بلادنا الغالية غنية بثرواتها ولكن يبقى انسان السودان هو الثروة الاغلي على مر الدهور .. ومهما تباعدت المسافات وتفرقت السبل بأبناء السودان بالخارج طلباً للرزق فإن حب الوطن يظل في القلوب ويظل عطاء أهل المهجر حاضراً في كل المواقف ..
وفي السنوات الأخيرة والتي شهدت هجرة العديد من خيرة أطباء السودان للعمل بالخارج تلاحقهم الدعوات الطيبات بالتوفيق والنجاح وهم ينضموا لسفراء الانسانية بالخارج كان لابد لهم أن يكونوا على العهد والوعد لاهلهم بالداخل ..
ومن أجل الوطن جاءت ( مبادرة الاطباء السودانيين بالخارج لتطوير الخدمات الصحية) والتي أطلقوا عليها اختصاراً (مراسي) وتواثق أعضائها أن تكون بارقة أمل لأطباء سودانيين تفرقوا في الغربة واجتمعوا على حب الوطن ليبرهنوا ان حب الأوطان بالأفعال هو غاية الحب وبذل الغالي في سبيل حبه هو منتهى الوفاء والبر ..
وقد آثرت (مراسي) الإبتعاد عن كل الألوان السياسية انحيازا لرسالة الطب المتجردة عن كل غرض سوى العناية بصحة الإنسان الذي كرمه المولى عز وجل ليكون العطاء خالصاً لوجهه الكريم وخدمة لإنسان السودان ..
بكل هذه المشاعر الجياشة والنبيلة والرغبة في العطاء ولدت (مراسي) لتساهم في سقاية روافد الحب للوطن وبالتاكيد لن تجد مبادرة مراسي رافداً لحب الوطن أكثر من الإهتمام بصحة مواطن السودان فهو يصنع الحاضر ويرسم خطى المستقبل الجميل إن شاء الله ..
فكان بحمد الله وتوفيقه أول غيثهم فيضاً من النعم والعطاء فكانت هديتهم لأهل للسودان في مطلع العام الجديد غرفة العناية المكثفة للأطفال بمستشفى ابراهيم مالك بالخرطوم بسعة ستة سراير بكامل مستلزماتها من اجهزة تنفس صناعي واجهزة صدمات القلب والمضخات وأجهزة المتابعة وغيرها بتكلفة تفوق 1,5 مليار جنيه سوداني .. كلها من تبرعات اطباء السودان بالخارج ..
بدأ جمع التبرعات بصورة شهرية من الاطباء السودانيين بالخارج في عدة دول مختلفة .. السعودية والإمارات وقطر وعمان والبحرين والكويت وبريطانيا وايرلندا وغيرها قبل حوالي تسعة شهور ..
وعلي الفور بدأوا في شراء الأجهزة وتدشين عمليات التاهيل للعناية المكثفة بمستشفى إبراهيم مالك باعتبارها تخدم عدد كبير جدا من المواطنين ولا توجد بها عناية مكثفة للأطفال ..
بالعزيمة والإصرار والمتابعة بدأ العمل عبر متابعات دقيقة من أسرة المبادرة والتي تذخر بالاطباء من كافة الاختصاصات لذلك كان العمل يسير وفق الخطة المرسومة له بكل دقة واحترافية ..
تقارير وصور العمل متاحة على مدار اليوم عبر صفحة المشروع على الفيسبوك ..
تعاون وتنسيق لا تخطئه العين مع إدارة مستشفى ابراهيم مالك وتذليل لأي صعوبات أو معوقات .. والاطباء يتدافعون من كل بقاع المهجر لدعم المشروع ..
حتى جاءت لحظة ميلاد هذا الصرح العظيم يوم الخميس 5 يناير 2017م والتي كان يترقبها أهل المبادرة بكل شوق وفرح .. كيف لا وهم يرون مولودهم الأول يخرج للحياة ..
شكراً مبادرة (مراسي) وشكرا لكل أبناء بلادي من اهل الطب في شتي بلاد المهجر .. هديتكم للوطن الغالي تاج عز وفخار في جبين كل مواطن سوداني وغرفة العناية المكثفة بالتأكيد بداية لمزيد من العطاء لأطفال بلادي وأهلها الكرام وهم يهدونكم أصدق الأمنيات وأطيب الدعوات .
الخرطوم: إبراهيم ساعد