القيادي شاركت بأعماله نهاية العام (2015) والجو السائد كان خلافياً ومتوتراً للغاية حتى إن د. نهار لجأ لرفع الجلسة، ووصل الأمر للاشتباك بالأيدي، لذلك فضلنا الخروج بكل هذا العدد من القيادات، ومنهم مؤسسون للحزب، وكوادر نشطة، خرجنا بعد أن وصلنا لقناعة أن نهار رافض الاعتراف بالنظام الأساسي والرأي الآخر.
ـ هناك من عزا فصلك من رئاسة الحزب بالولاية لإهمالك تكوين هياكل الحزب ورفعها للمركز؟
كرئيس حزب في الولاية، ليس من اختصاصي تكوين واستكمال هياكل الحزب بالولاية، وإنما الهيئة الفيدرالية منوط بها الأمر. قمت بالمطلوب مني، وقد أقمت مؤتمر في الولاية وسواء كان ناقصاً أم تاماً، فقد قمت بواجبي، وهناك رؤساء للحزب بالولايات لم يقيموا مؤتمراتهم منذ تأسيس الحزب (جنوب وغرب دارفور وكسلا) فمن الأحق بالمحاسبة، وحتى بولاية الخرطوم تم تشكيل مؤسسات الحزب بالتعيين وما تزال مستمرة.
ـ لماذا انضممت للمؤتمر الوطني ولم تؤسس حزباً آخر؟
كوّنا لجنة عليا في الخرطوم لهذا الغرض، لإجراء مشورة وتنسيق بين عضوية الحزب الرافضة في كل البلاد، ضمت بعض رؤساء الحزب بالولايات، والتقينا أحزاب الأمة حتى الأمة القومي والسيد الصادق بالقاهرة،، والتقينا المؤتمر الوطني. وفي النهاية توصلت اللجنة لكون المؤتمر الوطني هو الأنسب للانضمام إليه باعتباره الأفضل برنامجاً والأوفر حظاً في التنظيم، وذلك قرار أغلبية وليس قراري منفرداً.
ـ متوقع أن يشهد الأمة الفيدرالي انسلاخات جديدة؟
نعم ذات الذي تم في شمال دارفور ستشهده ولايات أخرى، وأكثر من هذا العدد سينضم للوطني. ولدينا تنسيق في كل والسودان، وما تم في الفاشر هي ضربة بداية لموجة هجرة من الفيدرالي إلي الوطني ستعم كل فروعه بالولايات.
ـ هناك تشكيك في عددكم الذي يقال إنه صادف نفرة للوطني؟
نفرة الوطني كانت صباحاً، والاحتفال بانضمامنا كان عصراً، والفاصل بينهما ساعات. ومن انضموا للوطني وقعوا في كشوفات، وأزيد اليوم استلمت كشفا بتوقيع (670) من أعضاء حزب الأمة الفدرالي لإلحاقهم بهذه المجموعة التي انضمت للمؤتمر الوطني، وجميعهم من المؤيدين لي، ولن أقبل أي شخص مستقل من خارج الحزب فقط (ناسي في الحزب).
ـ بماذا نفسر تبعية كل هذا العدد لك؟
لأنني أنا من صنع حزب الأمة الفدرالي، واستقطبت له الجماهير، وعليك أن تسأل نهار عن أسماء رؤساء الحزب في شمال دارفور إن كان يعرفهم .
ـ هل حضور أمين التنظيم للمؤتمر الوطني لهذا الاحتفال كان مرتباً له؟
كل شيء كان مرتباً له، وليس مصادفة. كان مرتباً أن يحضر احتفال انضمامنا بهذا نائب رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم محمود لكن لظروفه وارتباطاته تأخر وحضر أمين التنظيم د. فيصل حسن.
ـ هناك مجموعة من القيادات التي فُصلت معك وكانت تناصرك لكن تجاوزتها ولم تخطرها؟
لم أتجاوزها، وكما ذكرت لك لدينا لجنة تنسيقية لهذا الأمر واتفقنا بأن تكون البداية في ولاية شمال دارفور ومن ثم ننتقل للولايات.
ـ هنا أقوال بأن انضمامك نتيجة فقدك لمنصبك الوزاري؟
لا أبحث عن منصب، وإلا لقدمت استقالتي وتفرغت للانتخابات، وترشحت خارج دائرتي لأجل استقطاب جماهير جدد للحزب.
ـ ما الفائدة التي ستجنيها من المؤتمر الوطني وخاصة هناك من يقول إنك تسعى لتسهيل أعمالك التجارية؟
هم في آخر مؤتمر لهم في الفاشر قالوا يقصدونني بالإنفاق على الحزب، فما الفائدة التي سأكسبها في التجارة إن أنا انفقت كل مالي في خدمة الحزب. الحمد لله لست محتاجا لمال، وكل ما أريده عمل سياسي حقيقي وشفاف ومؤسسي لخدمة السودان.
الصيحة